من المفارقات أن يستمر الجوع مشكلة تتعاظم آثارها وتتضخم مخاطرها رغم ازدياد نسبة الرفاه العالمى سنة بعد سنة.. لماذا يستمر الجوع فى الظهور رغم كل هذا التقدم ؟ وما ذنب هؤلاء الأطفال وغيرهم فى أن يتلقوا آثار الجوع فى عالم تصرخ فيه الدول الكبرى بأنها تبحث عن المبادئ ؟!
من المفارقات أن يستمر الجوع مشكلة تتعاظم آثارها وتتضخم مخاطرها رغم ازدياد نسبة الرفاه العالمى سنة بعد سنة.. لماذا يستمر الجوع فى الظهور رغم كل هذا التقدم ؟ وما ذنب هؤلاء الأطفال وغيرهم فى أن يتلقوا آثار الجوع فى عالم تصرخ فيه الدول الكبرى بأنها تبحث عن المبادئ ؟!
هناك ما يقرب من 800 مليون شخص فى العالم النامى يعانون من سوء التغذية ، وهناك أيضاً ما لا يقل عن بليونى شخص يعانون من نقص كميات المعادن والفيتامينات. وبالرغم من ذلك ، فإن العالم قد أنتج كميات كافية من الغذاء تكفي لتوفير أقل من الكميات الكافية من الغذاء، وذلك في السبعينيات من القرن الماضى ، فما الذى يجرى إذن ؟
ويعتبر الجوع والمجاعات نتاج مجموعة معقدة التداخل من الأمراض الاجتماعية والتي ترتبط بالاقتصاد العالمي والسياسة العالمية وتكوين طبقات المجتمع، وترتبط أيضاً المجاعات بطرق التنمية والاستهلاك وديناميكية الشعوب.
ويعد الفقر أحد الأسباب الرئيسية للجوع ، وهو الذى يعنى الافتقار إلى القوة الشرائية وعدم التمكن من الحصول على مصادر متنوعة. إن هناك حوالي 3 ،1 بليون شخص لا يزيد دخلهم اليومى عن دولار واحد على مستوى العالم ، هذا بالإضافة إلى أن هناك ما يقرب من 33% من الأشخاص في الدول النامية يعتبرون من الفقراء، وتزيد هذه النسبة من 70 إلى 80% في المناطق البيئية الصحراوية بإفريقيا.
فمن أطفال مدارس في غزة إلى عشاق رياضة الكريكيت في الهند فقراء إفريقيا اجتمع الكل على المشاركة في تحقيق رقم قياسى عالمي “لأكبر عدد من المشاركين فى وقفة احتجاجية ضد الفقر”.
وأعلن فى مؤتمر صحفى بالأمم المتحدة أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية سجلت مشاركة 23 مليون و542614 شخصا فى 11646 وقفة احتجاج في جميع أنحاء العالم على مدى 24 ساعة
هذا الأسبوع .
وتم تنظيم ” الوقفة ” لدعم تحقيق سلسلة من الأهداف بحلول عام 2015 تتعلق بمحاربة الفقر حددتها الأمم المتحدة فى قمة الألفية عام 2000. وتم اختيار موعد الوقفة ليتوافق مع اليوم العالمى للأمم المتحدة لاجتثاث الفقر الذى وافق الثلاثاء .
وقال السفير الفرنسى لدى الأمم المتحدة جون مارك دولاسابليير للصحفيين ” الفقر المدقع وصمة لكرامة الإنسان .. يجب أن نتأكد من بقاء هذه المشكلة على قائمة أولويات الأمم المتحدة “.
وقال شاشى ثارور وهو مسؤول رفيع فى الأمم المتحدة إن موسوعة جينيس قالت إن الحملة ” شكلت أكبر تحرك منسق للأشخاص ” يتم تسجيله في تاريخها .
وقالت الأمم المتحدة إن قائمة المشاركين في الوقفة الاحتجاجية تشمل 38 ألفاً من عشاق الكريكيت في جايبور بالهند ومئات الآلاف من جمهور حفل لمناهضة الفقر في هاراري بزيمبابوى وأطفال مدارس فى لبنان والأردن وغزة والضفة الغربية وأماكن مختلفة في أنحاء متفرقة من أفريقيا ومئات الآلاف من مشاهدي مباريات كرة القدم في المكسيك.
فقراء ألمانيا ستة ملايين
وفى ألمانيا فجرت دراسة ألمانية تشير إلى أن 8% من الألمان ينتمون ” إلى طبقة دنيا ” جدلاً حول هذه الطبقة المحرومة من أى فرص مستقبلية.
والمشاكل مطروحة منذ وقت طويل. وجاء مقتل الطفل كفين الذى عثر عليه فى ثلاجة أبيه فى بريم (شمالاً) ووفاة الصغيرة ليونى التى أدمنت أمها على الكحول في ساكس
-انهالت ( الرأى الحر) الأسبوع الماضى لتذكركم بالمزيد من الحوادث المفجعة المرتبطة بالأوضاع الاجتماعية.
وتنشر إحصاءات حول الفقر لا سيما لدى الأطفال بانتظام وتعكس صورة ليست مجيدة عن ألمانيا لانعدام المساواة فى البلاد.
لكن ما أن تفوه رئيس الحزب الاشتراكى الديمقراطى بنفسه بكلمة ” طبقة دنيا ” حتى ثارت الأوساط السياسية وتركز الجدال حول ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الظاهرة .
وأعلن بيك في مقابلة أن ” المجتمع فقد من قدراته على الاستيعاب ” مؤكدا أن ” ثمة عددا كبيراً جداً من الأشخاص في ألمانيا لا يتمتعون بأى فرصة لصعود السلم الاجتماعى ” وبالتالى فإنهم يشكلون على حد قوله ” طبقة دنيا ” ليس فقط بسبب وضعهم المادى المتدهور بل أيضاً بسبب استسلام فكرى وثقافى تغذيه ” برامج للطبقات الدنيا ” تشبع بها محطات التلفزيون مشاهديها الخاملين .
وصب نشر مقتطفات من دراسة أجرتها مؤسسة فريدريش ايبرت المقربة من الحزب الاشتراكى الديموقراطى ، الزيت على النار حيث أفادت الدراسة أن ثمانية بالمئة من الألمان أى أكثر من ستة ملايين نسمة ينتمون لفئة جديدة من السكان تعانى من ” انعدام كبير للأمن المالى ” حيث إن ” مواردها الشهرية ضعيفة جداً وليس لها إلا القليل من الممتلكات في السكن والإدخار والكثير من الديون وقليل من الدعم العائلى ” ومع كل ذلك ” شعور كبير باليأس “.
وتبلغ هذه النسبة العشرين بالمئة في ألمانيا الشرقية سابقاً حيث البطالة تطال 16% من القوى العاملة ، ومع أن البؤس الاجتماعى يبقى على الدوام موضع تنديد فإن الطبقة السياسية تبدو وكأنها تكتشفه بإستغراب.
وسخرت صحيفة سوداتش زايتونغ (يسار الوسط) الاثنين من “الائتلاف الكبير ( الحكومى ) الذى بدا وكأنه يستغرب وجود طبقة دنيا جديدة تزداد انتشارا فى ألمانيا “.