انا وهى والكلب …
سمعت صوتاً صارخاً من غابة يستغيْثْ.
فهرعْتُ نحوه برميّتى وعزيمة الشّهيْد
فوجدتُ فتاة وكلباً فى بئرٍ سحيقٍ سحيْقْ.
وزئير أسدٍ يتحسر على فريستىْ الأخْدوْد.ْ
فرميت الأسد فأخذته أخذة البطل النجيْد.
ومددت يدىْ نحو الفتاة وكلبها الوليْفْ .
هذا صراخ المستجيْرْ .
ولابد من ملبٍ مجيْب.ْ
ترعرعا فى قصرى، كنف الثرىّ الودوْدْ.
بلغت من العمر عشرين وأنا فى الخمسيْنْ.
تزوجتها بين بسماتها وثغرها الضحوْك.ْ
والكلب يشهد رضاها وأنّها ليست باللعوْبْ.
رضا وقبولٍ كريْم.ْ
فلابد من السروْرْ.
عاشت ماضيها فاستضاف حاضرها فطيّبهْ .
من طهر الطفولة إلى نزَقِ الشباب فقوّمهْ.
وفى عرسها توّجتها نور السماء و درّته.ْ
مرّتْ السنون تحْنىْ ظهرى وتُدلْدل جفونى .
ويشيب شعرى على اعتاب شبابها ودورى.
هذا عطاء لها أسدّده.
والشيب كالقبر أورّده.
فجأة ..ظنّتْ أن شبابها بشيبى يشيْب .
فعاجلتنى برمية سهم يصيب ولا يخيْبْ.
ففدانى الكلب فأصيب فى عنقه النبيْلْ.
فطفقتُ عليه اخرج سهم عنقه واغيْث .ْ
عبرتى امتزجتْ بدمه الوفى والوفاء قليْلْ.
ونظر إلى بنباحه المميت وكأنه يقوْل.ْ
سيدى لا تمتْ حزْنا .ً
ودعنى اقول لها قوْلاً .
سيدى اطعمنى وحقا علىّ نصره.
واردتى قتله ورميه وحقا علىّ دفعهْ.
وانْ كانت شيبوبته عارٍ على شبابك.
وان كانت شيبوبته قضبانا لملذّاتكْ .
فقد رمى الأسد بالسهم ولا يرميكِ .
وبعد فقد أفنى عمره كلّه كلّه يحميك.
ومن زمهرير الشتاء يدفئك ويغطّيك .
ومن فمه نهر كان يطعمك ويسقيك.
وعلى ظهره عبرتى الموت ينجيكِ .
فروحى تفديه وتفديكِ .
ووفائى أعطه وأعطيكِ .