ما يثير الانتباه فى الآونة الأخيرة الأسلوب الذى ينتهجه بعض الأعلاميين والسياسيين في تصوير مشاهد ثورة 25 يناير للداخل والخارج على أنها مؤامرة لم تكن إلا لجعل مصر مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا ولكنهم تناسوا أن حينها كانت هناك إرادة شعبية وخروج كافة أطياف الشعب على من جعلوا مصر مستنقعاً للفساد طيلة ثلاثون عاماً أنهكوا فيها الوطن وبثوا سمومهم داخل أجساد المصريين , فلا مزايدة على من ضحوا بأرواحهم من أجل مصر سواء كانوا من رجال جيشنا العظيم أو من الشرطة أو ممن ثاروا في الميادين وكانت احلامهم في أن يكون هناك وطن نظيف وينعم أبناءه بخيره الذى نهب من تلك العصابات التي كانت تحكمنا .
ففي هذه المرحلة العصيبة التى يمر بها الوطن وابناءه نرفض أسلوب التخوين وتصدير مشاهد ثورة الخامس والعشرون من يناير للداخل والخارج على أنها مؤامرة فكفاكم عبثاً ونفاق يا من كنتم تصفقون لها وأصبح لكم الان صوت ورأى
فمحاولات الانقضاض على إرادة الشعب بشتى الطرق لن تنجح ولن تصدقها سوى عقولكم وأن طعناتكم لن تنال من خيرة شباب مصر الذى وقف بجانبهم جيشهم العظيم وآيدهم في مطالبهم وكان هذا دليلاً قاطعاً من جيشنا العظيم على أنه لم يكن في نفوس هؤلاء الشباب أي مؤامرة تجاه وطنهم , كما وأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أكثر من مرة أن ثورة الخامس والعشرون من يناير هي ثورة شعبية حقيقية وقف بجانبها الجيش وحماها من بطش تلك الجماعات والأحزاب التي لم يكن لها هدف سوى مصالحها الخاصة وليس مصلحة الوطن وأن ثورة 30 يونيو هي أمتداد لثورة يناير … قضى الأمر .
فعندما جاءت الجماعة المحظورة للحكم والتى أعطاها الشعب الكلمة والفرصة التى لم تـُمنح لأحدً من قبل نسوا كل هذا من أجل تنفيذ أهدافهم وأطماعهم وذهبوا بسياستهم بعيداً عن واقع وموقع الشعب المصرى فكانت النتيجة أن يخرج عليهم الملايين لإسقاطهم وإبعادهم عن المشهد السياسى .. فقد توقعت وتيقنت بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير بأن جماعة الأخوان إن وصلوا لكل مفاتيح اللعب لن يفيدوا الشعب المصرى بشىء على الأطلاق ليس لقلة خبرتهم فقط بل لإنهم سيعودوا للعب بالأسلوب الأنتقامى والإرهاب الفكرى وهذا ما حدث على أرض الواقع ومن ثم أصطدمت الجماعة بالشعب الذى ثار عليها وانحاز الجيش للمرة الثانية لثورة 30 يونيو وقام بعزل الرئيس مرسى وعشيرته ولم يكن بيد الجماعه في تلك اللحظة سوى إحداث فوضى فى كل شبر من أرض مصر وقتل وسحل الابرياء دون ذنب ليعم الارهاب انحاء الجمهورية وليبقى الجيش فى المشهد متحدياً كوارثه ونتائجه بعد نيته القضاء علي تلك المخططات الدنيئة بشتى الطرق .
…………………
الشعب المصرى لن يعطى قـُبلة الحياة لمن يسرق منهم أحلامهم ويـُدخلها فى صندوقً أسود كما كان يفعل الحزب الوطنى المنحل ورئيسه الذى أرسى الفساد فى مصر بأكملها وجعلنا نعيش كالغرباء فى وطنًنا…. فالشعب المصرى يعى تماماً ما يدور حوله ولن يسمح لأحد مهما كانت أدواته سواء كانت هذه الأدوات تابعة لجماعة أو لحزب أو لقناة أو لصحيفة أن يزايدوا على دماء من ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن فوجب علينا أن نقول لهم عفواً ثورة 25 يناير ليست مؤامرة .