أراب ايدول و سفراء المهمات الخاصة
يوم السبت القادم يًُسدل الستار على الموسم الرابع من برنامج أراب ايدول ، والذي وصل فيه للدور النهائي مبدعين فلسطينيين و هما أمير دندن و يعقوب شاهين ، والذين صدحا بصوتهما العذب للأمل و فلسطين و الإنسانية ، وكانا خير السفراء لفلسطين ومحبيها وغصة في حلق كاريهينا ، حيث الفن بشتى أنواعه هو رافعة للشعوب و اليد الناعمة للوصول لمناطق جغرافية نائية لم يصل اليها العمل السياسي أو الفكر المقاوم ، حيث الفن و خاصة الغناء الهادف له القدرة عَلى كسب الكثير للقضية الفلسطينية ، التي نناضل من أجلها، دائماً كان دور الفن أساسي لأي حضارة وجدت على هذه الأرض من قديم الزمان وخاصة عند الدول الإستعمارية آخر مائتين عام ، حيث أٰستغلت تلك القوة الناعمة لسلب عقول المضطهدين من تغيير أو إحلال للغات تلك الشعوب ، كما فعلت اسبانيا في دول أمريكا اللاتينية و فرنسا في الدول الفرانكفونية ، و في يومنا هذا نعيش عصر أمريكا من هيمنة على الفن السابع و المسارح والأغاني ، التي تصدح في شتى أنحاء العالم ، وهنا ليست للحصر المانيا التي تعتز بلغتها وقيمها الثقافية ، أصبحت فيها الاغاني و الأناشيد الأمريكية تصدح هنا في برنامج سوبر ستار والذي على شاكلة اراب ايدول أو برامج أخرى أو على مسارح أخرى دون أي مقاومة تُذكر للغة الألمانية ، بل على أثر ذلك انتقل هذا ليست إلى إيقاع اللغة الأم فقط ، بل امتد إلى مناحي الحياة من سلوك للفرد إلى الإيقاع اليومي السريع ، و تناول أطعمة المطاعم الأمريكية التي توجد على كل ناصية أوروبية ، حيث أصبح الإنسان الأمريكي مثل أعلى يُحتذى به لكثير من الشعوب رغم العمر الزمني القصير لتلك الدولة ، وهذا ليست محض صدفة بل بتخطيط محكم من صانعي الإستراتيجيّات الأمريكية للغزو الفكري للشعوب من بوابة هوليود و وسائل التواصل الإجتماعي كفيس بوك وأخواته ، و التي لها قوة مؤثرة أكثر بكثير من رئيس أمريكا نفسه ، حيث هذه الإستراتيجية أيضا فعلت بشكل صغير أو آخر أواخر العهد الملكي المصري و حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، حيث أكثر الثقافات العربية المنتشرة في الوطن العربي و الإسلامي هي الثقافة المصرية بما لها و ما عليها، ولا ننسى معالجة المخرج السوري العالمي العقاد لسرده للتاريخ الإسلامي وحقب تاريخية أخرى من مقاومة الإستعمار ، و التي اكسبتنا كثير من التعاطف العالمي لتعرية القوة الغاشمة التي إعتدت و مازالت تعتدي علينا، لذلك يجب علينا كفلسطينيين أن نستمر بهذا الطريق ، الذي بدئه الخالد أبوعمار و دور الثورة الفلسطينية الكبير في صناعة النجوم ، الذين تعدوا المحلي الى الأقليمي ثم العالمية ، و خير دليل على ذلك الشاعر محمود درويش و إدوارد سعيد وغسان كنفاني و ناجي العلي و فرقة العاشقين والقائمة تطول ، حيث أعطوا هؤلاء المبدعيين الغطاء الإنساني بقيمته الراقية إلى أبعد مدى للقضية الفلسطينية ، و نزع الحقوق من فكي هذا العدو الغاشم ، الذي لا يكل أو يهمد بتشويهنا في جميع المحافل الثقافية و الإجتماعية قبل السياسية ، حيث بدء التنظير قبل إحتلال فلسطين حتى إحتلالها بتلك الكلمات ، التي أكسبت تعاطف العالم له هناك ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” ، في تلك الحقبة من هذا التاريخ لو كان فنان ذات وزن دولي مثل الشاب محمد عساف أو فرقة ثلاثي جبران لإرتدت تلك الكلمات التى سُخِرَت و فُعلت لها كل موارد القوة المالية و العلمية و العسكرية لإحتلال تلك الغزاة لفلسطين على من نظر لهذه الرواية ، حيث الفن القوة الضاربة الناعمة لأي أمة تريد أن تتقدم و ترتقي إلى الأعلى، فهذا يحتاج إلى بناء مرافق ثقافية على الطراز العالمي ، فتجربتنا الفريدة مع معهد إدوارد سعيد للموسيقى في فلسطين خير حافز لنا، و دوره الرائد و الأصيل في تألق كثير من شبابنا و وصولهم إلى مراحل متقدمة في كثير من البرامج العربية و المسارح العالمية ، التوفيق كل التوفيق لأبنائنا في حصد هذا اللقب الثاني لفلسطين.