كتب : محمود ميرزا
فى مقاله بجريدة الأخبار شن الناقد الرياضى علاء صادق هجوماً حاداص على مجلس إدارة النادى الأهلى والبرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق بعد الاستغناء عن الصقر أحمد حسن والتعادل المخيب للآمال أمام فريق الوداد المغربى .. وفيما يلى نص المقال كاملاً : الملايين من انصار الاهلي (واغلبهم بالطبع من الطبقات الفقيرة او الكادحة او دون المتوسطة) عاشوا ليلة حزينة بعد التعادل المخزي لفريقهم العاجز 3-3 مساء الاحد الماضي في القاهرة مع الوداد المغربي في دوري ابطال افريقيا لكرة القدم. وعلي العكس كان حسن حمدي رئيس مجلس ادارة النادي وزملاؤه في المجلس الموقر مشغولين في حفلاتهم او سهراتهم مع طعامهم ومشروباتهم واصدقائهم لايبالون بالالام بل ويلهون ويضحكون ويمرحون.. او يعقدون صفقاتهم الخاصة دون ان يتسرب الحزن او الاسي لاي منهم. هل لانهم لا يحبون او يهتمون بالنادي الاهلي؟ بالطبع لا. ولكن لان الاغنياء لا يحزنون. ونتائج المباريات والبطولات لا تشغل بالهم كثيرا قياسا بإيرادات النادي ومبالغ الرعاية والدعاية. احزان جماهير الاهلي العريضة لم تتزامن فقط مع التعادل مع الوداد.. ولكنها بدأت قبل اسبوعين مع الاعلان عن اسقاط احمد حسن كابتن مصر من قائمة الفريق الاحمر بلا مبرر او سابق انذار.. وهو الامر الذي اضاع علي الملايين اكبر فرحة لاغلي بطولة دوري في تاريخهم مع كرة القدم ومع الاهلي. وقبل احد عشر عاما عاش الملايين من انصار الاهلي اياما وليالي حزينة طويلة.. وامتدت بهم الاحزان الي اربع سنوات بلا اي لقب للدوري العام بعد ان ارتكبت ادارتهم خطأ العمر.. واستغنت بلا داع وبلا مبرر بل وبلا عقل عن النجمين الكبيرين المخضرمين حسام وابراهيم حسن مجانا لينتقلا الي الزمالك.. ومعهما انتقلت الروح القتالية التي تميزا بها والانتصارات والبطولات من القلعة الحمراء الي البيضاء. واليوم تتكرر نفس الواقعة بنفس احداثها وتفاصيلها مع الصقر المخضرم احمد حسن كابتن المنتخب وعميد لاعبي افريقيا.. والكل يتساءل ألم تتعلم الادارة الحالية من اخطاء الادارة السابقة؟ وهل يهدي الاهلي منافسه الاوحد الزمالك نجما مقاتلا كافيا لاعادة الحياة ونقل الروح والانتصارات والبطولات مجددا من القلعة الحمراء الي البيضاء؟ الانسان بطبيعته يكتسب خبراته من التجارب والاخطاء والاحداث التي يواجهها ويتعرض لها.. والفارق بين البشر هو ان الاذكياء لا يرتكبون نفس الاخطاء مرتين وعلي العكس فإن الاغبياء لا يتعلمون. أشلاء الأهلي من شاهد فريق الاهلي مساء الاحد الماضي في مباراته الهزلية امام الوداد المغربي لم يصدق عينيه ان الفريق الاحمر الذي يمثل مصر هو الاهلي الفائز قبل اسبوع ببطولة الدوري العام. تحول الابطال الي اشلاء.. افتقدوا كل عناصر كرة القدم. اللاعبون باستثناء وائل جمعة واحمد فتحي (وكلاهما علي فترات محدودة) فقدوا اهم مميزاتهم وهي القتال علي الكرة والاصرار علي ضرورة الفوز.. وكان الفريق ساكنا متراخيا هادئا بلا روح وبلا جدية وبلا حماسة.. لم تهزهم الصدمات المتتالية او النقطتان الضائعتان علي ملعبهم ولم تحزنهم النتيجة المؤلمة ولم توقظهم الاهداف المتتالية في شباكهم. والادهي ان كل اللاعبين.. وهنا اؤكد ان كل اللاعبين كانوا بلا لياقة بدنية مكتملة.. سواء للارهاق من الموسم الطويل او بسبب حالة الاسترخاء البدني بعد الاجازات القصيرة التي حصلوا عليها في توقيت غير مناسب او للاهتزاز النفسي الحاد والخوف من المستقبل المظلم المتوقع في اعقاب ترحيل قائدهم الدولي احمد حسن بطريقة مهينة او مذلة. وهو امر يخيفهم جميعا لان تكرار الامر الصعب ينتظرهم. الدرجة الرابعة وفي الظروف الطبيعية ينقسم اللاعبون في كل مباراة الي اربع درجات.. اولها لاعبون ممتازون ادوا واجبهم علي اكمل وجه وهم يساهمون دائما في ترجيح كفة فريقهم خصوصا