بقلم : منى راضى
ليس من الشك والكل يتفق معى ان الاخلاق اصبحت فى انحضار تام الا من رحم ربى لقد تعرضت اللى اشياء اهانتنى وسببت لى بعض الالم النفسيى جدا وكلها ترجع الى انحضار الاخلاق ذلك الذى دعانى اكتب فى هذا الموضوع
لاشك أن الإسلام ومن قبله الرسالات السماوية كلها اهتمت بهذا الجانب القيَمي أو الأخلاقي أو السلوكي الذي يعتبر ثمرة للجانب الإيماني والاعتقادي، الإسلام يعتبر الإيمان الحقيقي مجسداً في أخلاق، سواء كانت هذه الأخلاق ما نسميه بالأخلاق الربانية أم ما نسميه بالأخلاق الإنسانية، هناك أخلاق ربانية مثل التوكل على الله، الشكر لنعمة الله، الحياء من الله، الخوف منه، الرجاء في رحمته هذه كلها أخلاق ربانية، ويجب على الإنسان المسلم أن يتحلى بها، وهناك أخلاق إنسانية مثل الصدق والأمانة والشجاعة والسخاء ، البذل والتضحية، والتعاون والإحسان إلى الآخرين وإلى الضعفاء، والتواضع والحياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحياء شعبة من شعب الإيمان” ومن هنا نجد القرآن الكريم حينما يذكر لنا الإيمان يجسده في الأخلاق مثل قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) فهنا يمثل الأخلاق الربانية، (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون ـ عمل الخير من الناحية الإنسانية ـ والذين هم لفروجهم حافظون) العفة وهذا أيضاً من الأخلاق الأساسية في الإسلام، العفة عن الحرام سواء كانت العفة عن المال الحرام أو عفة الفروج عن ارتكاب الحرام ومن هنا كان النبي عليه الصلاة والسلام طوال العهد المكي خلال ثلاثة عشر عاماً وهو يربي الجيل الأول الذي سيحمل عبء الدعوة الإسلامية فيما بعد ويقوم على أساسه وعلى أكتافه المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ونشر الإسلام في العالم كان أهم ما يربى عليه هذا الجيل الجانب الإيماني، لم يكن هناك تشريعات ولا أحكام في ذلك الوقت المبكر لفجر الدعوة الإسلامية، وذلك لأن الأخلاق هي قوام الشخصية الإنسانية، الإنسان بأخلاقه والأمم بأخلاقها وكما قال شوقي، وشوقي شاعر اهتم بالجانب الأخلاقي:
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
ويقول:
فإقم عليهم مأتماً وعويلاً
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
كذلك:
فليس وراءها للمجد ركن
على الأخلاق خضوا المجد وأبنوا
الأخلاق أساس الصلاح
فقوِّم النفس بالأخلاق تستقيم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فمن أجل هذا كانت عناية الإسلام بالأخلاق اعتبرها ثمرة بل اعتبرها مجسدة للإيمان “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”، “ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع” فالإيمان تجسد في أخلاق وفي فضائل وفي قيم، العبادات نفسها التي شرعها الإسلام من ثمراتها هذا الجانب الأخلاقي، يعني في الصلاة الله تعالى يقول (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) هذه ثمرة أخلاقية، في الزكاة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) ثمرة أخلاقية، في الصيام (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والتقوى أيضاً هي اجتماع الأخلاق الفاضلة سواء كانت أخلاقاً ربانية أو أخلاقاً إنسانية