الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير البريات
أما بعد فسلام الله عليكم ايه الاخوة الافاضل ايتها الاخوات الفضليات لأشك ان مامن عاقل على وجه البسيطة الا ويشغله ماالم بالأمة الاسلامية خاصة وببلدان العالم عامة من بلاء وفساد ولأن بنى آدم هم صنع من صنع الله فقد شخص الله سبحانه وتعالى تلك العلة ثم بين جل فى علاه سبب الاصابة بها ثم بين الحكمة من الاصابة ثم بين جل من قائل كريم الغاية المرجوه من الاصابة بتلك العلة وقد جاء ذلك جليا فى الآية ( 41 ) من سورة الروم حيث قال جل فى علاه :-
}ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{
والمتأمل فى هذه الآية الكريمة يجد ما ذكرته سالفا فالله سبحانه وتعالى يبين لنا فى مستهل الآية العلة والمرض بقوله ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ثم يبين جل فى علاه بعد ذلك سبب الاصابة فيقول
( بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) ثم بين الحكمة من الاصابة (لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) ثم بين عز من قائل كريم الغاية المرجوه من الاصابة بتلك العلة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ولابد وان يكون لنا وقفة مع تلك الآية الكريمة حتى نستطيع ان نتخلص مما اصابنا من علة الفساد ( والفساد هنا ليقتصر على فساد بعينه ) وانما هو يعنى الفساد بما تحويه الكلمة من معنى عام فالفساد فى الارض يندرج تحته مالم بالامة من شتات وضعف وهوان وانكسار وتعنى انتشار الأوبئة والامراض التى لم يكن يعرفها الناس من قبل وتعنى كثرة الطلاق وعدم الاستقرار وتعنى قلة المؤن والدمار هنا وهناك ولك ان تضع تحت هذه العبارة كل مايحدث من حولنا اليوم من مظار الفساد . ولكن ـامل اخى الحبيب اختى الغالية قوله تعالى :-
( بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) وهذه العبارة انما هى دعوة للتفكر والوقوف مع النفس ومحاسبة النفس ماذا كسبت يدى بدلا من ان نندب حظنا ونتسائل لماذا يحدث مايحدث من تلك المظاهر ( مظاهر الفساد )
وقد قال تعالى :- أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165]
ثم تأمل رعاك الله قوله تعالى (لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) تجد ان الله سبحانه وتعالى ذكر كلمة بعض
ليعمل صفتى الرؤؤف والرحيم فقد قال تعالى فى موضع آخر من القرآن الكريم الآية (61) من سورة النحل وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ . والآية تبين الحكمة من قوله فى سورة الروم (لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) وتبين مدى رحمة ولطف الله بخلقه مؤمنهم وعاصيهم .
ثم نأتى الى نهاية الآية الكريمة التى بين ايدينا فنجد ان غاية الله سبحانه وتعالى من هذا الابتلاء هى
(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) فلابد لنا من عودة الى الله سبحانه وتعالى حتى يرفهع عنا ما حل بنا من بلاء وبما ان الله سبحانه وتعالى قد شخص لنا العلة وسببها وحكمتها فقد بين لنا سبحانه وتعالى طرق العلاج وسبل الخلاص
ولنا لقاء ان شاء الله فى المرة القادمة مع طرق العلاج وسبل الخلاص .