حكم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة 3 ملايين جنيه في قضية أكياس الدم الفاسدة
فص ملح وداب هكذا يصف المصريون اختفاء رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب وعضو أمانة السياسات هاني سرور، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة بحبسه هو وشقيقته نيفان 3 سنوات وتغريمهما 3 ملايين جنيه في قضية أكياس الدم الفاسدة والتي تعود وقائعها إلي أكثر من 29 شهراً مضت حيث اتهم سرور صاحب شركة هايدلينا ومعه شقيقته وبعض العاملين في وزارة الصحة المصرية بتوريد أكياس دم مخالفة للمواصفات بها عيوب فنية تؤدي إلي تلوث الدم وإفساده، وأن شركة هايدلينا قامت بتوريد 132 ألف كيس نقل دم الي وزارة الصحة المصرية وهي غير مطابقة للمواصفات وذلك بمساعدة بعض الموظفين بالوزارة.
وبعد التحقيق تم التأكد من هذه الاتهامات وأحالت النيابة العامة هاني سرور وشقيقته وآخرين من مسؤولي وزارة الصحة إلي محكمة الجنايات في يونيو 2007 وتوجيه لهم تهم الغش في التوريد ومحاولة التربح من خلال أكياس دم فاسدة تودي بحياة المواطنين.
وقد تولت محكمة جنايات القاهرة استكمال التحقيق في وقائع القضية وذلك من قبل المستشار أحمد عزت العشماوي.
غير أن العشماوي قبيل الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم في هذه القضية دخل المستشفي إثر حالة اشتباه في تسمم وبعدها فارق الحياة وتولي المستشار مصطفي حسن عبدالله القضية وحكم العام الماضي ببراءة سرور وأعوانه غير أن النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود طعن علي حكم البراءة أمام محكمة النقض مؤكداً أن هذا الحكم أثبت أن هناك خطأ في تطبيق القانون وخالف الثابت في الأوراق وتعسف في الاستنتاج بعد فساده في الاستدلال وتناقضه في أسباب الحكم وعدم صحة إجراءات إصداره.
وبعد أن حكمت محكمة جنايات القاهرة علي هاني سرور ومن معه بثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، بات الطعن علي هذا الحكم غير جائز إلا إذا سلم المتهمون الهاربين أنفسهم.
ويأتي هذا الحكم ضد هاني سرور ليفتح عدة ملفات ما فتئت السلطات المصرية تستريح من إغلاقها منها ملف الهاربين من تنفيذ الأحكام القضائية من كبار المسؤولين وأعضاء مجلس الشعب بالإضافة إلي العلاقة المشبوهة بين السلطة والثروة واستغلال النفوذ السياسي في تحقيق ثروات طائلة داخل المجتمع المصري حتي وإن كانت علي حساب حياة المصريين والإضرار بهم، خاصة أن هاني سرور عضو مجلس الشعب المصري وأحد أهم رجال أمانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم وفي الوقت نفسه هو صاحب شركة هايدلينا التي قامت بتوريد أكياس الدم الفاسد للمصريين عن طريق وزارة الصحة.
الأنباء تفيد بأن سرور وشقيقته هربا إلي إحدي الدول الأوروبية ربما عن طريق البحر وقد تكون سويسرا هي قبلتهما وهذا يتضح جلياً بعد أن توجهت سلطات تنفيذ الأحكام في مصر إلي منزل هاني سرور بمنطقة الدقي لإلقاء القبض عليه لتنفيذ الحكم الصادر بسجنه 3 سنوات أخبرهم حارس العقار أنه لا يوجد أحد في المنزل ولا يعرف إلي أين ذهب هاني سرور؟.
وتوجهت القوة نفسها إلي منزل شقيقة هاني سرور نيفان في منطقة المهندسين والصادر ضدها حكم بالسجن 3 سنوات أيضاً إلا أنها لم تجد أحداً وقال الجيران إنهم لم يشاهدوا نيفان منذ أكثر من 3 أسابيع ما حدا بتعيين حراسة أمنية علي المنزلين واستدلت المباحث الأمنية عن أماكن أخري قد يوجد فيها سرور وشقيقته مثل فيللا لهما في الإسكندرية وأخري في مطروح وثالثة في الساحل الشمالي غير أنه حتي الآن ورغم مرور أكثر من 5 أيام علي الحكم لا يوجد لهما أي أثر.
ذلك كله يعيد علامات استفهام من جديد حول العلاقة بين السلطة والمال في مصر وكيف أن ذلك بات سبباً رئيسياً في إفساد حياة المصريين كذلك من يحمي الفاسدين في مصر ومن الذي سهل لهاني سرور وشقيقته الهرب؟، وهل انضما إلي قائمة المصريين الهاربين في الخارج خاصة في فرنسا وبريطانيا وسويسرا ممن صدرت ضدهم أحكام بالسجن في قضايا فساد عديدة وكان آخرهم صاحب عبارة الموت التي راح ضحيتها ألف و34 مصرياً وهو ممدوح إسماعيل؟ كلها أسئلة لم تجد إجابة شافية حتي هذه اللحظة.
يقول جورج اسحاق المنسق السابق لحركة كفاية : إن اختفاء هاني سرور وشقيقته بعد صدور حكم قضائي ضدهما هو مصيبة دلالتها مزيد من الفساد والرشوة، حيث إن هروب سرور كان من خلال السلطات، وهذا الهروب يكرس ارتكاب جرائم من نصب واحتيال داخل المجتمع المصري لأن الأجيال عرفت أن الفاسد نهايته سعيدة وهي الهرب والعيش في نعيم أوروبا.
ويطالب إسحاق أعضاء مجلس الشعب بسرعة التقدم ببيان عاجل لمعرفة مكان هاني سرور وإلي أين هرب وكيف يهرب؟ وعلاقة ذلك بفساد بعض رجال الأعمال في مصر من خلال العلاقة بين السلطة والمال.
ويري د. نبيل فاروق الخبير الأمني أنه ليس من السهل أن يهرب هاني سرور عن طريق الجو فهروبه بالتأكيد كان عن طريق البحر أو البر ثم إن سرور خرج من مصر قبل صدور الحكم عليه لتأمين نفسه ولن يعود إلا اذا توافرت له الضمانات التي تمنع حبسه.
ووصف نبيل فاروق بحث سلطات تنفيذ الأحكام عن هاني سرور في المحافظات بأنه تهريج لأن من المفترض أن لدي السلطات علم بأنه غادر البلاد أم لا؟.
وعما إذا كان سرور قد استقل يختاً هو وشقيقته وفرا خارج البلاد يقول فاروق: حتي الهرب بالياخت أو السفر به يحتاج إلي تصريح وإذا كان ذلك حدث بالفعل يعني أنه حدث من خلال تواطؤ جهات كثيرة مع هاني سرور.
ويؤكد الخبير الأمني أن العلاقة بين السلطة والمال أفرزت عينات فساد أمثال هاني سرور وغيره وسمحت للمحاطين بالشبهات أن يتولوا مناصب تساعدهم علي جمع ثروات طائلة بطرق غير مشروعة ومن تدور عليه الدائرة يهرب خارج البلاد وذلك كله بسبب الفساد.