بقلم : شاهرنورالدين
ليس طفلاً ذلك القادم فى أزمنة
الموتى
ليس طفلاً وحجاره
ليس بوقاً من نحاس ورماد
إنه طقس حضارة
إنه العصر يغطى خزيه فى ظل موسيقى الحداد
إنه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم
إنه التاريخ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التى لم تخن الأرض
بل خانتها أصحاب القصور
إنه الحق الذى لم يخن الحق
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك
وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج إن العدل قادم
ليس طفلاً ذلك القادم
فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلاً قط فى هذا العذاب
صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك
من باب لباب
مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب
وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل
مثقوب الحجاب
ليس طفلاً يتلهى عابثاً
فى لعبة الكون المحطّم
أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم
ليس طفلاً
هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق
فى الحلم أمامه
عارياً إلا من القدس ومن زيتونه
الأقصى وناقوس القيامه
واحتفالياً كأكفان شهيد
وفدائياً من الجرح البعيد
فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان
أن لا يتألم
وعلى من شهد المأساةَ
أن لا يتكلم