إلى أولئك الذين لا يرون إلا العيوب، ولا يسمعون إلا السيئات، إن مصر كانت ولا تزال وستظل فى المقدمة، بحضارة شهد لها العالم أجمع على مر الأزمان على أنها فى المقدمة علما وبناء وتدينا وفنا ، أهلها أهل الشجاعة بشهادة سادة البشر،حققوا أعظم الانتصارات فى معارك الحرب والسلام على مدى التاريخ، وقدموا للعالم أجمع أروع النماذج البشرية التى تفوقت على أقرانها فى شتى الميادين، فلماذا نحزن ؟ -ونحن الذين نستطيع أن نصنع حاضرنا إذا استيقظت الضمائر، وعلت الهمم، وتحلينا بالنبل الذى يجعلنا نترفع عن المصالح الخاصةإلى مصالح الأوطان،المصريون كما يحكى التاريخ كانوا من أكثر شعوب الأرض تدينا، وذلك ما أوجد فيهم تلك “الطيبة” الملموسة، شعب معدنه نفيس يمتلئ شهامةً ومروءة قادر-بإذن الله تعالى- على أن يضع نفسه دائما فى المقدمة عدلا ونزاهةً وشرفاً وهمةً وسموا ونبلا، ولا غرو فنحن شعب التضحيات الذى سيظل فى رباط إلى يوم القيامة، لا للفكر الهدام ولا للفكر الدخيل، ولا لما يفسد الأخلاق والمعتقدات، الولاء الولاء أيها الشعب الطيب الكريم لتراثنا وبلادنا وأهلينا ويحضرنى شعر لعملاق الأدب العربى العقاد :
بنى مصر صونوا لها حقها كبار النفوس كبار الشيم
لكم مصر لا لدعى دعا ولا لذوى سطوة أوغشم
وقول أمير الشعر العربى شوقى :
والشمس تختال فى العقيان تحسبها
بلقيس ترفل فى وشى اليمانينا
وهذه الأرض من سهل ومن جبل
قبل القياصر دناها فراعيـــــــــــــنا
لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت
فى ملكها الضخم عرشا مثل وادينـــــا
الطمع ليس من شيمنا، والتطاول على كبارنا وعلمائنا ليس من خلقنا،والتكبروالغرور والتسلط على أبناء جلدتنا ما كان أبدا ديننا ولا ديدننا،لسنا الشعب الذى يضع شهواته ونزواته فى المقدمة،بل كنا ولا زلنا أكثر الناس عقلا وحكمةً، ورزانةً ووقاراً واتزاناً، لا نتنكر لقيمنا ومثلنا،نعرف الناس من منطقهم وقولهم لا من مظاهرهم وزيفهم وتزويرهم، ننزل الرجل فى مكانته، نعين الضعفاء والمنكوبين، لا نفرط فى حقنا وعرضنا وأرضنا، ولا نحنى هاماتنا إلا لجبار السموات والأرض.