توظيف الأموال آفة أصيب بها العديد من المواطنين رغم جميع التحذيرات من الوقوع تحت براثن عمليات النصب إلا أن الرغبة الملحة واللهث الدائم وراء الربح السريع يسقط هؤلاء كفرائس سهلة في شباك النصابين. هذا ما كشفت عنه واقعة استيلاء الطبيب المزيف هشام سمير علي ما يتجاوز 15 مليون جنيه من ضحاياه وهو ما دفع سعيد أباظة المحامي عن عدد من الضحايا للتقدم ببلاغ حمل رقم 10825 لسنة 2009 للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لطلب سرعة إلقاء القبض علي المتهم الهارب الذي صدرت ضده احكام بأكثر من 20 عاما.هشام سمير شاب في الـ33 من عمره، فشل في الالتحاق بمهنة الطب ولكنه قرر أن ينجح في النصب علي المواطنين، خاصة بعد أن عرف أنه طبيب أطفال يجيد مهنته، كما حاول هشام أن يكسب مودة كل المحيطين به حتي كان أغلب ضحاياه من الأطباء فهو من مواليد الديدامون بالمنيا التحق بالتعليم الأزهري وفي الصف الرابع الثانوي الأزهري لم يستطع هشام الحصول علي مجموع يؤهله لدخول كلية الطب فقرر تحسين مجموعه لعام آخر وبالفعل التحق بعدها بكلية الطب جامعة الأزهر بأسيوط إلا أنه لم يستمر في الدراسة بعد أن قام بالتحويل للفرقة الرابعة كلية طب الأزهر بنين بالقاهرة ولكنه لم يستمر وقتها، وفي 2002 استخرج شهادة بكالوريوس مزورة بأنه خريج دفعة ديسمبر 2001 ليعمل بها كطبيب امتياز في مستشفي الحسين الجامعي وفي مارس 2003 استخرج رخصة مزاولة المهنة من وزارة الصحة بموجب تلك الأوراق المزورة وعمل كطبيب أطفال علي مدار عامين بالمستشفي بل واستخرج شهادة مؤقتة تثبت حصوله علي ماجستير طب الاطفال ليتعاقد بموجبه للعمل في السعودية بمستشفي الدكتور سليمان فقيه كأخصائي أطفال ليعود بعدها في عام 2006 ويقرر استثمار تلك الخبرات في النصب علي المواطنين وبالفعل تعرف علي عدد كبير من الأطباء وحاول اقناعهم بتوظيف أموالهم وتحقيق أرباح مقابل ذلك من خلال استثمارها في مجال الأدوية فأنشاء شركة أدوية وهمية بالمعادي أغلقها بعد فترة معللا بأنها حققت خسائر باهظة ليحصل منهم علي 15 مليون جنيه، تمت إحالة البلاغات المحررة لمحكمة جنح الخليفة التي أصدرت العديد من الاحكام ضده برئاسة المستشار محمد نصر بمعاقبته في كل دعوي بالحبس ثلاث سنوات مع الشغل وكفالة 1000 جنيه وأثناء رحلة البحث عن المتهم الهارب، كشف المحامي سعيد أباظة عن أن هشام سمير ما هو إلا طبيب مزيف خدع الدولة بأجهزتها ليعمل ويعرض أرواح الأطفال للخطر في غيبة من الجهات الرقابية لينضم ذلك الاتهام الخطير إلي قائمة الاتهامات الموجهة له بتوظيف الأموال.