كتب : شاهرنورالدين
خلاصة الاتهامات الموجهة للإخوان والرئيس :
القرارات تتخذ في مكتب الإرشاد “.. ” الإخوان يعملون لمصلحتهم الخاصة فقط “.. ” الدكتور عصام العريان يردعلى الاتهامات بشكل حاد “.. ” أداء الإخوان السياسي يعود بالدولة إلى الوراء “..” الإخوان يعتبرون كل نقد موجه لهم هو نقد ضد الإسلام “.. ” الإخوان يحتكرون الحقيقة “..” الإخوان يسعون للسيطرة على كل مؤسسات الدولة “.. ” الإخوان ليسوا صادقين و يخلفون وعودهم”… “الإخوان يميزون في المعاملة ضد أقباط مصر..” الإخوان لديهم آراء متحجرة !!” الإخوان يتفقون في الخفاء مع أعداء مصر “.. الإخوان سوف يفرضون الحجاب .. الإخوان سوف يفرقون بين النساء والرجال .. وسوف يلغون الفن والإبداع .. الإخوان احتلوا مصر !!
وما أثار دهشتى هو تجاهل الإخوان لكثير من هذه الإتهامات.. وإن ردوا عليها يردون بشكل مهذب وعفيف وغير مخطط .. وكثيراً ما يتغافلون عن هذه المعارك !!
ولكنني قررت إخضاع هذه الاتهامات للتحليل البسيط فوجدت هذه المقولات المصاغة بعناية للتحليل تتسم بالسمات التالية:
1- الاحتراف فى الصياغة:
أن صياغة المقولات هي صياغات محترفة وليست صياغات شعبية لهواة .. مما يدل على أن مصدرها مراكز أبحاث وجهات ومؤسسات صانعة للقرار لها رغبة ومصلحة في تداول هذه المقولات.. ونشرها على أوسع نطاق .. وأترك للقارئ أن يسبح في تحديد أسماء ومواقع هذه الكيانات التي تصدر هذه الاتهامات داخلياً وخارجياً ! وقد إجتمعوا على قلب رجل واحد .. وعلى رأى شوقى : إن المصائب يجمعن المصابينا !!
فقد جمعهم بعض الإخوان..!!
2- الاستمرار والثبات:
عرض هذه المقولات طول الوقت وبصيغ متقاربة وتنويعات شكلية مع ارتفاع أصوات بعينها من فصائل ذات تاريخ عدائي مع الإخوان لهم وجاهة عند بعض الناس في الداخل وفي الخارج 🙁 يساريين/ ليبراليين/ نظام قديم ) ..هذه الاستمرارية تعني الإصرار ..وهذا الإصرار ليس من سمات الأشخاص العاديين الذين تتغير آراؤهم حسب ما تقدمه لهم وسائل الإعلام وفقا لنظرية (Agenda Sitting) إذن نحن أمام أشخاص يعلمون جيداً تأثير هذه الإتهامات ويصرون على إلصاقها بالإخوان لتحقيق مكاسب سياسية خاصة وليس للمصلحة العامة !! وهذا نوع أسود من الإقصاء للخصم وعدم تقبله ولا احترام خياراته.. فما بالنا إن حكم هؤلاء مصر ماذا نتوقع منهم بالله عليكم ؟!!
3- الجماعية والتنسيق:
ليس من قبيل المصادفة اتفاق عدد كبير من الصحف والقنوات والمواقع في بث ذات المقولات الهجومية فى وقت واحد ، مع تنويع الأشكال الفنية لزوم التأثير وادعاء المهنية.. تجد كتاباً فى صحف قومية وعشرات في صحف معارضة وصفراء .. وعدد من المذيعون على نفس الموجة ..وهذا الاتفاق ليس شرطاً أن يكون بتوجيه من مصدر واحد ولكن اتفقت مصالح الجميع عليه .. فهم فى معزوفة واحدة ..من أجل جلب الجماهير وتشويه تجربة مصر في التحول الديموقراطي !!
4- اختلال التوازن فى أداء الوظائف الإعلامية :
تعلمنا أن وظائف الإعلام هى جهة الخبر المحايد والتحليل والتفسير والتثقيف والترويح والترويج .. لكننا نجد الأهداف السامية للإعلام قد انحرفت عن مسارها المهنى .. وحصرها أصحابها والعاملون بها في فرع واحد هو الإخبار والتعليق على ما يجرى وكيل الإتهامات بالباطل لفصيل بعينه.. لم أجد تغطيات موضوعية ولا تحليل مهني متوازن..ولا تعبير حقيقى عن قضايا ومشكلات واحتياجات الجمهور ..أو مراعاة حالة التهدم والترنح التى تمر بها الدولة التي تحتاج إلى إعلام تنموى حقيقى يستقطب الرأى العام ويوجهه.. فصارت مؤسسات الإعلام بهذا الإنحراف المهنى أداة لإفساد الرأى العام ..!!
أرجو فقط متابعة قنوات عربية موجهة من دول أجنبية فقط للتعلم ومعرفة أين وصل الناس من حولنا !! وأين انحدرنا فى الممارسة الإعلامية والسياسية !!
