فى مصر عقول تتحدى أشد الأزمات، لأن هذه العقول لرجال أقوى من الأزمات. ودائماً المصريون تظهر معادنهم النفيسة وقت هذه الأزمات، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفوتهم أن يكونوا قادرين على التحدى، وفى ظل فيروس «كورونا» اللعين الذى ضرب الدنيا كلها بما فيها مصر، رأينا كيف أن الدولة المصرية برجالها ومؤسساتها العريقة يواجهون هذه التحديات بشكل أكثر من رائع.
واليوم جاء التحدى الأكبر فى الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعى الجديد بعد غد «الثلاثاء» وفى ظل جائحة «كورونا»، وكنت من قبل قد طلبت من هذا المكان تأجيل الجلسة الافتتاحية خوفاً على النواب خاصة أن عددهم 568 عضواً منتخباً و28 معيناً، ولكن بأسلوب أكثر من رائع وفريد ظهر بكل مصرى يفكر ليواجه هذه الكارثة ويحل المعضلة بسهولة ويسر، ويقهر التحدى ذاته، إنه المستشار محمود فوزى، أمين عام مجلس النواب أحد العقول المفكرة لمواجهة جائحة «كورونا» مع عقد الجلسة الافتتاحية للمجلس الجديد، فقد أعد إجراءات وتدابير احترازية أكثر من رائعة لهذا اليوم المشهود وإيماناً من المستشار محمود فوزى بأن مجلس النواب المصرى الذى استطاع بشهادات دولية أن يواصل العملية التشريعية
فى ظل تدابير وإجراءات «كورونا» أن يغلب هذا الفيروس، وجاءت الخطة الاحترازية الرائعة للمجلس خلال الجلسة الافتتاحية.
لقد وضعت الأمانة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار محمود فوزى، خطة تأمين رائعة، تشمل تحقيق التباعد الاجتماعى بين الأعضاء وتتضمن الخطة التى جرى إعدادها بعد مراجعة الطب الوقائى بوزارة الصحة والإدارة الهندسية بالمجلس، تقسيم دخول الأعضاء إلى القاعة والشرفات والتى تستطيع تحمل وجود 305 نواب فقط بداخلها ومحققة التباعد الاجتماعى بين الأعضاء فى الجلوس.
كما تم بناء خيمة كبيرة داخل حرم مجلس النواب لتقسيم تواجد النواب بداخلها، ولأول مرة فى تاريخ الحياة النيابية ستشهد الجلسة الإجرائية والتى سترأسها النائبة فريدة الشوباشى باعتبارها أكبر الأعضاء سناً، تقسيم دخول النواب إلى القاعة لأداء القسم الدستورى، والتصويت فى انتخاب هيئة مكتب المجلس وتشمل رئيس المجلس والوكيلين.
وسيدخل نواب الفردى أولاً بواقع 284 نائباً لأداء اليمين الدستورية فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً يوم «الثلاثاء» وعقب الانتهاء سيدعو رئيس المجلس المؤقت هؤلاء
النواب للخروج من القاعة وترفع الجلسة الأولى ويجلس نواب المقاعد الفردية داخل الخيمة الموجودة بالقرب من باب القاعة الرئيسية والمزودة بشاشة عرض كبيرة لمتابعة فعاليات الجلسة الإجرائية الثانية والتى ستعقد فى الساعة الثانية من ظهر يوم الثلاثاء، لأداء اليمين الدستورية لنواب القائمة والمعينين بقرار جمهورى.
وعقب الانتهاء من أداء اليمين الدستورية سيطلب رئيس المجلس المؤقت النواب المتواجدين بالقاعة إلى الاستمرار بمقاعدهم لضمان تحقيق التباعد الاجتماعى، والإعلان عن إجراءات انتخاب رئيس المجلس.
ولمنع التزاحم على صناديق الاقتراع داخل القاعة، تم تدريب عدد من الموظفين التابعين للأمانة العامة بالمجلس، حيث سيتولون المرور بصناديق زجاجية على مقاعد النواب، للحد من التحرك داخل القاعة.
وعقب انتهاء تصويت نواب القائمة والبالغ عددهم 284 نائباً والنواب المعينين والبالغ عددهم 28 نائباً، سيخرج هؤلاء النواب مع استمرار الجلسة فى الانعقاد، ويدخل نواب المقاعد الفردية للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس المجلس، ويجلس النواب الآخرون فى الخيمة البرلمانية السابق الإشارة إليها.
وعقب عملية الفرز وانتخاب رئيس المجلس سيتم تكرار نفس السيناريو فى انتخابات وكيلى المجلس.
هذه الخطة الرائعة التى وضعتها الأمانة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار محمود فوزى، تؤكد أن فى مصر رجالاً أشداء تظهر معادنهم وقت الشدة، وشدة «كورونا» بمثابة تحدٍ كبير للمصريين الذين يواجهونها بعلم وفن وإرادة حقيقية، وشكراً للمستشار فوزى على هذا المجهود الرائع فى زمن «كورونا»، وكلنا يعلم أن هذا المجلس عليه دور وطني كبير، فى إقرار القوانين والرقابة على السلطة التشريعية.
[ad_1]
