مازال مستشفى السويس العام يواصل مسلسل الإهمال وسوء الخدمة الطبية المقدمة، رغم توافر الأجهزة التى يقدر ثمنها بالملايين، وتم جلبها إلى المستشفى خلال العامين الماضيين، ما يعنى أن أهل السويس يدفعون فاتورة الخلاف بين المحافظ ووزير الصحة د. حاتم الجبلى.
ازمة الخلاف بين المحافظ والوزير مستمرة، خاصة أن الوزير عين مديرا جديدا للصحة فى المحافظة، لم يلق هوى المحافظ، الذى أصر على بقاء مدير عام الصحة القديم الدكتور صلاح الكحلة، وهو ما دفع الجبلى للإصرار على قراره بالتغيير، لتثير مشكلة كبيرة، انعكست سلبا على وضع مستشفى السويس العام الذى أصبح مسرحا للإهمال الطبى ? حسب تعليق أهالى السويس.
كله بالفلوس
إذا قادك حظك العثر للتجول فى الأقسام الداخلية للمستشفى، ستفاجأ بالقطط المتوحشة التى يبدو أنها تعيش على طعام المرضى، ناهيك عن الروائح الكريهة التى تنبعث من العنابر ودورات المياه.
واللافت للنظر، أن أى خدمة يحتاجها المريض المنوم داخل المستشفى، تكون مدفوعة الأجر، سواء نظافة العنبر أو مسح البلاط أو فرش السرير أو الاهتمام بالمريض “كله بالفلوس”، والعاملات يبررن ذلك بضعف أجورهن التى لا تتجاوز 150 جنيها فى الشهر، وهو مبلغ لا يجعلهن متحمسات للإبقاء على الوظيفة.
ضحايا الإهمال
(م. ع) امرأة شابة تبدو فى العقد الثانى من عمرها دخلت المستشفى لإجراء ولادة قيصرية، شاء حظها العثر أن تلد أول مولود لها بمستشفى السويس العام، حيث ظلت لمدة أسبوع دون أن يلتئم جرحها، مما تطلب جراحة جديدة، وتم احتجازها لمدة 15 يوما إضافية، مما جعلها فى حالة نفسية سيئة.
أما عبدالفتاح حسين، فيقول إنه أحضر ابنه الأسبوع الماضى إلى المستشفى العام، وكان يعانى فتقاً فى الخصية، وظل ينتظر الدكتور لمدة ساعتين، وعندما حضر قال له إنه لا يستطيع عمل أى شىء للطفل، ليتطور الأمر إلى مشادة كلامية، دفعته لنقل ابنه إلى مستشفى خاص.
ابتسام أحمد (مريضة بالسكر)، وتذهب إلى المستشفى شهريا للحصول على علاج السكر ضمن برنامج العلاج على نفقة الدولة، ورغم معاناة الانتظار شهريا بسبب الوقوف الممل فى الطابور، فوجئت بقرار غريب أصدرته إدارة المستشفى، يلزم المرضى بضرورة صرف العلاج كل عشرة أيام، بدلا من صرفه شهريا، مما يضطر المرضى لتكرار معاناة الطوابير ثلاث مرات شهريا، بدلا من مرة واحدة.
وتنضم لبيبة محمد (54 سنة) إلى طابور الشاكين من خدمات مستشفى السويس العام، حيث تشير إلى منع المرضى من استخدام المصعد، خاصة أنها مريضة بالفشل الكلوى، وتحضر مرتين أسبوعيا من الرابعة فجرا للثامنة صباحا، وتضطر لصعود السلالم مما زاد آلامها.
حكاية مينا
حكاية الطفل مينا لها العجب، فأثناء ولادته لجأ الطبيب لشده بعنف بعد أن انحشرت رأسه فى الرحم، ورغم أنه كان يمكن إجراء جراحة قيصرية لأمه، لكن الطبيب أصر على الولادة الطبيعية ? وفقا لرواية الأم ? كما ضغط الطبيب بشدة على المولود فأصيب بتشنجات، شخصها الطبيب على أنها نزلة برد، واكتشفت الكارثة بعد ذلك حيث أصيب الطفل بنزيف فى المخ، ومازال يعيش فى غيبوبة منذ ولادته.
وتقول أم مينا، إنها طلبت اسم الطبيب لرفع دعوى قضائية ضده، لكن مدير المستشفى رفض التعاون معها، ومنع عنها بياناته، ليساعده على التمادى فى الأخطاء الطبية، بدلا من الحفاظ على رسالته وأمانته المهنية.
ومع هذه الصور التى لا تتفق مع حق المواطنين فى العلاج الآمن، يوجه أهالى السويس نداء إلى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، أملا فى التدخل لاحتواء أزمة تردى الخدمة الصحية فى المستشفى.