كتب / محمد عزوز
يعتبر التدخين احد اكبر المخاطر التي تواجه الإنسان في هذا العصر وهو المسبب الأول للوفيات في العالم ، حيث يقدر عدد المدخنين في العالم بنحو مليار ومائة مليون شخص منهم 800 مليون في دول العالم الثالث مشيرة الى انه قد نجم عنه خسائر اقتصادية تقدر بحوالي 200 مليار دولار سنويا وتنفق شركات التبغ حوالي 2.5 مليار دولار للدعاية.
ومن المتوقع أن يصل عدد الوفيات في عام 2020 الى عشرة ملايين شخص كل عام منهم 7 ملايين في دول العالم الثالث، أي أكثر من 27 ألف إنسان يوميا، ومنهم 5 ملايين من الأطفال الذي قرروا أن يخوضوا تجربة التدخين مبكرا.
وأحب أن أوضح للأخوة والأخوات المصرون علي التدخين أن التبغ يحتوي علي 4700 مادة من المواد الكيميائية ، 43 مادة منها مواد تحتوي علي مخدرات و مواد تسبب السرطان الى جانب تأثيره على الجهاز التنفسي والجهاز العصبي وتأثيره على وظائف الجسم المختلفة كوظائف القلب والكلى والكبد والجهاز الهضمي بالإضافة الى تشوهات خلقية وعقلية لجنين الأم التي تدخن.
وفي الآونة الأخيرة صنفت منظمة الصحة العالمية مادة النيكوتين ضمن مجموعة المواد المخدرة التي تؤدي الى الإدمان معتبرة أن التدخين هو إدمان وليس عادة وأضراره ليست صحية فقط بل تشملها الأضرار الاقتصادية والتي تنتج عن استهلاك الأموال وضياع الأسر.
ومادامت تجارة التبغ قائمة فلن تنتهي هذه المشكلة الى انه يجب وضع استراتيجيات من قبل وزارة الصحة لحل هذه المشكلة مثل تحديد شكل ونوع الخدمات الوقائية والعلاجية لكل مجتمع حسب نوعه، وتحديد أماكنها ونوعها لكل الفئات.
وبما أن الصحة مسؤولية مشتركة فانه يجب تضافر الجهود وإعداد فريق على مستوى عالي من الأطباء وعلماء الدين والمختصين في علم النفس والاجتماع لتدريب الكوادر العاملة في نشاط مكافحة التدخين.
كما يجب أيضا تحفيز جميع وسائل الإعلام ومشاركة المجتمع المدني لتوعية الناس بمعنى مكافحة التدخين وأضراره على البشر والصحة العامة بالإضافة الى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال ورصد الحوافز المناسبة له ، وضرورة توافق برامج الوقاية والعلاج جنبا الى جنب بتوفير الوسائل المساعدة للتخلص من التدخين مثل إنشاء عيادات خاصة في المستشفيات المركزية في جميع محافظات الجمهورية وعيادات التأمين الصحي من أجل تقديم كافة الخدمات العلاجية والوقائية لكافة أفراد المجتمع والحد من تفشى ظاهرة التدخين في بلدنا الحبيب