علم مصر من الأهلة للنسر
لقد مر العلم المصري بأشكال عديدة تعكس صور ومراحل استقلال مصر وبدأت قصة العلم منذ عصر العثمانيين قبل فتح مصر فى بداية تأسيس الدولة العثمانية حيث اتخذوا علماً لمصر وكان لونه أبيض ثم أصبح بعد فترة قصيرة أخضر اللون ثم استقروا بعد ذلك علم اللون الأحمر وكان يتوسطه دائرة خضراء بيضاوية الشكل بها ثلاثة أهلة ثم تحول بعد ذلك الى اللون الأحمر فكان ذا هلال ونجمة باللون الأبيض فى وسطه وهو الشكل الحالي لعلم تركيا.
وظل هذا العلم سائداً حتى حكم (محمد على) الذي ادخل عليه تطوراً بسيطاً حيث جعل العلم المصري به نجمة ذات خمسة أطراف بدلاً من النجمة ذات الأطراف الستة وكان ذلك فى عام 1826م.
وإلي أن جاء الخديوي إسماعيل وأدخل تعديلاً على العلم فأصبح لونه أحمر وبه ثلاثة أهلة وبداخل كل هلال نجمة خماسية الأطراف ولونهما أبيض حيث كانت تشير الأهلة الثلاثة إلى الأقاليم التابعة للخديوي إسماعيل وهى (مصر، النوبة، السودان) وكان ذلك فى عام 1867م.
وفى سنة 1882م عاد العلم مرة أخرى إلى لونه السابق أحمر يتوسطه الهلال والنجمة الخماسية باللون الأبيض إلى أن جاء عام 1914م عندما أعلن الحلفاء الحرب على تركيا حيث شاءت الظروف أن تعلن انجلترا احتلالها لمصر ووضعها تحت الحماية البريطانية .
وعندما اندلعت ثورة 1919م. بالمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه أتخذ الشعب المصري علماً أخضر يتوسطه هلالاً وصليب بالون الأبيض فكان هذا العلم يدل على وحدة مصر مسلمين وأقباط ضد الاحتلال الانجليزي وظل هذا العلم سائداً حتى إعلان استقلال مصر فى عام 1923م. حيث صدر القانون رقم 47 لسنة 1923م. لشكل العلم المصر الجديد فكان لونه أخضر يتوسطه هلالاً وثلاثة نجوم بيضاء.
وإلى أن صدر الأمر الملكي رقم90 لسنة 1923م. لتحديد شكل علم الملك فكان يزيد على شكل العلم الوطني للتاج الملكي فى الركن الأيسر العلوي فكان للملك علماً بحرياً وعلماً جوياً وعلماً خاص لطائرته.
وعندما تحررت مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري فى 18 يونيو 1953م.
ظلت مصر محتفظة بالعلم الأخضر ذي الهلال والنجوم الثلاثة البيضاء.
والى أن جاء عام 1958 حيث ظهر علم أطلقوا عليه اسم علم التحرير فكان يتكون من ثلاثة مستطيلات متساويات تحتوى على ثلاثة ألوان (الأحمر، الأبيض، الأسود) .
وعلى الرغم من أن هذا العلم لم يكن له وجود رسمي إلا أنه كان يرفع فى المناسبات الشعبية إلى أن اتخذته مصر علما رسميا للدولة التي نشـأت بوحدة مصر وسوريا فى فبراير 1958م. مع إضافة نجمتان خماسيتين خضراوين فى المستطيل الأبيض وأعلن هذا علماً رسمياً للجمهورية العربية المتحدة فكانت النجمتان ترمزا إلى مصر وسوريا وهذا هو الشكل الحالي لعلم سوريا فكان الاتفاق على أن يتم إضافة نجمة أخرى كلما انضمت دولة عربية للوحدة إيمانا بالوصول للهدف النهائي وهو وحدة العالم العربي كله فى المستقبل .
وأخيرا وفى أكتوبر عام1984م. صدر القانون رقم 143 بانسحاب مصر من إتحاد الجمهوريات العربية وبناء عليه تم تغير العلم من جديد طبقاً للقانون رقم 144 بعلم جمهورية مصر العربية وهو نفس العلم السابق مع وضع النسر شعارا للجمهورية وكان يكتب علية اسم جمهورية مصر العربية بالخط الكوفي على القاعدة التي يرتكز عليها النسر.
وطبقا لنص الدستور أن يكو ن علم رئيس الجمهورية هو نفس علم القوات المسلحة مع إضافة سيفان متقاطعان أسفل شعار الجمهورية فى الطرف الأيسر العلوي للعلم.
أما النشيد الوطني الحالي (بلادي بلادي) قام بتأليفه الشاعر الراحل يونس القاضي ولحنه الفنان سيد درويش وقد استشف القاضي كلمات هذا النشيد من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل التي قالها عام 1907م.
وكانت(بلادي بلادي لك حبي وفؤادي لك حياتي ووجودي لك دمى لك عقلي ولساني لك لبى وحياتي فأنت أنت الحياة ولا حياة إلا بك يا مصر )
إلى أن اتخذ فى مصر نشيد بلادي نشيداً قومياً وطنياً وكان ذلك بعد الانتصار فى حرب أكتوبر وتحديداً فى عام 1979م.
بقلم الكاتب: إسلام محمد عبد المنعم