لأن الثورة إنما خرجت لتعود بحقوق الشعب المسلوبة و تأتى بأمل جديد للشباب فى العيش و الكرامة و الحرية , فقد أعادت الثورة الأمل لشباب فقدوا أى مصدر رزق بما تعلموه فى سنوات دراساتهم رغم ان تخصصاتهم مطلوبة و صعبة .
فقد قام شباب الجيولوجيين بعدة وقفات إحتجاجية فيما سمى بإنتفاضة الجيولوجيون لمطالبة بتعيينهم و لو بعقود فى المجال الوحيد المناسب لتخصصاتهم و هو شركات البترول , لكن الباب كان دائما مغلق فى وجوههم , و كان كل ما يقابلوه هو الإهمال و التسكين بالوعود التى لم تتحقق .
لكن شمس الأمل أشرقت عليهم بعد ان قاموا بإعتصام مفتوح إستمر خمسة أيام متتالية فبعد ان كان رد الوزير السابق محمود لطيف ” اشتغلوا اى حاجه تانيه مفيش اماكن هنا فى الوزاره عشان نشغلكم فيها ? انتوا ممكن تشتغلوا فى حاجات تانيه بعيده عن البترول ” قام وزير البترول الحالى المهندس عبد الله غراب بمقابة وفد من شباب الجيولوجيين و وعدهم وعدا صادقا بالتعيين و قال لهم ” أن قطاع البترول يستوعب أعدادهم كلها ” و أصدر قراراته بعقد مسابقة لتعيينهم فى اواخر شهر يونيو على ان يتم تعيين كل من يجتاز الإمتحان , الذى لن يكون به أى مجال للوساطة و المحسوبية التى كانت تتحكم فى التعيين فى قطاع البترول سابقا و ذلك فى خلال شهرين فقط من إجتيازهم للإمتحان .
فهل كانت تلك الوعود مجرد مسكنات مؤقته كسابقاتها سوف يزول تأثيرها بعد قليل , هذا ما لا آمله و ما لا أعتقده فقد أظهر المهندس غراب منذ توليه الوزارة نشاطا ملحوظا فى التخلص من كل السلبيات التى كانت تشين الوزارة فى محاوله منه لتصحيح الاوضاع .
و هكذا لم تكن الثورة ثورة نظام فقط و لكن كانت ثورة ضمير و ثورة إخلاص فهنيئا للجيولوجيين بإنتفاضتهم و شكرا للوزير لإخلاصه