كتب: أحمد شعبان
بعد ساعات من وقوع المذبحة، كشفت تحقيقات النيابة العامة مع السائق محمود طه أحمد سويلم مرتكب مذبحة أتوبيس شركة المقاولون العرب التي راح ضحيتها ستة من المديرين والموظفين وأصيب 6 آخرون مفاجآت مثيرة، حيث تبين أنه منذ 3 سنوات عرض جارا المتهم وهما أبو عبده وأحمد الصعيدي عليه الاشتراك معهما في الحفر أسفل منزله اعتقادا منهما بوجود آثار اسفل المنزل، فقام المتهم بتحرير محضر لهما بقسم شرطة حلوان وباستدعاء جارية لسؤالهما أنكرا ذلك .
وقال المتهم إنه اشتري السلاح الآلي من بلدته بمحافظة أسيوط بمبلغ 7 آلاف جنيه في ذلك الحين خوفا علي نفسه من قيام جارية بالتعدي عليه بعد أن حرر لهما محضرا بذلك .
وأشار المتهم فى التحقيقات إلى أنه حكي ماحدث معه من جيرانه منذ 4 أشهر لبعض زملائه بالشركة ومنهم موظف بالعلاقات العامة بشركة المقاولون ويدعي (بيومي) الذي قام بدوره بإخبار عبدالفتاح التبتلي مدير الفنيين بشركة المقاولون العرب وأحد ضحايا الحادث الذي أشاع رواية الأثار بين موظفي وعمال الشركة مما أصابه بهوس الآثار .
كما تبين من التحقيقات أن المتهم اثناء قيادته لأتوبيس الموت سمع الضحية عبدالفتاح وآخرين يتناولون موضوع الآثار، ولم تكن هذه أول مرة يسخرون فيها منه ومنها قولهم ان جيران المتهم قاموا بعمل سرداب تحت المنزل وانهم سيخلعون له بنطالة وايضا قول بعضهم احنا خلاص طلعنا اثار ووزعنا علي انفسنا فسارع المتهم بإخراج السلاح الآلي من أسفل المقعد الذي يجلس عليه ونادي أولاً علي الضحية (عبدالفتاح) وأمطره بوابل من الرصاص لوضع حد للاستهزاء به .
وأوضحت تحقيقات النيابة أن المتهم قام بتسفير زوجته وهي ابنة عمه وأولاده الستة وأكبرهم شاب عمره (25 عاما) وأصغرهم بنت عمرها 6 سنوات إلي بلدتهم بأسيوط ليلة المجزرة بعد أن قرر الانتقام من السخرية المستمرة عليه من بعض موظفي الشركة، وتبين أن المتهم قبل الحادث بيوم قام بتوصيل الموظفين إلي منازلهم بعد العمل وقام بركن الأوتوبيس في مكان قريب من منزله ثم توجه لمنزله ووضع السلاح الآلي في حقيبة هاندباج واخفاها اسفل كرسيه ثم توجه بالاتوبيس إلي جراج الشركة بالمعصرة وبداخله السلاح الآلي، وصباح يوم الواقعة خرج بالاتوبيس دون تفتيش كالعادة وبه السلاح وكان أول من نادي عليه في الاتوبيس الضحية عبدالفتاح وصوب البندقية باتجاهه فتوسل إليه بعدم قتله إلا أنه قام بإطلاق النيران عليه مما أدى الى مصرعه على الفور ولدى مشاهدته لآثار الدماء انتابته حالة عصبية فأخذ في إطلاق النيران على باقى زملائه في الأتوبيس .