اذا زاد عددهم علي ثلاثة او اربعة.. وثانيها لاعبون قدموا كل ما لديهم من طاقات وجهود لكن التوفيق لم يحالفهم فرديا او جماعيا وظهروا بمستوي متوسط ولهم ايضا دور في تحقيق النتائج الطيبة.. وثالثا لاعبون لم يبذلوا كل ما لديهم من جهد ولكنهم عوضوا ذلك النقص بخبرات وذكاء وتحركات بارعة فقدموا اداء متوسطا رغم نقص الجهد.. وفي الدرجة الرابعة واخيرا لاعبون لم يقدموا جهدا ولا التزاما ولا قتالا وجاء اداؤهم باهتا وليس بينهم من يساعد زميله او يصلح اخطاءه وتحول كل منهم الي عالة علي فريقه.. وفي مباراة الوداد كان كل اللاعبين من الدرجة الرابعة فقط.. ولم نر لاعبا واحدا ممتازا او لاعبا واحدا يبذل قصاري جهده.. وربما كانوا كلهم غارقين في كابوس مزعج من مصير مماثل لمصير الصقر. أين المدرب؟ واخيرا لم يكن للاهلي في تلك المباراة ملامح لاي مدرب سواء في التجهيز البدني او الفني او النفسي. البرتغالي العجوز مانويل جوزيه قام برص اللاعبين الجاهزين في التشكيلة بلا اي خطة او اسلوب او واجبات.. وشاهدنا اللاعبين في حالة من الحيرة عند الاستحواذ علي الكرة وكل منهم يعود بالكرة الي الخلف بحثا عن زميل خال من الرقابة.. ولم يسع البرتغالي جوزيه لاجراء اي تعديل خططي او اي توجيه للاعبيه بالتحرك السريع او الانتشار الواعي او الانطلاق الامامي.. وظل اغلي مدربي الكرة المصرية متمسكا بمقعده بلا افكار او حلول مكتفيا بانتظار مساندة الحظ الذي اهداه بطولة الدوري العام.. ورغم ان الحظ (الجوزيهاوي موديل 2011) قد اربك ثلاثة من مدافعي الوداد بغرابة امام دومينيك في الهدف الاول لمتعب ثم اوقع مدافعا ساذجا في لمسة يد هوجاء ليهدي الاهلي ركلة جزاء وهدفا ثانيا.. وتدخل الحظ ثالثا ليتأخر الحارس الودادي المحدود في الهدف الثالث. ولكن الحظ وحده لا يكفي باستمرار واستقبلت شباك الاهلي ثلاثة اهداف في القاهرة (بعد ان استقبلت سبعة اهداف بالتمام والكمال في مباريات الاهلي الاربعة الاخيرة بالدوري) ولو امتد الوقت بدل الضائع اكثر من اربع دقائق لحقق الوداد هدفا وفوزا بكل تأكيد. المدرب مانويل جوزيه الذي كان عبقريا متواضعا في ولايته الثانية بالاهلي تحول الي شخص متعال يطيح بالنجوم عمدا مع سبق الغرور والتكبر لاثبات انه الاقوي والاكبر والاعظم. وفقد ايضا لمسته السحرية في قراءة او دراسة المنافسين مكتفيا باسمه والقابه وامجاده حتي اصبح مثلنا فرعونا. الأولوية للهجوم ورغم ان الاهلي من اضعف الفرق المصرية حاليا علي صعيد الدفاع ولا يمتلك حارسا جيدا لمرماه ويفتقد للمدافعين الاشداء اصحاب السرعات العالية او القراءة الجيدة للالعاب او البراعة في العاب الهواء او الالتحامات القوية.. الا ان ادارة النادي الغافلة والجهاز الفني معصوب العينين يعكفان في البحث فقط عن مهاجمين وضمت بالفعل السيد حمدي من بتروجت والبرازيلي فابيو جونيور من نافال البرتغالي.. وتبحث الان باهتمام عن لاعبين لوسط الملعب امثال وليد سليمان وغيره. ولجنة الكرة التي الغت مجلس الادارة في الاهلي ومعها المدرب البرتغالي غير مهمومين وغير مهتمين بالبحث عن مدافعين اجانب للفريق رغم انهم الاقل سعرا والاوفر عددا ولنا في المدافع المالي المتألق الياسو مع المصري خير نموذج.. والعجيب ان اتجاه الادارة الوحيد ذهب الي مدافع الاهلي القديم وظهير المصري الحالي احمد شديد قناوي (احد اقصر لاعبي الدوري) رغم انه متعاقد مع ناديه ولا يجوز له تركه الا عن طريق شرط جزائي.. والمعروف ان الشروط الجزائية لا يتم تفعيلها الا في حالات الضرورة القصوي من قصور مالي او اداري.. وكلها امور لا تنطبق علي احمد شديد الذي يعيش ملكا متوجا في بورسعيد. الاهلي يسير برغبته علي طريق الاشواك ساعيا الي نزف ما لديه من طاقات وامكانات وعلاقات. وغدا تعرف الادارة جريمتها.. قد تندم ولكنها لن تفهم ولن تحزن. لان الاغنياء لا يحزنون.
