كتبت : شيماء حمدى
اعتبر تقرير حكومى مخلفات المصانع أكبر مصدر للتلوث بمصر، خاصة أن الكثير من المصانع، بحسب التقرير، تُلقِى بمخلفاتها إما مباشرة فى مياه النيل بما يزيد من تلويثها الناتج بالأساس عن العائمات السياحية الثابتة والمتحركة أو من خلال مواسير الصرف .
وأشار التقرير، الصادر عن المجلس القومى للخدمات والتنمية الاجتماعية بالمجالس القومية المتخصصة حول سلامة الغذاء وجودته، إلى أن منطقة الدلتا تشهد إعادة تنقية مياه الصرف لاستخدامها فى الرى بعد خلطها بمياه النيل، بينما فى مصر العليا تُلقَى مياه الصرف بما تحمله من مسببات الأمراض فى النيل، بالإضافة إلى بقايا المواد الكيمائية المستخدمة فى معالجتها.
وأوضح التقرير أن استخدام الأسمدة والمبيدات بكثرة فى مزارع الأسماك التى تتغذى على غذاء ذى منشأ حيوانى يعد من أكبر ملوثات مياه النيل وبالتالى مياه الشرب، خاصة أن المصريين، كما جاء بالتقرير، يعتمدون بنسبة 97% على نهر النيل للحصول على احتياجاتهم من الشرب، وأضاف التقرير أن خطورة المزارع السمكية تزداد فى حال استخدام أدوية بيطرية لعلاج الأسماك مما يزيد من تلوث مياه النيل.
كما اعتبر التقرير الاستخدام “غير الرشيد” للمخصبات والأسمدة والمبيدات الزراعية، يسبب عددا من المشكلات البيئية والصحية، حيث تتأثر كل من المياه السطحية والجوفية بمصادر التلوث الزراعية والصناعية والصرف الصحى.
وحدد التقرير مجموعة من الميكروبات الممرضة الملوثة لماء الشرب مثل البكتيريا خاصة السالمونيلا، وما ينتج عنه من الإصابة بالحمى التيفودية والتهاب أغشية الجهاز الهضمى وتسمم الدم، بالإضافة إلى الفيروسات مثل الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى (أ)، وغيرها من الفيروسات التى تسبب النزلات المعوية، بالإضافة إلى الطفيليات التى تقاوم المطهرات، لكنه أمكن القضاء عليها عن طريق الأوزون.
وأشار التقرير إلى دراسة حديثة صدرت عن الأمم المتحدة أظهرت أن 80% من الأمراض التى تصيب سكان العالم النامى تعود إلى تناولهم لمياه شرب ملوثة، بالإضافة إلى أن أكثر من ثلث الوفيات فى الدول النامية تحدث نتيجة تناول هذه المياه، وحدد التقرير مجموعة من المعايير التى يجب اتباعها، مثل فحص المياه التى تم معالجتها دوريا للتأكد من أنها مطابقة للمعايير الصحية، وكذلك غسل وتطهير خزانات مياه الشرب وخطوط المياه مرة كل أسبوع، وتحسين عمليات المعالجة وتنقية المياه تحت رقابة محكمة بالإضافة إلى تنقية مياه الشرب بالمواد والوسائل الحديثة، وإصلاح نظم المعالجة لمياه المجارى.
وخَلُصَ التقرير إلى أنه على الرغم من أهمية مياه الشرب للصحة العامة وخاصة صحة الأطفال إلا أن هناك العديد من الدول خاصة دول العالم الثالث تهدر هذه المياه ولا تراعى شروطها الصحية وهو ما تسبب فى إصابة الناس بالأمراض التى قد تتصاعد فيما بعد إلى مستوى الأمراض الخبيثة.