شهدت سوق الأسمنت ارتفاعاً ملحوظاً فى الأسعار، بنسب متفاوتة حسب كل محافظة أو مكان ، وبحسب توافر كميات الأسمنت التى تختفى فى كثير من الأماكن بهدف تعطيش السوق ، تزامناً مع الموسم السنوى للبناء ، وهو موسم الصيف والأجازة فى تحد واضح للوزارة والمسئولين رغم كل التحذيرات ، حتى وصل سعر الطن الواحد إلى أكثر من 720 جنيها.
وشهد سوق الحديد فى الإسماعيلية ، ارتفاعاً فى أسعار حديد عز، حيث وصل سعر الطن إلى 2900 جنيه، كما أرتفع سعر طن الحديد التركى إلى 2850 جنيها للطن ، بعد أن كان السعر منذ أربعة أيام 2750 جنيها للطن بواقع 100 جنيه زيادة فى الطن ، وهو ما أرجعه محمود صباح تاجر حديد بالإسماعيلية إلى انخفاض كمية المنتج والمعروض من الحديد التركى ، بنسبة 90% حسب قوله ، رغم زيادة الطلب على الحديد بقرب حلول شهر رمضان .
وفى المنيا ، شهدت أسعار الأسمنت ارتفاعاً ملحوظاً فى الأيام القليلة الماضية ، مما أدى إلى حالة من الغضب والاستياء بسبب الشلل التام الذى أصاب عملية البناء، سواء على المستوى الشخصى أو مستوى المقاولات العامة، حيث أكد المواطنون أن الارتفاع فى سعر الأسمنت فى الأيام الماضية دفعنا للتوقف عن البناء ، حيث وصل سعر طن أسمنت أسيوط 760 جنيها وأسمنت المصرية 730 وبنى سويف 750 بالإضافة إلى اختفاء هذه الأصناف من الأسواق .
ويقول ربيع مطاوع موظف بالوحدة المحلية، إنه توقف عن بناء منزله الذى كان يقيمه ليتزوج فيه نجله بسبب اختفاء الأسمنت من الأسواق وارتفاع أسعاره بشكل كبير فى السوق السوداء ، وأضاف أن التاجر يقوم بعرض أسعار الأسمنت الخاصة بالشركة للجمهور، للتأكد من أنه غير تابع للرقابة ، وعند الشراء يعرض السعر الحقيقى الخاص بالسوق السوداء.
وأشار عامر محمد عضو مجلس محلى عن المحافظة ، أنه سيتقدم بطلب للمجلس بعد العودة من الإجازة السنوية ، لمناقشة جشع التجار وتعطيش الأسواق الذى يتبعونه، وخاصة تجار الأسمنت فى قرى المحافظة حيث انعدام الرقابة عليهم .
وفى قنا ، سيطرت حالة من الركود على سوق الأسمنت بالمحافظة، وذلك بسبب ارتفاع سعره حيث وصلت فى الأيام القليلة الماضية إلى 770 جنيها، مما أدى الى إستياء المواطنين وإلغاء الكثير منهم فكرة البناء. وأكد تجار الجملة والقطاعى أن الأسواق بالمحافظة تشهد حالة من الركود بسبب الارتفاع الجنونى لسعر الأسمنت وغير المتوقع وأضاف أحد تجار القطاعى أن السبب فى ارتفاع الأسعار هو قيام بعض تجار الجملة بتخزين كميات كبيرة من الأسمنت وبيعها بأكثر من سعر الشراء فى غياب الرقابة التموينية على السلع وراء تحكم التجار الكبار بأسعار الأسمنت والمواد الأخرى من مواد البناء .
وأضاف أحمد عبد الفتاح (مقاول) أن الارتفاع الجنونى للأسعار أدى إلى ركود فى سوق العمل أيضا، على الرغم من أن هذا التوقيت من كل عام تكون أعمال البناء منتشرة بالمحافظة، وذلك لأنها إجازة معظم العاملين بالخارج، لكن ارتفاع سعر الأسمنت جعل الكثير منهم يتراجع عن الفكرة أملا فى انخفاض السعر الفترة المقبلة.
مصدر مسئول، أكد أن صمت المواطنين عن تجار السوق السوداء وموافقتهم على الشراء بسعر أعلى من سعره المقرر، وراء طمع وجشع التجار، على الرغم من أن الغرفة التجارية تعلن عن سعر محدد للطن، وتقوم الجهات الأمنية بمراقبة الأسواق إلا أن المواطنين يقومون بالشراء بالسعر الذى يقرره التاجر دون تقديم أى بلاغات للجهات المسئولة.
وفى محافظة الفيوم، شهدت السوق إقبالا كبيرا على شراء الأسمنت رغم ارتفاع أسعاره، حيث وصل سعر الطن إلى 720 جنيها بعد أن استقر السعر على 520 جنيها للطن، وشهدت الأسواق استقرارا فى الأسعار لفترة لم تدم طويلا، وعاودت الأسعار ارتفاعها حتى وصلت اليوم إلى 720 جنيها للطن، وهو ما جعل الكثيرين يظنون استمرار ارتفاع الأسعار أكثر من ذلك، مما أدى إلى الإقبال على الشراء بشكل متزايد يوما بعد يوم، والغريب فى الأمر هو هذه العلاقة الطردية بين ارتفاع أسعار الأسمنت والإقبال على الشراء بالمحافظة.