كتب/ هشام صلاح
وتكبر انسان هى معانى ثلاث تمثل كل منها فى علاقة صاحبها مع الخالق ?عز وجل ? فهذا بشموخه وقوته بل وصلابته وتحديه لعوامل الزمن ألاوهو (الجبل ) فلنرى هذا الشامخ وموقفه مع قصة سيدنا موسى حينما طلب أن يرى الله فكان الرد الالهى على سيدنا موسى ,بان ينظر الى الجبل فإن استقر الجبل مكانه فسوف ترانى يقول تعالى : (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )الاعراف ايه -143- جاء فى كتاب تفسير الجلالين ؛أى ظهر من نوره ?سبحانه وتعالى ?قدر نصف أنمله (أى نصف عقلة الاصبع )فتهدم فسوى بالارض استغفرك ربى وأتوب إليك ,لم يتحمل الجبل الشامخ الذى يناطح السحاب تجلى هذا القدر اليسير من نور الله عليه فتهدم خشوعا واذلالا لله تعالى .فاين نحن من ذلك ؟ أين أنت ايها المتكبر المتعالى ؟ ( يامن تجهر بالمعصية ليل نهار) المعنى الثانى (غيرة الهدهد ) نعم فلم يتحمل هذا الطائر الضعيف ,جميل الألوان صاحب المنقار الطويل ,لم يتحمل أن يرى أقواما تسجد للشمس من دون الله ,فظل يتابعهم ليجمع الحقائق ويقدم الأدله والبراهين , ورغم أنه قد تأخر عن حضور مجلس سيدنا سليمان الذى كان يتابع فيه جميع المخلوقات إلا أنه قد هانت عليه نفسه وسهل عليه ماينتظره من العذاب ?إن عاقبه ? سيدنا سليمان ?فظل يتابع الأمر ليرصد هؤلاءالعصاة (من أهل سبا) فما كانت متابعته للقضية ولا تجميعه للادلة إلا غيرة فى الله ,وحبا لله وإيمانا بوحدانيته يقول تعالى (وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبيين لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أوليا تينى بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال احطت بمالم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولهاعرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون .ألا يسجدون لله الذى يخرج الخبء فى السموات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا اله إلا هو رب العرش العظيم )-سورة النمل (الايه 20-26) جاء فى كتاب (تفسير الجلالين ) أن سيدنا سليمان سأل عن الهدهد الذى يرى الماء تحت الارض ويدل عليه بنقرة فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سيدنا سليمان إليه للصلاة فلم يره حاضرا فى المجلس ،فأقسم إن لم يت ببرهان يدل على عذره فى الغياب ليعذبه او يذبحه فجاء الهدهد فى تواضع من يعرف قدره من قدر نبى الله سليمان الذى عفا عنه فما أروعك أيها الهدهد , وما أعظم غيرتك على الله وفى الله نعم لم تتحمل رؤية قوم من البشر يسجدون للشمس من دون الله ,فأعلنت الحرب عليهم , وقررت كشف حقيقتهم لسيدنا سليمان ,ليتخذ قراره فيهم المعنى الثالث (التكبر والعناد والجهر بالمعصية ) إنه موقف من عُرضت عليه الأمانة ,فأخذها وهو ظالم لنفسه جاهل بعاقبتها إنه موقف الانسان الذى يقول الله ?تعالى فى حق طائفة منه يقول تعالى : (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياه الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وماكانوا بآيتنا يجحدون ) سورة الاعراف الايه -51- نعم فكثيرا منا غرته الحياة الدنيا وزينتها فنسى الله ,فأنساه نفسه فما أحوجنا لتستقيم أمورنا إلى أن نخشع ونتذلل لله تذلل الجبل وما أحوجنا أيضا لأن نغار على الله وفى الله غيره الهدهد وعلينا أن ننأى بأنفسنا عن المعاصى ,ولنعلن التوبة والندم على ذنوبنا ولنرجع الى الله بقلوب صادقة ولتتذكر جميعا قوله تعالى (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) فهيا بنا نخشع لله ,ونتذلل لله ,ولنحب فى الله لنحقق خيرى الدنيا والآخرة