من غابر العصور والقانون يجسد النظام بمعني القهر للمجتمع ، وقد تمارس أحيانا الممالك والإمبراطوريات ومارسته بعض الدول في العصر الحديث كالثورة البلشفية في روسيا الإرهاب القانوني بإصدارها أحكام تخالف الأسس البسيطة للعدالة ! فضلا عن مخالفتها الصارخة لكل الإعتبارات الدينية والإنسانية على حد سواء .
من هذا يظهر أن القانون على مر العصور الموغلة في القدم والى عهد قريب بل ربما حتى الآن يكتسب قداسته بالقهر لا بمعنى العدالى المعنوية التي تفرض التقديس على الإنسان .
لم يتغير شيء فيما سبق وفي الحال ، كانت كلمة الملك هي القانون ، لذته وشهوته هي قواعد قانونية تفرض الطاعة بالسيف والسوط ! ، حاليا المصالح الإيدولوجية والسياسية حلت بدل مبادئ العدالة ،، أضف إلى ذلك الحيل التي يستخدمها المحامون والأخطاء التي يقع فيها القضاة كلها عوامل في فقد القانون قداسته الحسية مما الجأ السلطة إلى القوة لفرض القداسة التي لا يمكن بنظري أن تفرض على الإنسان لأنها داخلية فهي كالدين تماما .. القوة قد تفرض الرهبة والخشية لدى الأفراد لكنها لن تفرض أبدا الإيمان المعنوي بالعدالة وتقديسها .
ربما يفلت من العقاب من أجاد التحايل ولكنه إن كان مؤمنا فلن يفلت من القاب الآخروي وهنا تتجلى النقطة الجوهرية في تميز التشريع السماوي الذي هو من لدن حكيم عليم على التشريع الوضعي الذي وضعه بشر تؤثر فيهم الرغبات والأهواء والبيئات والمكان والزمان والثقافة .. ولعل هذا يتضح جليا في عدة أمور تمت إباحتها لأول مرة في تاريخ البشرية ! ، الشذوذ الجنسي والعلاقات الغير شرعية بين الجنسين والإجهاض وكدارس وطالب في القانون أتوقع أن تباح المزيد من تلك الجرائم لأن هوى الإنسان لا حد له !