جائحة «كورونا» تستفحل وتشتد بشكل يثير الفزع والقلق بين عباد الله ليس فى مصر وحدها وإنما فى كل أنحاء الدنيا، والدولة المصرية لم تتأخر مطلقاً فى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة هذا الوباء اللعين، وتفرض الآن عقوبات مشددة على من يخالف التعليمات فى إطار الحرص على صحة وسلامة المواطنين. كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الدراسة فى المدارس والجامعات، وقد أثلجت هذه القرارات صدور المواطنين بشكل لافت للأنظار.
وتبقى هناك أزمة حقيقية تحدث داخل المحاكم المصرية، وهى أن المترددين على المحاكم كثر، والقاعات مكتظة بشكل واضح، ويتردد عليها القضاة والمحامون والمتهمون، ولا يخفى على أحد التجمعات الشديدة التى تتم داخل قاعات المحاكم، ومن السهل جداً لو أن واحداً مصاباً بوباء
«كورونا» أن تقع كارثة حقيقية، حيث سيفتك الفيروس بالجميع بلا استثناء، بل إن هناك كارثة أخرى لو أن متهماً أصيب بالوباء، فسيتم نقل هذا الفيروس اللعين إلى السجن، والأوضاع فى المحاكم تستدعى ضرورة إيجاد حل لكل هذا الزحام داخلها وفى أسرع وقت. والأمر بالطبع متروك للمختصين وأصحاب القرار لاتخاذ ما يرونه فى هذا الصدد.
وضع المحاكم دفعنى إلى الحديث عن أمر آخر بالغ الخطورة، ما يجعلنى أحذر منه قبل وقوعه، وهو أن الفصل التشريعى الجديد لمجلس النواب سيبدأ خلال أيام، وعدد النواب 596 نائباً، وبما أننا انتهينا من إجراء الانتخابات طبقاً
للدستور رغم هذه الجائحة المريرة، فلماذا لا يتم تأجيل عقد الفصل التشريعى الجديد خوفاً على النواب والموظفين ورجال الإعلام وغيرهم ممن سيحضرون إجراءات الجلسة الافتتاحية التى سيطول وقتها لحلف اليمين وانتخاب الوكيلين، وبما أن الاستحقاقات الدستورية قد تمت، فلا مانع من تأجيل افتتاح الفصل التشريعى الجديد خوفاً على صحة النواب والموظفين ورجال الإعلام، الآن العدد كثير جداً، ولا غضاضة أبداً فى التأجيل خوفاً على الجميع من الإصابة بهذا الداء الذى استفحل وانتشر بشكل بشع ليس فى مصر وحدها وإنما فى كل أنحاء الدنيا.
ونعلم جيداً حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على صحة المصريين جميعاً، واتخاذه كل الإجراءات والتدابير التى تحفظ صحة المواطنين. ولذلك نترك قرار تأجيل انعقاد الفصل التشريعى لصاحب القرار حرصاً على الصحة العامة، خاصة أن هذه الجلسة تستمر فترات طويلة فى أول أيام انعقادها لحلف اليمين وانتخاب الوكيلين.
نكرر ترك الأمر لصاحب القرار لاتخاذ ما يراه مناسباً لصحة الجميع.
[ad_1]