[pj-news-ticker]
ÇáÕÝÍÉ ÇáÑÆíÓíÉ
ãáÝÇÊ ÝÓÇÏ
ÍæÇÏË æÞÖÇíÇ
ÇáÏíä ÇáäÕíÍÉ
ÓæÞ ÇáÞÑÇÁ
Ýä æäÌæã
ÑíÇÖÉ
ÇÏÈ æËÞÇÝÉ
ÇáãÑÇå æÇáãÌÊãÚ
ÎÏãÇÊ ÞÇäæäíÉ
ÇÈäì äÝÓß
EGYPT WEATHER

“مبروك” ..قال له أهلهُ بعدَ الحفلة الصغيرة التي كانت في بيت خاله….
ولكنّ أهلها لم يقولوا لها شيئاّ, فهم لم يكونوا موجودين بالأصل في الحفلة التي انتظرتها منذ أن كانت طفلة.
رغم الغصّة والخوف الذي في قلبها, كان الفرح يغلف قلبها ويشدّ عضلات وجنتيها إلى الأعلى لتظهر ضواحكها. وبعد الحفلة, ومع أغاني ما تبقى من الساهرين, ركبوا سيارة المرسيدس السوداء -التي تظنها سيارة للأطفال من شدة زينتها- ومضت بهم إلى عشّهم الزوجي الجديد الذي كانوا يحلمون به منذ عشر سنوات. صحيح أنّه لا توجد حواجز في الدنيا- طبيعية أم بشرية أم تقاليدية- إلا ووقفت بينهم, ولكن الإرادة الإنسانية تصنع المستحيل و تستطيع تجاوز كل العقبات لكي تحقق غاية الربّ الأبدية.
– قالت وهي تتأمله وكأنها تتأمل وجه رسول ” سأظل أحبك حتى لو متُّ ”
– “بعيد الشر عنك, انشالله أنا ولا أنت, بعدين هلق وقت هالموضوع ” قال لها وضمّها إلى صدره وقبّلها من رأسها… عندما وصلوا إلى المبنى حملها رغماً عنه, فقد كانا متّفقين على ذلك حتى ولو كانت الشقة في الطابق المائة. ولكن الله كان رحيماً هذه المرة فقد كانت الشقة في الطابق الرابع فقط ..
– قال لها ” لو كانت الشقة في الطابق المائة لكنت طلقتك ”
– ” مجنون بتعلمها ” قالت له, وهي تشعر وكأنها تطير بين يديه..
شعر بظهره أنه سينكسر, ولكنه لم يُظهر لها ألمه, وقاوم إلى إن وصل إلى شقته. أخيراً وعندما وصل أمام الباب أنزل حمله الثقيل وزفر زفرة طويلة..
-” إذا خمسين كيلو ما عم تقدر تحمل فكيف بدك تتجوز”
– “ما صار شي إذا بدك روحي”
– “لكن بدك شي ؟ طلّوا علينا..”
– “لا سلامتك الله معك ” جرها من يدها حملها مرة أخرى, ولكن هذه المرة بعزم أقوى, دخل وأغلق الباب بمؤخرته وهو يقول
” هلق بقلك كيف بدي أتجوز ”
بقيا في المنزل ثلاثة أيام دون أن يخرجا منه, كانا يعيشان في عالم آخر, في الجنة الموعودة لهما التي انتظراها منذ عشر سنوات.
فقد جهز الشقة بجميع الأغراض استعداداً لهذه اللحظة, وكانت تقول له على الدوام أن الحبّ يكفي, ولكن عند التجربة – والتجربة خير برهان- تأكدا أن الحب وحده لا يُشبع, ولابدّ من وجود طعام, مما اضطره إلى ترك جنته, والذهاب لجلب بعض الأغراض والحاجات..
قالت له ” ما تتأخر بحياتك”
– “ما تهكلي هم ” ذهب, وبقيت هي وحدها في المنزل منتظرة.
