بقلم : محمدعزوز
سأتكلم عن لغة لا تحتاج إلى ترجمة ، هي أجمل شيء في الوجود ، وسلاح للحياة والعقل ، بل هي مفتاح ٌ للقلوب ، فعلها لا يكلف شيئا ، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر ، لكن أثرها يخترق القلوب ، ويذهب الأحزان ، ويصفي النفوس ، ويكسر الحواجز مع بني الإنسان
… إنها الإبتسامة …
فقَدْ فَقَدَ بعض الزوجات تلك الإبتسامة الجميلة التي تعبر عن الحب والصفاء ، والروح النقية من ذلك الزوج ، حتى استمَدَّ هذه العادة الأبناء فتكونت أسرة تعادي بعضها بعضا بلمحات الوجه ، وقسوة التعامل … فيكفي مايعرضه بعض بني الإنسان ، من تقطيب الوجه ، وكتم الإبتسامة ، واللمحات التي تنبئ بالكراهية والعداء … سواء كان ذلك
للوالدين … أو الأقارب …أو الاصحاب
ولكم من صداقات رحبة كان أُسّها ابتسامة عابرة وضحكة صادقة، فهذان زميلان في العقد الثالث من صداقتهما، ولو سألتهما عن بداية هذا المشوار الزاخر بالإخلاص والتواصل لأخبراك أنها ابتسامات كانت ترتسم على محياهما في المرحلة الدراسية حتى تجاوزت مداها إلى صداقة خالصة، وللابتسامة سحر خلاّب يجذب الأنظار ويسلب القلوب ويملك العقول، فلا يكفي منك سوى ابتسامة بسيطة مهما تصاغرت فإن لها وقعاً عجيباً على النفس لا يكاد يوصف.
وحتى من الناحية الطبية نجد أن الأطباء في دراساتهم يؤكدون أن المبتسمين أطول الناس عمراً لسرورهم وبشاشتهم، فلا ضغينة يحملونها ولا أحقاد يبيتونها، بل ابتسامات ناصعة تزيد من سعادة الحياة ورغدها المحبوب، ونجد أن الأولين لم يغيبوا عن هذه الشجرة المحمّلة بكل البركات، فنسمع من أقوالهم ما يثير هذا المعنى، ويترك أثره في القلب، ونرى من مؤلفاتهم الناجحة في باب النكت والطرائف والنوادر من العجب العجاب من أقوال الشعر ودرر الحكماء وأخبار المجانين والجهلاء، وحتى إن أعلام الفكاهة البارزين لا تغيب عن الذاكرة، وما كان ذلك إلا لانشراح نفوسهم وسعة صدورهم، فتجدهم الأقرب حباً والأكثر سُؤلاً من قبل الآخرين، وما تعجب إلا من بعض أضره أن يقطع في خطوط وجهه حتى يشهر بشبح ابتسامة عابرة ما أسرع أن تموت في مهدها فلا تترك أثراً، وعجباً أن تجد من كانت سمته الابتسامة والضحك والبشاشة يملك وسامة بيضاء وإطلالة مشرقة، أنارت وجهه، .
ثمار الابتسامة كثيرة، وما عليك سوى أن تقطفها، وهي متاحة لك ولا تكلفك شيئاً البتة. فابتسم وازرع البشاشة فيمن حولك.