هناك وجه أخر للمرأة في الإعلام، غير هذا الذي تسوقه لنا الشركات التجارية الهادفة للربح وغير هذا الذي تروجه آلة الفن الهابط في منتجها الهدام الخالي من أي أخلاق ، كما أن صورة المرأة في الإعلام لا تقتصر أبدا على تواجدها في الإعلام المرئي حتى وإن كانت تشغل مساحة واسعة فيه سواء بشكل ايجابي أو سلبي ، إن الصورة التي نعنيها والتواجد الذي نعنيه هنا هو تواجد المرأة وصورتها في الإعلام المكتوب .
،فقد أجرى ماعت دراسة تحت عنوان ” كاتبة المقال المصرية.بين قضايا المرأة وقضايا المجتمع
وفي إطار اهتمامه بقضايا المرأة وتمكينها في مختلف المجالات ، وكذلك في إطار تفعيل مساهمته في أنشطة الشبكة العربية لرصد صورة المرأة والرجل في الإعلام ” .
واستهدفت الدراسة التعرف على نسبة كاتبات المقال في الصحافة المصرية وعن القضايا والأطروحات التي يقدمونها وعن أولويات اهتمامهن بهذه القضايا و ذلك من خلال رصد لمقالات خمس صحف ذوات اتجاهات مختلفة ، وذلك في الفترة من (1الى 15مارس ) ويرجع اختيار هذه الفترة تحديدا إلى أنها تشهد اليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام ، كما شهدت تعديل وزاري بإنشاء وزارة الأسرة وتعيين سيدة وزيرا لها وهى السفيرة مشيرة خطاب يوم 11 مارس ، كما شهدت افتتاح فعاليات المؤتمر القومي السنوي للمجلس القومي للمرأة.
وقد كشفت الدراسة عن أن الكاتبات المصريات يتطرقن في موضوعاتهن إلى كل ما يمر به المجتمع من أزمات وما تحفل به الحياة اليومية من مواقف وقضايا مطروحة ، ولم يختزلن الاهتمام بقضايا النوع الاجتماعي ، كما كشفت الدراسة عن أن أعداد النساء تتزايد في العمل داخل الحقل الإعلامي سواء المسموع والمرئي بالإضافة إلى الصحافة المكتوبة ،كما إن كلية إعلام القاهرة وأقسام الإعلام بالجامعات الأخرى بتخصصاتها المختلفة تقودها غالبا سيدات .
وأوضحت الدراسة أنه رغم التفوق الواضح في تواجد المرأة القيادي في الإعلام المرئي وتزايد أعداد الدارسات للإعلام بعلومه المختلفة وأيضا تزايدهن في أعضاء هيئة التدريس وتقلد السيدات المناصب القيادية في عدد غير قليل من كليات وأقسام الإعلام سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة ،إلا أنها رغم ذلك ضعيفة التواجد في المناصب القيادية في الإعلام المكتوب متمثلا في الصحافة رغم أن ظهور الصحافة الخاصة أدى إلى طفرة في وضع الصحافة المصرية التي انحصرت لعقود كثيرة فى الصحافة الحكومية .
وقد ركزت الدراسة على تناول الصحف ليوم 8 مارس “اليوم العالمي للمرأة ” حيث كشفت عن تفاوت اهتمام صحف العينة به من حيث مساحة التغطية وطبيعة هذا الاهتمام وتوجهاته ، وقد جاءت المصري اليوم في المقدمة لتخصيصها ملف كامل” 9 صفحات ” عن هذا الموضوع ، كذلك خصصت البديل ملف خاص على 4 صفحات لهذه المناسبة منها صفحة مميزة بعنوان “متاعب نساء ولكن… كاتبات “، تناولت تعليقات عدد من الكاتبات حول قضايا المرأة والكتابة لها ونظرة المجتمع للمرأة وما تواجه الكتابة النسائية مابين الازدهار والتشكيك في المرأة، أما بقية صحف العينة فكانت تغطيتها تدور في حدود الصفحة.
وقد جاءت نتائج الدراسة لتوضح أن الكاتبة الصحفية المصرية تناولت قضايا المرأة بقدر لم يبعدها عن قضايا مجتمعية وما يشغل الساحة من قضايا عالمية ذات مردود على مصر ، حيث رصدت الدراسة 887 مقالا في فترة الدراسة في عينة الصحف كانت نسبة المقالات التي كتبتها نساء 12.74 % من مجموع المقالات ، كما بلغت نسبة الكاتبات 17.3% من مجموع عدد الكتاب .
وعلى صعيد القضايا التي نالت اهتمام الكاتبات فى فترة الدراسة فكانت قضايا خاصة بالمرأة والأسرة بنسبة 18.6% من مجموع المقالات التي نشرت لكاتبات ، انتقاد لسلوكيات حكومية بنسبة 15 % تداعيات الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد بنسبة 7.96 % ، قرار التوقيف الصادر بحق الرئيس السوداني عمر البشير بنسبة 7 % من مجموع المقالات ، وجاءت مواضيع كحادث الحسين، والاحتجاجات والإضرابات، والصراع العربي الاسرائيلى ،وتناول شخصيات مصرية وكذلك موضوعات الاتجار بالبشر وتقرير الخارجية الأمريكية حول حالة حقوق الإنسان وقضايا ثقافية وفلسفية وقضايا أخرى في موضوعات مختلفة انفرد بها كل مقال على حدة لتشكل النسبة الباقية .