قادت جثة طفل حديث الولادة عثر عليها فى صندوق قمامة أمام قسم الشرطة بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية المصرية إلى سقوط عصابة للاتجار فى الأطفال تضم 13 رجلا وسيدة حتى الأن .
وأكد التقرير المبدئى للطب الشرعى أن الطفل توفى منذ يومين ودلت تحريات المباحث على أن الواقعة نتيجة عملية بيع أطفال فاشلة إختلف فيها التجار مع المشترية على السعر وتبين أن الطفل المتوفى من حمل سفاح باعته أمه إلى العصابة وإعترف عدد من المتهمين بجريمتهم أمام النيابة العامة . وكشفت تحقيقات النيابة عن مفاجئات مثيرة واعترفت المتهمات عن عناصر جديدة بالشبكة تضم عامل بمستشفى ميت غمر وداية ومفتشة بالصحة وطبيب نساء وتوليد لتسهيل الحصول على الأطفال وبيعها وتسجيلها باسم المشترين ويتراوح ثمن الطفل من 18 ألف وحتى 22 ألف جنيه.
وقداعترفت زينب عطية محمد المشترية امام النيابة إنها تعرفت على المتهمات منذ أكثر من ست سنوات وعلمت من خلال إحدى الدايات أنهن يعملن في الاتجار بالأطفال ويمكنهن توفير طفل لها حيث أنها لا تنجب، وهددها زوجها بالطلاق إذا لم تنجب له طفلا يحمل اسمه، فقامت بشراء طفلة حديثة الولادة من المتهمات منذ أربع سنوات وقامت بتسميتها (منة الله) ، وساعدها المتهمات في تسجيلها باسم زوجها (محمد منصور) دون علمه، ولكنها كانت ضعيفة وتم إدخالها الحضًّانة وتوفيت بعد عدة شهور من شراؤها، واستخرجت لها شهادة وفاة باسم زوجها من مكتب صحة ميت غمر.
واعترفت المتهمات أمام النيابة أنهن يعملن بهذا المجال منذ أكثر من 8 سنوات ويحصلن على الأطفال من إحدى الدايات وتدعى (كريمة رضوان) بميت غمر تقوم بإرشادهن عن الحوامل، وتاريخ ميلادهم خاصة من حملن (سفاحا) وتقوم (الداية) بإقناع الأم بالتخلص من الطفل عقب ولادته ببيعه للمتهمات أو تقوم بتوليهن بنفسها ثم تقوم بيع الطفل لهم أو يحصلن على الأطفال من حضانة المستشفى الأميري بميت غمر عن طريق عامل بحضانة المستشفى يدعى (مجدي) يقوم بتسهيل خروج الأطفال من الحضانة لهم، وأحيانا سرقته بدون علم الأم إذا رفضت بيعه وتضطر للسكوت لأنها تفرح بالتخلص منه .
وأكدت تحريات المباحث أن المتهمات يتعاملن مع طبيبة بمكتب الصحة تقوم بتسجيل الأطفال باسم المشترين فى سجلات مكتب الصحة. وكشفت تحريات المباحث عن اشتراك طبيب نساء وولادة في الجريمة؛ حيث تقوم المتهمات بتوصيل الأمهات اللائي حملن سفاحا ويقوم بتوليدهن ولا يخطر مكتب الصحة وبالتالي يتم بيعه بعد ذلك بسهولة بالإضافة لقيامه باستخراج إفادات بقيامه بتوليده المشترية للطفل المباع مقابل مبلغ مالي ليسهل تسجيله بمكتب الصحة. وقامت النيابة بإجراء معاينة تصويرية للمتهمات أثناء تسلم الطفل من أمه وحتى إلقائه بصندوق القمامة ملفوفا بكيس أسود وهو مازال حيا والتي استغرقت أربع ساعات .
وألقت مباحث قسم ميت غمر القبض على المتهمتان الهاربتان نادية عبد الرحمن السيد ونادية سليم واعترفن بالاشتراك في عمليات تجارة الأطفال وبعرضهن على النيابة قررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات وسرعة ضبط وإحضار (الداية) وعامل المستشفى وطبيب النساء والتوليد ومفتشة الصحة وزوج المشترية بالإضافة لضبط سجلات المواليد والوفيات من مكتب صحة ميت غمر.
كما قرر قاضى المعارضات تجديد حبس كل من باتعة حامد المرسى وسعاد محمد إبراهيم وهانم محمد حامد وأحمد محمود عبد الحميد، بالإضافة لأم المولود ابتسام محمد حامد والمشترية زينب عطية محمد (15 يوما) على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد للمولود والاتجار في الأطفال.
وكان عمال النظافة قد عثروا على جثة مولود عمره أيام ملفوفة بكيس بلاستيك اسود في صندوق للقمامة أمام قسم شرطة ميت غمر وكثف رجال المباحث جهودهم للكشف عن سر وجود جثة الطفل، وتبين أنه ناتج من عملية بيع أطفال فاشلة اختلف فيها التجار مع المشترية على السعر وقادت جثة المولود المباحث للكشف عن عصابة تتاجر في الأطفال وتضم حتى الآن 13 متهما ومتهمة محبوس منه 8 على ذمة التحقيقات وجارى ضبط الآخرين.
بدأت وقائع الجريمة المثيرة عندما بحثت زينب.ع (45 سنة ـ عاقر) وتعمل فى دولة عربية عن طفل ذكر حديث الولادة لشرائه وكلفت أحد أقاربها يدعى أحمد. م (40 سنة) الذى توصل إلى سيدات من قرية (كوم النور) يعملن فى الاتجار بالأطفال وهن باتعة.ح (45 سنة) وسعاد.م (31 سنة) وهانم. م (49 سنة) واتفق معهن على شراء طفل بمبلغ 22 ألف جنيه دفع منها 15 ألفاً، وأمام النيابة أكدت المتهمات الثلاث أن دورهن يقتصر على البيع واتفاقهن مع تاجر من الزقازيق على شراء طفل من فتاة تدعى ابتسام. م (18 سنة) وأخبرهن بأنها ستلد طفلاً فى أول يوليو الجارى، وأنه اتفق معها على تسلم الطفل أمام باب المستشفى الأميرى وحصل منهن على 15 ألف جنيه.
وأشارت المتهمات إلى وجود شريكتين لهن هما نادية عبد الرحمن السيد ونادية سليم وكان قد تم الاتفاق مع المشترية على تسلم الطفل الأحد قبل الماضى، وتسليم باقى المبلغ، لكنها رفضت وأصرت على الاكتفاء بدفع 15 ألف جنيه وعندما اختلف الطرفان، أصرت المشترية على استعادة أموالها ورفضت تسلم الطفل، فأخذن الطفل وتوجهن به للمتهم السادس فى الزقازيق لإعادته ورد الأموال، فرفض وطالبهن بالاحتفاظ بالطفل، لحين العثور على مشتر جديد، وقالت المتهمات الثلاث إنه نتيجة الخوف من افتضاح الأمر فى القرية وضعن الرضيع فى كيس بلاستيك أسود وألقين به حياً وسط القمامة.
واعترفت المتهمات بالتقاط الأطفال التائهين وبيعهم للمتهم السادس أو غيره من التجار ونفت الأم بيعها الطفل وقالت إنها أرادت التخلص منه لإنجابها له من الحرام وأرشدت عن والده .