كتب : محمود ميرزا
بالتأكيد.. الفوز يحمل دائما السعادة التي لابد أن تنتهي سريعا مادامت في البداية, ومازالت هناك مباريات أخري تحتاج للتركيز.. فقد تخطي منتخب الشباب لكرة القدم فرحة الانتصار علي منتخب ليسوتو بهدفين مقابل لا شيء أمس الأول في أولي مبارياته بكأس الأمم الافريقية المقامة حاليا بجنوب أفريقيا.
وبدأ جهازه الفني يعمل منذ أمس علي التجهيز لمباراة مالي المقررة غدا في الجولة الثانية من مباريات مجموعتة الأولي بالبطولة, ولا سيما أن اللعب مع مالي يختلف كثيرا عما حدث أمام ليسوتو.
لقد زال غموض البداية, واندثرت مخاوف أو رهبة الظروف المعاكسة في عدم التأقلم مع الأجواء وحدود الملعب, ومنح الفوز الأول اللاعبين المصريين ما يسمي بالظهور المطمئن, وهذا ما قاله ضياء السيد المدير الفني لمنتخب مصر الذي منحنا ه المجال ليحلل ويشرح فنيا.. كيف فازت مصر علي ليسوتو؟.. وما المتوقع أن يحدث أمام مالي؟
بدأ السيد كلامه قائلا: لقد اتضح من المباراة السابقة أن أرضية الملعب لم تكن جيدة علي الاطلاق ولكن هذا ليس مبررا لشيء ولم يضعه اللاعبين نصب أعينهم, رغم استغراقهم45 دقيقة كاملة هي زمن الشوط الأول حتي بدأت أقدامهم تتعود علي ركل الكرة فوقه, وهذا كان يقع علي عاتق الفريقين سويا وليس أحدهما فقط, وذلك ما يمكن وصفه بالعوامل الخارجية التي أثرت علي الأداء في الشوط الأول, أما العوامل الداخلية أو الفنية فأجملها في عدة نقاط يتقدمها تراجع مستوي بعض مفاتيح لعب المنتخب الوطني وخاصة في الشق الهجومي المتمثل في محمد صلاح ومحمد ابراهيم وعمر جابر وأمامهما المهاجم محمد حمدي, حيث لم يكن زمن الهجمات لديهم جيدا لانهاء الهجمة التي ينفذونها في زمن أقل من30 ثانية وهو ما يفقدها بلغة الكرة خطورتها, لأنها تنتهي سريعا بذهاب الكرة لمصلحة المنافس, الي جانب أن التمريرات كانت غير جيدة, ولم تكن هناك تحركات طولية خلال الشوط الأول, فالتحرك العرضي للاعبين كان كثيرا, مما أفقد الهجمات خطورتها, وهو ما دفعني كمدير فني الي أن أتحدث الي اللاعبين بين الشوطين محذرا اياهم من تلك السلبيات التي قد تفقدهم الوقت دون تحقيق الهدف المطلوب, وبالفعل كانت الاستجابة مبكرة بتسجيل الهدف الأول لأحمد حجازي في الدقيقة الثالثة من زمن الشوط الثاني, الذي لعب فيه اللاعب محمد صلاح دورا جيدا وحصل علي ركلة الجزاء التي سجل منها الهدف الثاني ببراعة, وفيما يتعلق بالتغييرات, كشف ضياء السيد النقاب عن انه لم يكن ينوي تغيير محمد صلاح, بل عمر جابر, ولكنه عدل من التغيير بعد ابلاغه للحكم الرابع بسبب شكوي صلاح من التأثر بكدمة خفيفة في احدي الالتحامات مع لاعبي ليسوتو, ولهذا أخرجه واستبدله بأحمد نبيل( مانجا) لغلق هذه المنطقة ناحية اليسار. وبعد ان انتهي المدير الفني لمنتخب مصر من تلخيصه أو تعليقه علي أحداث مباراة ليسوتو, فانه يمكن القول بأن مكتسبات أو ايجابيات لقاء ليسوتو تنحصر في الاستفادة من التعود علي روح جوهانسبرج, تقلباتها الجوية, واللعب تحت أمطارها التي قد تستمر لساعات طويلة بين الغزارة.. أوالقطرات, والتأكد من روح الفريق والتجانس بين اللاعبين, والانضباط والالتزام في تلقي تعليمات الجهاز الفني وتطبيقها بنسبة تحمل درجات النجاح, وبعد غلق صفحة الفوز الأول, بدأ منتخب مصرأمس التجهيز لما يراد تنفيذه او المتوقع حدوثه أمام مالي, من خلال المشاهدة النظرية لأجزاء من مباراتها السابقة مع جنوب افريقيا, والتعرف علي نقاط قوتها المتمثلة في أخطر لاعبيها, ذلك المهاجم الفارع الطول المسمي بـ خليفة الذي سجل وحده هدفين في مرمي جنوب افريقيا, فاللعب مع مالي المدججة بعدد من المحترفين الشباب سيكون مغلقا دفاعيا وليس كما كانت تفعل ليسوتو, ويحتاج الي استثمار الفرص التي تتاح في عمق هذا الدفاع, ومن هنا بدأ ضياء السيد ومعاوناه تامر حسن وسعفان الصغير( مدرب حراس المرمي) يركزون علي جمل بعينها تتعلق بتحسين النواحي الهجومية متأثرين بالفرص الضائعة أمام ليسوتو, وكانت أبرز نقاط الاستعداد التي بدأت في مران أمس تتمثل في التدرب علي تغيير طريقة تنفيذ الكرات الثابتة باللجوء الي لعبها علي مرتين خلال المباراة مع مالي التي يمتلك لاعبوها أطوالا فارعة سيتمكنون من خلالها التعامل مع جميع الكرات العالية لو لعبت تلك الكرات الثابتة بشكل مباشر, يضاف الي ذلك تلك التعليمات الخاصة للمدافعين بمدي خطورة الهجمات المرتدة للمنافس المالي والتي نفذوها بنجاح أمام جنوب افريقيا في المباراة الأولي لهم واستفادوا منها جيدا في تسجيل4 أهداف غالبيتها من أخطاء دفاعية ساذجة للمنافس.
ويختتم منتخب الشباب استعداداته اليوم لمباراته المرتقبة أمام مالي غدا, وسط عدم وضوح ما اذا كان سيقام مرانه اليوم في نفس موعد المباراة وهوالثالثة عصرا( نفس توقيت القاهرة) أم سيكون في موعد أخر, وهل علي نفس الملعب الذي تدرب عليه أمس وهو كيمتون بارك أم لا؟.. وذلك لأن اللجنة المنظمة تمنح المنتخبات الثمانية المشاركة جدول برنامجها التدريبي يوما بيوم, وقد يكون العبء كبيرا علي اللجنة المنظمة اليوم, لأنه يوم التدريبات.. والراحة من المباريات.