على ما يبدو أن الأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية، رفعت شعار «لا ارى لا اسمع لا اتكلم» تجاه شكاوى وآلام الأهالى على كافة المشكلات والأزمات التى يعانون منها، على الرغم أن تلك المشكلات تعرضهم وذويهم للخطر المحقق مثلها مثل جائحة كورونا بل وأخطر منه أيضاً.
وخير دليل على ذلك هو معاناة أهالى قرى فاقوس والحسينية المطلين على مصرف «بحر البقر» من التلوث والأمراض التى تأتيهم، ناهيك عن انتشار الحشرات الزاحفة والطائرة والبعوض فى فصلى الصيف والشتاء، نتيجة تجاهل الأجهزة التنفيذية لرش المصرف بالمبيدات الحشرية القاتلة لتلك الحشرات من منبعها مثلما كان يفعل المسئولين قبل ثورة يناير.
وأبرز تلك القرى التى تعانى هى: «الطويلة، والصوالح، ومنزل نعيم، وبنى صالح، والنمروط، والهيصمية والجعافرة، والخطارة الصغرى، والخطارة الكبرى، ورياض خليفة، والعريفات، والمراحلة والروضة، والكثير من العزب» التى على مقربة من مصرف بحر البقر مصدر التلوث ولا تعد فاقوس فقط أكثر المتضررين فهناك مدن أخرى تعانى من نفس الأزمة.
يقول إبراهيم ممدوح، إن بحر البقر مصدر خطورة علينا وذلك بسبب مروره فى وسط قريتنا وتخرج منه بعض الحشرات التى لا يستطيع أحد تحملها مثل الناموس والذباب وحشرات غريبة
أخرى لا نعرف اسمها كما أن رائحته لا تطاق.
وأشار قائلاً: فبدلاً من أن تقوم الدولة بتغطية المصرف والاستفادة منه واستغلال مسطح الأرض بتحويله لطريق سريع يبدأ من «القاهرة وحتى بورسعيد» ليخدم الأهالى ويعود بالنفع على الدولة من خلال تحصيل الرسوم منه، اكتفت الدولة بتركه وعدم الاهتمام بالمتابعة الدورية لرفع القمامة منه إلى جانب تجاهل رشة بالمبيدات الحشرية للحفاظ على أرواح الأهالى وذويهم.
وناشد «إبراهيم» المسئولين عن الصحة والبيئة والرى والزراعة ومحافظ الشرقية بالتدخل وإنقاذ القرية من هذا المصرف الخطير.
وأضاف رامى محمد، قائلاً: أن هذه الأزمة موجودة منذ سنين ولم يلتفت أحد لحلها، مبينا أن المواطنين قد سئموا من هذا الوضع غير الإنسانى.
وأكد «رامى» أن مصرف بحر البقر تسبب فى تلف العديد من الأراضى الزراعية، فضلا عن التلوث الناتج منه والذى يترتب عليه العديد من الأمراض.
وأوضح مدحت أمام أحد المزارعين فى قرية الخطاره الكبرى، إننا نعانى من كثرة الناموس والذباب حيث أنه أحد أهم العوامل التى تنقل
المرض لنا، إلى جانب الروائح الكريهة التى تأتى من المصرف.
ويوضح إسماعيل بيومى، أن الدولة كانت تقوم برش البحر بواسطة الطائرات والذى كان ينتج عنه قتل الناموس وإبادته، ولكن توقف هذا الرش منذ عدة سنوات، مطالباً بإعادة رش البحر للقضاء على خطر الناموس.
وطالب الأهالى باستغلال مساحة المصرف وتغطيته من خلال مواسير كبيرة واستغلال مسطح الأرض كطريق سريع يبدأ من «القاهرة إلى بورسعيد» لخدمة أهالى المحافظات الخمس، وتحصيل رسوم تضاف إلى خزانة الدولة، وتوفير ملايين الجنيهات لعلاج الأهالى من الأمراض التى تحاصرهم بسبب وجود هذا المصرف.
وناشد الأهالى الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، بالنظر إليهم بعين الرحمة «ورش» المصرف للقضاء على الحشرات التى تنقل لهم الأمراض والأوبئة المتواجدة بالمصرف مثلما كانت تفعل الحكومة فى «العهد البائد» للحفاظ على أرواح المواطنين.
الجدير بالذكر، أن مصرف «بحر البقر» تعود نشأته لعام 1914 وتم تخصيصه حينها للصرف الزراعى فقط، ولكن قررت الحكومة فى أوائل السبعينات تحويله لاستقبال الصرف الصحى لسكان القاهرة الكبرى والمدن المطلة عليه، ويعد المصرف الوحيد الذى يمتد من جنوب القاهرة مروراً بعدد 5 محافظات هى: القليوبية، والشرقية، والإسماعيلية، والدقهلية، وينتهى فى أن يضع ما بداخله فى بحيرة المنزلة، ويبلغ طوله حوالى 190 كيلومتراً فيعتبر من أخطر منابع التلوث الذى تنقل الأمراض والأوبئة للمواطنين، وتلوث مصرف بحر البقر ليس وليد اليوم ولكن عمره يمتد لأكثر من 90 عاما مضت ومع ذلك مازالت الجهات الرسمية وغيرها تلقى بمخلفاتها داخل مياهه مما يزيدها تلوثاً.
[ad_1]