التاجر لما يفلس.. يبحث في دفاتره القديمة.. هذا المثل ينطبق علي حكومة الدكتور نظيف هذه الأيام والتي تواجه أزمة حادة خاصة في عجز الموازنة وارتفاع قيمة الدين الداخلي وكذلك أصبح من الصعب الاستعانة بباقي أموال التأمينات والمعاشات بعد أن فضحهم الجهاز المركزي للمحاسبات في مجلس الشعب.. بجانب عشرات الاعتصامات والاضرابات من العمال مطالبين بتسوية أوضاعهم وحل مشاكلهم آخرهم عمال مراكز المعلومات بمجلس الوزراء.. كل هذه الأمور تمت دراستها جيداً في اجتماع خاص جداً بين الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وبين الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية وبحضور وزيري الإسكان والزراعة.. وفوجئ الجميع برئيس الوزراء يفتح ملف أراضي الدولة المنهوبة وطلب من وزارتي الإسكان والزراعة إعداد ملف خاص بالاستيلاء علي أراضي الدولة وأسماء المستفيدين وكيفية استرداد هذه الأراضي أو دفع قيمتها نظراً للحاجة اليها خاصة أن اللواء مهندس عمر الشوادفي رئيس جهاز المركز الوطني لاستخدامات الأراضي أكد أن هناك حوالي 16 مليون متر تم الاستيلاء عليها تقدر قيمتها بحوالي 800 مليار جنيه وأن هذه الأرض تمثل 67.2 ألف كيلو متر مربع وهو رقم كبير قادر علي سداد الدين الداخلي للحكومة وحل جميع الأزمات. والجديد في الموضوع هو أن الحكومة خصصت 100 كيلو متر شمال غرب خليج السويس وقسمتها بين 5 جهات دون الإعلان عن مناقصات أو مزايدات وذلك بواقع 5 جنيهات عن كل متر مربع وأن الجهات دفعت جنيها واحدا عن كل متر. وأكد تقرير من المهندس د.ممدوح حمزة والحاصل علي 15 جائزة دولية أن المنطقة المذكورة لم تشهد أي تنمية وما يحدث فيها الآن تسقيع للأراضي وقدم حمزة صورة من التقرير الذي قدمه من قبل يؤكد وجود فساد الي الدكتور نظيف وهو الأمر الذي جعله يفتح هذا الموضوع. وفي داخل هيئة التنمية والتعمير بوزارة الزراعة يتم هذه الأيام إعداد كشف بعدد من الأسماء الذين استولوا علي هذه الأراضي من أجل عرضها علي رئيس الوزراء الدكتور نظيف بناء علي طلبه. وأكدت المصادر أن القائمة مرحلتين الأولي ضمت الملياردير الكويتي ناصر الخرافي والتي تم تخصيص 52 ألف فدان له في منطقة جرزا بالعياط بسعر 200 جنيه للفدان في الوقت الذي يباع فيه الفدان بـ15 ألف جنيه والطامة الكبري أن هذه المساحة عبارة عن منطقة أثرية. بالإضافة إلي الشركة الصينية وخالد فوده ووجيه سياج وشركة ارتوك وأحمد بهجت والراحل أشرف مروان وشركة المهندسين المصريين وغيرهم. علي الجانب الآخر أكدت وزارة الإسكان قائمة بأسماء المستفيدين الذين حصلوا علي هذه الأراضي بتراب الفلوس وقاموا ببناء القصور عليها وتم تسليم هذه القائمة إلي الدكتور نظيف ومن المؤكد أنه سيتم التعتيم علي هذا الأمر خاصة أن القائمة ضمت أسماء كبيرة منها رئيس جهاز رقابي كبير وأولاده والدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق والذي خصص له قصرا ضخما في مارينا بالإضافة إلي فيللا في قرية رمسيس عاطف في الكيلو 44 طريق مصر الإسكندرية الصحراوي وكذلك فضيلة الإمام الأكبر السابق الشيخ محمد سيد طنطاوي والذي تم تخصيص ثلاثة قصور له في التجمع الخامس بالإضافة إلي 220 ألف متر بالدخيلة بسعر 35 قرشا للمتر والفريق أحمد شفيق وزير الطيران خصص له أرض قصر فخم في التجمع الخامس وذكر التقرير أيضاً اسم رئيس مصلحة ضرائب سابق تسلم 40 فدانا تم بناء 3 قصور عليها تقدر قيمة كل قصر بـ 15 مليون جنيه، بالإضافة إلي فيللا قيمتها 17 مليون جنيه بالإضافة إلي أرض لزوجته 5 أفدنة و10 أفدنة لابنه و10 أفدنة لزوجة شقيق رئيس المصلحة وابن شقيق رئيس المصلحة.. وضمت القائمة إبراهيم كامل رجل الأعمال حيث خصصت له أرض في الساحل الشمالي أنشأ عليها قرية غزالة السياحية قفز ثمن متر الأرض فيها إلي عدة آلاف من الجنيهات، بالإضافة إلي الأرض التي منحت له لعمل مطار العلمين لم يدفع من قيمة هذه الأراضي إلا مبلغا صغيرا بجانب عدد كبير من الأسماء الأخري من المسئولين وهو الأمر الذي يؤكد أن الدكتور نظيف لن يتدخل من قريب أو من بعيد تجاه قائمة وزارة الإسكان لأنها ستفتح عليهم نار جهنم ولذلك سوف يكتفي بالعبث في قائمة وزارة الزراعة من أجل إيجاد أي مبالغ لسد العجز الكبير. وقد أكدت المصادر أن تعليمات عليا سوف تصدر خلال الأيام القليلة القادمة بسحب بعض الأراضي من عدد من الذين استولوا عليها وأن إنذارات بالفعل تم إرسالها للبعض وأن الدكتور نظيف أصدر تعليماته بتقنين التعامل علي أراضي الدولة في هيئة التعمير وأن جهازا رقابيا كبيرا بدأ مراجعة العديد من الأوراق الهامة في هذا الجهاز الخطير واكتشاف فضائح لا حصر لها ربما ستطيح بالعديد من الأسماء الكبيرة وأن المهندس أمين أباظة وزير الزراعة يعيش حالة نفسية سيئة جداً هذه الأيام خاصة بعدما اكتشف بنفسه وجود فضائح كثيرة في جهاز التعمير وأنه يعد قائمة كبيرة من الموظفين سوف يقوم هو بالاستغناء عنهم ونقلهم إلي أماكن أخري.