وكشفت التحقيقات أن السائق المتهم يعمل بشركة المقاولين العرب منذ 30 ويقيم بمنطقة عرب غنيم بحلوان وكان يعمل سائقا لرؤساء ومديري الشركة لتوصيلهم إلي مواقع العمل المختلفة، ومنذ عامين انتقل للعمل علي سيارة لنقل الموظفين والعمال في يوم الحادث استقل السيارة رقم 592 مصر (ميني باص) لنقل الموظفين من منطقة 15 مايو بالتبين إلي إدارة المشروعات الميكانيكية والكهربائية بمنطقة طموه بأبو النمرس وقبل الوصول إلي الموقع بنصف كيلو وقف بسيارته في الطريق ونادي علي بعض الضحايا وأشهر السلاح الآلي في وجوههم وأمطرهم بوابل من الرصاص حتي سقطوا غارقين في دمائهم .
وعند محاولة أحد الموظفين الاقتراب منه والسيطرة عليه اطلق عليه الرصاص فأصيب باقي الموظفين بالرعب والفزع فقام البعض منهم بالقفز خارج الاتوبيس وقام آخرون بالجلوس خلف مقاعد الاتوبيس بعدها أغلق السائق باب الأتوبيس بالمفتاح الأوتوماتيكي واحتجزهم داخله وسار به حتي دخل من الباب الرئيسي للشركة بطريقة طبيعية ولم تظهر عليه أي علامات ارتباك ولكن الموظفين بموقع الشركة شاهدوا زملاءهم يستغيثون من الأتوبيس وبينهم قتلي وجرحي فقام أحدهم بالسيطرة علي السائق والامساك به حتي تم القبض عليه .
وأمرت النيابة بحبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ونسبت النيابة العامة إلى المتهم في التحقيقات التي أجريت معه تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لستة أشخاص والمقترن بالشروع في قتل آخرين وإحراز وحيازة سلاح ناري آلي (مششخن) وذخيرة حية بدون ترخيص.
وأكدت مصادر قضائية مطلعة أن المتهم بدا واعيا ومدركا تماما لكافة ما أدلى به من أقوال، مشيرة إلى أن جسد المتهم خلا تماما من أية إصابات أو جروح، وأن النيابة لم تر ما يستدعي عرضه على مصلحة الطب الشرعي حيث إن أقواله وأفعاله خلت من أية دلائل توحي بأنه مصاب بأية أمراض نفسية أو عصبية.
وأشارت المصادر إلى أن النيابة أوشكت على الانتهاء من التحقيق في القضية بعد أن استمعت إلى 24 شاهدا فيها وأجرت معاينات لموقع الحادث والحافلة محل الحادث، حيث تم سؤال جميع من لهم علاقة من قريب أو بعيد بها، فضلا عن استعجال كافة التقارير الفنية من المعمل الجنائي ومصلحة الطب الشرعي المتعلقة بتشريح جثث المجني عليهم وتوصيف الإصابات بها، ومطابقة فوارغ الطلقات بجثث الضحايا وأجساد المصابين بالطلقات التي عثر عليها بالسلاح الآلي .
وتم الكشف في وقت سابق عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين جراء قيام سائق سيارة تابعة لشركة (المقاولون العرب) يوم الثلاثاء الموافق 6 يوليو بإطلاق النار على زملائه خلال نقلهم من محافظة حلوان إلى فرع الشركة بمحافظة 6 أكتوبر.
وكان الآتوبيس ينقل موظفي الشركة من منطقتي 15 مايو والتبين بمحافظة حلوان إلى فرع الشركة بقرية طموه بمنطقة أبو النمرس التابعة لمحافظة 6 أكتوبر وفجأة قام سائقه محمود طه أحمد (54 سنة) بإيقاف الأتوبيس على طريق مصر- أسيوط الزراعي وأخرج سلاحا آليا وفتح النار بطريقة عشوائية على زملائه .
وفي البداية ، تباينت التفسيرات حول الحادث ، حيث رجح البعض أن يكون السائق قد ارتكب الحادث بعد مشادة كلامية بينه وبين أحد زملائه لأنه سلك طريقا غير الطريق المحدد ، فيما ترددت أنباء أخرى أن السبب هو نقل السائق من مقر الشركة الرئيسى والذى كان يعمل به لمدة 30 عاما إلى فرع الشركة فى أبو النمرس منذ شهر تقريبا ، مما أدى إلى إصابته بحالة نفسية سيئة دفعته لارتكاب جريمته .
