فكرة تقديم فيلمين فى بروجرام واحد على طريقة دور عرض الدرجة الثانية فى الماضى فكرة مبتكرة ولامعة بالفعل، فى فيلم أحمد مكى «سيما على بابا» قصتان منفصلتان يجمع بينهما إطار الكوميديا والفانتازيا، وهو نوع يندر اهتمام كتاب السينما به، وفى العملين بعض الإسقاطات على الواقع الحالى، لكنه إسقاط عابر دون استغراق فى تفاصيل، لكن السعى وراء فكرة جيدة بمضمون وتفاصيل متواضعة لا يصنع فيلما عظيما ومبتكرا، ولهذا نحن أمام إسكتشين كبيرين.
الفيلمان رغم شكلهما الجديد والمجهود فى الماكياج والملابس والديكور يقدمان رؤية ومضمونا خاليا من أى جديد، الفيلم الأول يروى حكاية حزلقوم فى إطار «بارودى» ساخر من سلسلة أفلام حرب النجوم، والفيلم الثانى حدوتة طفولية عن قيمة الشجاعة ووحدة الضعفاء أمام الطغيان والشر من خلال شخصيات مزرعة حيوانات.
فى الفيلم الأول يعيد مكى شخصية حزلقوم فى قصة عن شخص من الأرض يشبه زعيم كوكب فضائى مات بعد تعرضه لعملية اغتيال سياسى، ويختطف نائب الزعيم الراحل الأرضى حزلقوم ليقوم بدور الزعيم أمام الشعب حتى يتمكن من تنفيذ خطة للاستيلاء على الحكم.
الفكرة نفسها مكررة عن عمد كما يرد بالفيلم، وهى حجة لإيفيهات تنتج عن وجود شخصية بسذاجة حزلقوم فى وسط مؤامرة سياسية هزلية تحدث فى كوكب فضائى، لقد أعاد مكى فى فيلمه هذا تقديم شخصية حزلقوم الناجحة من فيلمه السابق «لا تراجع ولا استسلام»، وكان هذا عاملا خفف من غرابة التجربة إلى حد ما.
والكوميديا فى هذا الفيلم أفضل من الفيلم الثانى الذى جاء بسيطا وسطحيا فى فكرته ورمزيته، هو أقرب لحدوتة أطفال تروى سينمائيا بلا إبداع خاص، ديك نصاب يصل إلى مزرعة فتظنه الحيوانات الديك البطل حبش الذى ينتظره الجميع لتخليصهم من تسلط عصابة من الضباع، والفيلم أحداثه ساذجة للغاية.
فيلم «سيما على بابا» هو تجربة غير موفّقة لأحمد مكى، ورغم ذلك فهى تدلل على جرأته فى البحث عن أفكار جديدة غير مطروقة، نجاحه الباهر فى أعماله السابقة رسّخ مكانته كواحد من الكوميديانات الناجحين، ولكن لكل جواد كبوة.