بقلم : أمجد بسام القدرة
السلام على أهل الثورة , السلام على من غيروا ولا تغيروا , السلام على أناس حملوا هم القضية وثاروا , والسلام على حكام صمتوا وباعوا , وماتت ضمائرهم واستمروا في عنادهم لشعوبهم , وسرقوا مقدرات وخيرات دولهم ونهبوا , رحل الحكام وبقي تسلطهم في أيدي ظننت أنها اندثرت في غياهب الربيع العربي, انتهى الربيع وحل ربيع أخر , وما زالت الشعوب التي انتفضت لتنال حقوقها تقطن أسرة الموت التي تعفنت , لم يستطع الربيع العربي أن ينهي حصار غزة الذي استمر ومازال يستمر, قتلت غزة التي أحييت بصمودها وعزتها شعوبا , في ظل ثورات عربية أسقطت نظم واستبدلتها بنظم أخرى , ظننت أنها ستتغير ولم تتغير.
فأنا غزة المحاصرة الصامدة , بصمود أهلي وأحبتي وشعبي , أنا رمز العزة والإباء , أنا أرض المقاومة والشهداء, أنا الشرف والكرامة , وأهلي أهل الوفاء , أنا غزة التي أذاقني عدوي من كأس الدم والأشلاء , حاصرني على اختياري لممثلي في سلطة كنت أظن أنها من أبسط حقوقي في عالم يقول عن نفسه ديمقراطي , اخترت أساتذة الفكر والمقاومة والجهاد , أناس ضحوا وما باعوا , قاوموا وما سقطوا , قدموا الغالي والنفيس من أجل حريتي واستقلالي , واستمروا في تجارتهم مع الله فهي خير تجارة لا خسران فيها , قطع عدوي الماء والكهرباء عني ,وبقيت وحدي في العناء , دمروا شريان حياتي , وما زلت في شموخ وكبرياء , اختفت ابتسامتي من شفاهي , وبدأت الدموع تنحدر من عيوني كشلال حتى انتهى الدمع وما زلت أئن , قلتها واامعتصماه؟؟؟ ظننت أنني سأجد من يقول لبيك ويكفكف دمعي , ولم أجد سوى ضمائر رحلت كما رحل حكامها.
رسالتي اليوم يا أهل الثورة أوجهها من رحم المعاناة والظلم , ومن بين ركام البيوت التي هدمت , ومن على أسرة الموت التي سرقت أرواح المرضى , وخطفت أحلامهم وأمانيهم في الحياة , ومن بين ثنايا الدم والجراح , أرسلها إليكم عبر حمام زاجل , بعدما انقطعت وسائل الاتصال , كتبتها لكم على ضوء الشموع وبحبر من دم , وعلى أصوات المدافع وأزيز الطائرات , كأنها تعزف سيمفونية الموت , أرسلها لكم اليوم وكلي أمل بالله أولا وبشعوب تكون قلوبها تبض ووجدانها حي , تشرق كشروق الشمس , التي تضيء عتمتي وتريحني من معاناتي , وتمسح دموعي وتداوي جراحي , أبعثها لكم مع حزمة ورد ملونة بالدم ورائحتها مسك كعبق الشهداء , وحروفها الواو أقول بها واامعتصماه ؟؟ , والراء رحلتم وتركتموني وحيدة أستصرخ , والدال دليل ضعفكم وموتكم وخوفكم من بشر سيموتون , ونسيتم خالقكم ومصوركم وحافظكم ومعينكم الله عز وجل , الذي لا يموت .
والآن يا أهل الثورة أظن أن رسالتي قد وصلت لكم , ولكنني لا أعرف أين مستقرها , في قلوب وضمائر أم في قبور تكابر , أم في ورقة تقرأها وتغادر , دون أن تحرك ساكنا.
وختاما….
أسال الله عز وجل أن يستبدل ضمائركم الميتة , بقلوب وضمائر حية قوية عزيزة , يملؤها بهاء الإيمان الحي .
التوقيع
غزة الجريحة