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن السائق وبعد أن ارتكب جريمته البشعة أغلق باب الأتوبيس على الضحايا وواصل السير حتى وصل إلى فرع الشركة حيث تم إلقاء القبض عليه وتم نقل جثث القتلى إلى المشرحة ، فى حين تم نقل المصابين إلى مستشفى الحوامدية العام حيث أجريت لهم الإسعافات الأولية ثم تم نقلهم إلى للمركز الطبى بالمقاولون العرب .
وأفاد شهود العيان من عمال الشركة أن المتهم دخل عليهم من الباب الرئيسى للشركة بالأتوبيس الذى كان يستقله بطريقة طبيعية ولم تظهر عليه أى علامات ارتباك ، إلا أنهم فوجئوا بوجود عدد من القتلى والمصابين داخل الأتوبيس الذى يقوده وأبدى العمال دهشتهم من ارتكابه للواقعة ، مؤكدين أنه حسن السير والسلوك .
وانتقلت القيادات الأمنية وعربات الاسعاف إلى موقع الحادث وتم اخطار النيابة العامة التى انتقلت لمعاينة الموقع وسؤال المصابين ومتابعة التحقيقات والتعرف على ملابسات المذبحة البشعة.
بيان الشركة
ومن جانبها ، قالت شركة (المقاولون العرب) في بيان لها 🙁 إنه فى حوالى الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء الموافق 6 يوليو 2010 وفى أثناء تحرك أحد أوتوبيسات الشركة المخصصة لنقل العاملين الى إدارة المشروعات الميكانيكية والكهربائية بمحافظة الجيزة، توقف سائق الاتوبيس على بعد حوالى 200 متر من ورش الادارة المذكورة، حيث فوجىء الركاب بقيام السائق محمود طه أحمد سويلم بسحب بندقية آليه مخبأة أسفل المقعد الخاص به وبدأ فى اطلاق النار عشوائيا على ركاب الحافلة).
وأضاف البيان أن الحادث أدى إلى استشهاد كل من سالم عبد السلام سالم جودة وأحمد محمود حسن ادريس وطارق محمد معوض معوض الدواخلى وابراهيم مصطفى ابراهيم بيومى وجمعة فهيم جمعة وعبدالفتاح عبدالفتاح تبتلى سالم، وأصيب كل من النميرى عبدالتواب دسوقى (تم علاجه وحالته مستقرة) وهدى الدخلى قنديل ابراهيم (تم علاجها وغادرت المركز الطبى) ومحمود أبو سريع محمود مصطفى، وعماد الدين محمود على حسن، وفخرى عبدالحميد أحمد حسنين، وأشرف صلاح محمد أحمد (تم علاجهم وهم تحت الرعاية الطبية حاليا) .
وأوضح البيان أنه على إثر الإبلاغ فورا عن الحادث، أصدر السيد المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام تعليماته للسيد المستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول والسادة وكلاء النيابة المعاونين للانتقال فورا الى موقع الحادث لبدء التحقيقات اللازمة .
وأشار البيان أيضا إلى أنه تم نقل المصابين للمركز الطبى بالمقاولون العرب حيث يلقون الرعاية الطبية وسيقام عزاء جماعى مساء يوم الأربعاء 7 يوليو 2010 والموضوع حاليا قيد تحقيقات النيابة العامة .
يذكر أن شركة المقاولون العرب من أكبر شركات المقاولات الحكومية في مصر والعالم العربي وأسسها المهندس عثمان أحمد عثمان عام 1955 ويبلغ إجمالى العاملين فيها حوالي 44992 عامل ومهندس وإداري .