في ظل الأخبار والحوادث التي يعيشها المجتمع العربي عامة والمصري خاصة، توجد ظاهرة جديدة لابد من الالتفات لخطورتها، لما تمثله من خطر على مستقبل أطفالنا وهي التحرش الجنسي بالأطفال، وكانت هذه هي القضية التي فجرها برنامج “طعم البيوت” على التليفزيون المصري بالقناة الأولى من خلال استضافته لأحد المتخصصين في مجال الدراسات النفسية.
أشكال التحرش
وخلال الحلقة تحدثت د. نشوى زكي ? مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة ? عن خطورة انفتاح الأطفال بشكل كبير على الانترنت, لما له من أثار سلبية، فقد يحصل الطفل عن طريقه على العديد من المعلومات غير السليمة, إلى جانب أن صور التحرش كثيرة ,التي تتمثل في وجود الانترنت في المنزل من دون رقابة.
وقد يظهر له أثناء التسلي ببعض الألعاب منظر خارج عن الحياء حينما يصل إلى مرحلة معينه من اللعبة, بما يحفز الطفل دائما للوصول إلى تلك المرحلة حتى يفوز بمشاهدة المنظر الخارج, وتناولت الدكتورة أن وسائل الإعلام الخارجة سواء كانت الأغاني أو الأفلام له تأثير في تدعيم تلك الظاهرة, إلى جانب الاختلاط الشديد في المدارس.
التعامل مع الطفل
وعن كيفية التعامل مع الطفل من خلال أعطائه المعلومات السليمة لتجنب تلك المشكلة, أوضحت د. نشوى أن لكل مرحلة سنية طريقة معينة في توصيل المعلومات, ففي السن المبكر على الطفل أن يعرف أن له خصوصيات ولا يخلع ملابسه أمام أحد, كما أن الأطفال في سن صغير يكون لديهم من الفطرة ما يجعلهم يفهمون ذلك.
أما في السن الكبير يكون الحوار معهم هو أفضل الأساليب, ويتم التفريق بينهم في المضاجع, وتعليم الطفل من خلال اللعب والتأديب إلى جانب المصادقة معه, لان الصراحة بين الآباء والأبناء هامة جدا, فحينما يقع في مشكلة يذهب إليهم بدلا من اللجوء إلى الأصدقاء.
حلول مقترحة
وقفة احتجاجية ضد التحرش الجنسي
وعن الحلول لجعل الطفل حسن التصرف في مثل تلك المواقف أشارت د. نشوى إلى ضرورة خلق اتجاه داخل الطفل عن كيفية الدفاع عن نفسه, إلى جانب الحوار المفتوح الهادئ, بينما تطرقت في حديثها إلى أن أطفال اليوم لديهم من الجرأة ما يجعلهم أكثر عنفا, ويرجع ذلك لوسائل الإعلام المختلفة.
وأوضحت الدكتورة أن التحرش قد يحدث بين الأطفال وبعضهم في نفس السن, وربما يرجع ذلك إلى التعرض الشديد لوسائل الإعلام بدون توجيه من الأسر, إلى جانب أن الكثير من الأطفال لديهم تليفون محمول, وقد تصل إليه لقطات إباحية ويكون لديه الإحساس ورغبه في تجربه ما شاهده.
وأشارت د. نشوي إلى أهمية التربية الدينية وتعليم الأطفال سيرة الأنبياء, وتحفيزهم على تحمل المسئولية تجاه أسرته ,وتدعيم الإحساس بالذات وحفظ القرءان الكريم, ومعرفة سير الصحابة والرسل.
واختتمت الحلقة بضرورة فتح حوار صريح مع الأطفال في مختلف الأعمار لما له من أهمية في القضاء على تلك الظاهرة.