بقيت ساعات على حياتك اسماعيل قبل أن يتوقف قلبك عن نبضات الحياة اليك السلام ، نودعك قبل أن تودع حياة ترفض مغادرتها فلا زال قلبك الصغير يتمسك بها ويخفت رويداً رويداً طلباً للنجاة.
قالوا لوالدتك التى فقدت تواً شقيقتيك انك لاحق بهما فتشبثت بك وعانقتك وقبلت جبهتك وقالت .. يا الله ثلاثة من أطفالى وانا ما زلت على قيد الحياة اه قلبي يتفطر ألماً .
رأيتها تحضن قلبك ووجهك وتقبل جسدك البارد على سرير الموت في مستشفى الشفاء ، رأيتها تحاول إيقاظك من موتك السريرى ولكنك لم تحادثها ولم تنظر إلى دموعها الغزيرة وسار جسدك إلى البرد والأصفرار شيئاً فشيئاً.
اسماعيل طلال حمدان عشر سنوات فقط هو حالياً أخطر المصابين الأطفال الحرجين في مستشفى الشفاء حيث عشرات الجرحى ، وكما يصف الأطباء في حالة موت سريري وقد يفارق الحياة في ساعات وبات من غير الممكن إرسال جسده البارد إلى مصر حيث لا يمكن لأى محاولة طبية ماهرة انقاذ ما تبقى من ساعات في حياته.
قالوا إن قلبك كان عليه أن يدق مائة وعشرين نبضة بالدقيقة ولكنك منذ أصبت بالصاروخ الإسرائيلى انخفضت نبضاتك لتصل إلى أربعين فقط وما زالت تخفت نحو الموت.
فى اليوم الرابع للعدوان على قطاع غزة كانت والدته تخشى على حياة صغارها ، فى لحظة ظنت طائرات ?الموت? في السماء ركنت إلى الراحة فأرسلت أطفالها لأداء مهام منزلية وأرسلت مع طفلتيها لمياء 5 سنوات وهيا 12 عاماً الرجل المقدام إسماعيل ذو العشر الأعوام ليحميهما من بطش الموت ، ولكن الموت كان لهم بالمرصاد وفجأة وجد صاروخ إسرائيلى طريقه إليهم فى شارع السكة على قرب من منزلهم في بيت حانون .