بقلم: محمد فراج
قد ترقى بعض أساليب الأدباء الذين مزجوا بين العامية والفصحى إلى مستوى طيب، ولكن ليس معنى ذلك أن نتنكر للغتنا الرائعة لغة الضاد والفصاحة والبيان،فعلى من يجهلونها أن يتعلموها، ولا ينبغى لكائن من كان أن يزعم أنه شاعر أو أديب ، وليست لديه أيسر الأدوات التى تمكنه من ذلك، فهناك كلام لا هو بالنظم ولا بالنثر ولا يحتوى على شيء من مقومات الشعر وينسق فى سطور على أنه من الشعر، وعندما تقرأه تجده يهبط إلى درجة الإسفاف ،ناهيك عن الألفاظ المبتذلة والركاكة فى التراكيب، والبعد عن الأوزان الشعرية ، وخلوه من التفعيلات، بل من كل أنواع الموسيقى الداخلية والخارجية التى تعطى للشعر جمالا وتأثيرا، والأفدح من ذلك كله ألا تجد صورا تعبر بصدق عن أحاسيس صادقة، بل هو قريب مما نسمعه فى بعض الأفلام من”الحلزونة الحلزونة” و”بولوبيف بولوبيف”، اقرأوا آداب اللغة فى دوواوين الشعر والقصص والمقالات وسائر فنون الأدب، ثم أجيدوا قواعدها، ومن يجد لديه موهبة -بعد ذلك- فليصقلها، نحن أبناء وطن أنجب الجهابذة والعمالقة:العقاد العبقرى وطه حسين العميد، والمنفلوطى والرافعى وشوقى وحافظ وكثيرون، فكيف نخدع أنفسنا بكتابة ما ليس له صلة بأدب أو علم وندعى أننا أدباء.
وعلى جانب المضمون لا نجد أفكاراً ذات قيمة، فلا بد من شرف المعنى وسموه، فليس كل ما يجيش بالنفس من خطرات -قد تكون شيطانية أحياناً-نذكرها، بل لا بد من أن تنضج الفكر والمعانى ، ثم نتخير لها ثوبا رائعا من الألفاظ المنتفاة، فلنحترم لغتنا التى يريد بعض المأجورين والمرضى النيل منها ، وهى وسيلة تذوق معانى كتاب الله عز وجل، وخادمة القرآن الكريم،فكيف يهضم حقها وتهمش أو تحارب؟وهى اللسان العربى المبين.