5- تآزر المهاجمين وتنوع مشاربهم:
لاحظت توزيعاً مدهشاً للأدوار وانضمام فصائل مختلفة للهجوم فالتعاون بين مؤسسات المجتمع المدنى ..ومؤسسات إعلامية وأحزاب سياسية.. وكيانات دينية لإستهداف الإخوان وتوجيه الإتهامات لهم ..أمر ظاهر مما يعنى أن هناك مصالح مشتركة ومنافع متبادلة لهذه المؤسسات مجتمعة من تشويه سمعة الإخوان ومهمتهم فى بناء الدولة والإنتقال بها من حالة الفساد الكبير والصغير إلى حالة أقرب للصلاح والشفافية والعدل والحرية.. وما علينا إلا أن نراقب سبب التحالفات الأخيرة لنعرف كمّ هذا الإستهداف ونوعه واتجاهه الأوحد .. ضد الإخوان فقط !
6- تداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية:
فى الهجوم يلحظ المراقب تلاقى مصالح إقليمية ومصالح دولية مع مصالح قوى محلية مصرية فى توجيه الإتهامات للإخوان..فما الذي يمكن أن يجمع مصالح هذه القوى مجتمعة ضد حكم الإخوان الشرعى ؟! أصحاب مصالح خاصة لم ولن تتحقق بالتعاون مع الإخوان .. لم يجدوا أمامهم سوى التعاون مع الشيطان لتشويه التجربة الوليدة .. يبدو لكل ذى عينين أن المحرك الأساسى يقف خارج أسوار المعلب السياسى فى مصر..والسؤال هنا من ينتمى لمصر و من ينتمي لأعداء مصر ؟!
7- مجافاة الهجوم للموضوعية والواقعية والمنهجية:
? الهجوم في مضمونه.. يخلو من الموضوعية خذ مثلاً إتهامات : القرارات تتخذ فى مكتب الإرشاد هل يعد دعم الحزب لأعضاء الحكومة المحسوبة عليه عمل سياسى واقعى أم لا ؟!!
? الإخوان لا يعملون لخدمة الشعب و مصلحته بل يعملون لمصلحتهم الخاصة.. أين المصلحة الخاصة فى جهات خربها النظام السابق وسوف تحسب عليهم بعد فترة وسيحاسبون أمام الشعب ؟!
? مستوى آداء الإخوان السياسى ليس مرضيا ويعود بالدولة إلى الوراء..وهل تخليص الدولة من حكم العسكر عودة للوراء ؟ وهل إقالة الفاسدين ردة وهل تصحيح مسار القضاء والرقابة والمحاسبة تراجع ؟!
? الإخوان يعتبرون كل نقد موجه لهم هو نقد ضد الإسلام .. كم مرة رد رئيس الجمهورية عن نفسه ؟ وكم قضية رفعها لما أهدر البعض دمه ؟!
? يتوهم الإخوان أنهم يملكون الحقيقة المطلقة فى العمل السياسي .. وهم إقصائيون !! اسألوا من يحضرون الاجتماعات من القوى السياسية الصادقة من يحرص على التوافق ومن يصر على رأيه ويقصي غيره.. اسألوا عمرو موسى والبرادعى لماذا أقصوا أصدقائهم ؟!
? الإخوان يسعون للسيطرة على كل مؤسسات الدولة وهذا هو الإنتحار السياسي !!
– محافظين وخمس وزراء وخمسة أو ستة مستشارين من جملة بضعة آلاف وظيفة عامة فى مصر ..فعلاً تكويش كامل !!
8- الفجور فى الخصومة :
تتفق أغلب الإتهامات على استخدام ألفاظ نابية.. وكلمات غير مستساغة وصادمة للرأى العام .. لا تراعى الذوق العام .. وتحليل هذا التوجه يعبر عن التوتر والضعف وعدم القدرة على مواجهة الخصم عقلياً ومنهجياً .. ولذا فلا تكاد تجد فى الإتهامات شيئاً موضوعياً كاملاً.. ولا نقداً منهجياً للسياسات بل موجه كله للشكل والشخص واللبس والأكل والشرب !! ولا يقدم الخصوم بديلاً للسياسات القائمة عند الإخوان بقدر ما يقومون بطمس ما لدى الإخوان وتشويهه وشطب إنجازاتهم والتيئيس من مستقبل العلاقة معهم !!
فعلا لقد جرف النظام السابق مصر من العقلانية.. و حرمها من الموضوعية والنقد البناء.. وإلا فما الذى نراه هذه الأيام ..غثاء كغثاء السيل.. فأين ما ينفع الناس ؟!!
الخلاصة :
المؤسسات الإعلامية التى تهاجم الإخوان يأتيها التمويل من كل مكان سخياً محفزاً.. وبينما يتهم الإخوان بأن وراءهم تمويل خارجى لم يرفع أحد قضية ضد هذا التمويل لأنه غير موجود.. وتجد أن من يهاجمونهم تقف خلفهم إمبراطوريات إقتصادية داخلية وخارجية.. فلماذا يدفعون كل هذه الأموال ؟ هل مؤسسات إعلامهم مشروعات تجارية فقط ؟ لا إنها مشروعات سياسية تولاها أصحاب مصالح تصب فى الخوف من الحكم الإسلامى .. والعمل على إسقاطه !!
حفظ الله مصر من كل شر وسوء