ما نراه اليوم من سير الحروب أمرغير جميع النطريات والمصطلحات العسكرية التقليدية والحديثة ايضا لأننا نرى بضعة الااف مقاتلين مسلحين بالرشاشات يواصلون صمودهم العجيب فى وجه التحالف العالمى متثملا باقوى الدول واغناها فى العالم لسنوات طويلة.
مند ثمانينات القرن الماضى يواصل الجهاديون او الاسلاميون مقاومتهم لما يسمونه التحالف الصهيو الصليبى والذى يعنى الدول الغربية بقيادة امريكا الراعية للكيان الصهيونى او ما يسمى باسرائيل التى تحتل فلسطين , هكذا يقول الاسلاميون ان منطلق مقاومتهم هو التصدى لهيمنة الغرب واسرائيل فى بلدان العالم الاسلامى وخاصة الشرق الاوسط المشتعل حاليا بحروب الوكالة بين القوى العطمى والجهاديين بشتى توجهاتهم السياسية. وهذا برأيئ الشخصى سبب وجيه.
ان الحقيقة التى لا تقبل الجدال وليس عليها غبار عن كل ذى عينين ان سبب بروز الجهاديين هو ردة فعل طبيعىة من الشباب المسلم وخاصة العرب والذين جعل الغرب بلدانهم هدفا لهيمنتهم واطماعهم السياسية والاقتصادية وهذا بشهادة الخبراء الاستراتجيين فى الجامعات الغربية فى لندن ووانشطن وباريس , وايضا نرى ان اغلب الشباب الذين اصبحو جهاديين فيما بعد وغيرو موازيين القوى فى بعض الدول ما كانو الا طلاب جامعات ومعاهد وبعضهم كانو من لاعبي كرة القدم , يعيشون حياة طبيعية بين اهليهم ومن هذه الامثلة ثامر السويلم والمعروف( بخطاب) المولود فى مدينة عرعر شمال السعودية والذى كان موطفا فى شركة ارامكو ,اغتيل سنة 2002 فى مدينة فيديون بالشيشان بعدما حير الجيش الروسى وعجزو عن قتله المباشر حتى لجأو دس السم فى رسالة ورقية .وهذا ما جعل الشباب يقتنعون بخطب المشائخ الذين اكتشفوا الخطر المحدق بالمنطقة من قبل الغرب والتى تبدو منطقية جدا وملامحها واضحة.
البعض يردد ان الحهاديين من صنع غربى امريكي يراد منهم اشتعال الحروب فى الدول الاسلامية وهذه قصص اكثرها غير واقعية وغير منطقية ايضا رغم ان هناك بعض قليل منها قابل للتصديق بسبب تصرف بعض الجماعات المتذرعة بالجهاد لأننا نرى حجم الخسائر العسكرية والاقتصادية التى يسببها الجهاديون للدول الغربية ولو كانو يتحكمون فى الجهاديين لاوقفو هذه الخسائر الفادحة التى تلاحقهم كل يوم.
فى الاونة الاخيرة نرى كثيرا من الدول الغربية يسخرون ميزانية هائلة من اموالهم للدراسات الاستراتيجية والاجتماعية لاضعاف قبول الشباب الاسلامى لفكرة الجهاديين او كما يسمونه التطرف الاسلامى والمقاومة ,والقاضاء على الارهاب ولكنهم لسبب ما يتجاهلون السبب الواضح الذى ادى لولادة هذه الايدولوجية الجهادية , او هكذا يراد لنا ان نقتنع ان السبب ليس رد فعل لهيمنة الغرب للعالم الاسلامى!؟
عندما كان الجهاديون منحصرين فى تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ اسامة اسامة ابن لادن ,ولا عجب فى تسميته بالشيخ فكل من له اتباع او نفود يسمى بالشيخ فى الدول العربية , كان احتمال تفاهم بينها وبين الغرب ممكنا , فهم كانو تحت قيادة واحدة , اما الأان فهناك عدد كبير من الفصائل الجهادية او تنتسب للجهاديين كل منها بقيادة مستقلة ومختلف الافكار والاهداف , الا ان اهذافها ليست متباعدة الى حد كبير لأن الدافع او سبب نشأتهم واحدة وهو مقاومة الغرب وحلفائه, رغم ان هناك جماعات دست فى الجهاديين لتنفيد اجندات مشبوهة يقف ورائها دول عالمية ومن اهدافهم توسيخ اسم الجهاديين والقيام باعمال وحشية وبربرية ضد الاهداف المدنية الخالصة والتباهى بقتل المدنيين او الاسرى وهذا يخالف الدين الاسلامي الحنيف والذى هو سلام ومحبة للجميع حتى غير المسلمين لهم ألامان اذا كفوا ايديهم عن المسلمين فكيف بالمسلمين العزل عن السلاح؟.
من المتوقع فى السنوات القادمة زيادة عدد المقاتلين الجهاديين كما كانت التوقعات قبل عشرات السنين والعدد يزاداد حتى الأان وهذا ما سيكلف الغرب لحروب استنزاف طويلة لن يحصلو الغلبة عليها عسكريا وسياسيا الا ان يراجعوا حساباتهم ويوقفو تذحلهم السافر وهيمنتهم الانتحارية فى الوطن العربى والاسلامى, لأن النتائج واضحة بارتداد السحر على الساحر ونحن نرى العمليات الارهابية او كما يقول الجهاديون الغزوات فى العاصمات الاوروبية , ك باريس , لندن , وبروكسيل .
كاتب صحفى صومالى