كانت أيامهم الأولى ولادة جديدة بالنسبة لها. وكأنك قلبت ساعة حياتهم رملية من جديد، حيث بدأت تشعر بطعم الحياة ولذة الفرح, وبما أن العضو الذي لا يستعمل يضمر, فقد ضمرت تلك الغصة والخوف في قلبها, وتحوّلت إلى ندبة صغيرة تشعر بها من وقت إلى آخر.
بدأ نار حبه يشتعل في صدرها منذ عشر سنوات, عندما رأته في الجامعة لأول مرةظو وهو بادلها نفس الشعور, وبعد أن ضرب الحب جذوره في نفوسهم كانت تقول له ” أنا بعشق الأرض إلي بتمشي عليها ”
– فيقول “وأنا كمان بعشق الأرض”
– ” لعمى شو وطني , روح تجوزها ”
– ” مين؟؟ الأرض!! ”
– ” آيه الأرض ”
– “والله بموت فيها, بس إذا قربت أهلها بيقتلوني ”
– ” مليح بتموت شهيد, فداء للحب ”
– ” طيب ماشي أنا رايح أطلب إيدها هلق ”
-” تعال لهون يا مجنون هلق بيقتلوك عن جد”

كانت تحبه من كل قلبها.. تحب حركاته أنفاسه وحتى كلماته الغبية كانت تعشقها..
ولكن هذا العشق في كتاب الأعراف والتقاليد, عشق حرام مثل الخبز الحرام, فقد كان هذا الشاب من النوع الممنوع أن تحبه أو تنظر إليه, وفق العادات والتقاليد والشرائع البشرية, فهي كانت تضمر الكره لكل رجال الدين التي قسمت البشر إلى أنواع.
لم تخبر أهلها ليس خوفاً من أن يضربوها. ولكن خوفاً من أن يقتلوها فعلاً, فأن هذا الموضوع من المحرمات الكبرى, ومجرد الكلام به, يغلي دم الشباب إلى درجة يظنونها أكبر من 100 مئوية فهنا فلا توجد سلطة للضغط الجوي عليهم.
بقيت تحبه في ساحات قلبها. خمس سنوات طوال الفترة الجامعية التي رسب فيها سنة من أجلها، وبعد التخرج بأربع سنوات ولكن هذه المرة في ساحات المكتب, الذي عملوا به سوياً كمتدربين ومحامييّن، صحيح أنها تعلمت من جامعتها, أنه لا يوجد فرق بين إنسان وإنسان, ولكن هذا لا ينطبق على الشرائع البشروية (البشرية ,السماوية)التي قسّمت الإنسان إلى مجموعات..
فلقد أتاها كثير من العرسان – من طائفتها طبعاً- فرفضتهم جميعاً بحجة أنها لم تكمل دراستها, حتى ابن عمها جاسم أفضل راعي بقر في المنطقة كلها رفضته لنفس السبب ..
فهي كانت تكذب طبعاً, فلو عرف أهلها بالحقيقة, لزوجوها غصباً عنها إلى ابن عمها جاسم, الذي كان سيشبعها الحليب ومشتقاته -هكذا كانت تقول له في اليوم التالي عندما رأته –
فقال لها ” ما في مشكلة روحي شربي حليب بلكي بتبيضّي شوي”
– “على أساس إنك كثير أبيض ..إمك جايبتك بطعة الشكولاتة ”
– ” بدي ضلني حبك لو جبتك أمك بطعمه الشمندر”
– ” لو ما جبتك أمك كان أحسن شي ”
– ” ليش ؟”
-“لأنه كان ارتاح قلبي من هل هم ”
-” شو بدك بهالحكي انسي الدنيا ومزمز مرندا ”
أخذت علبة الكولا صّبت كأسين لها ولهُ. لقد غاب عنها عشر دقائق, ولكنها افتقدته كثيراً، فعندما كان يتأخر عن الدوام كانت تقلب الدنيا وهي تتصل به وإذا كان جواله مقفلاً فهنا تكمن المصيبة، فهي لا تقلب الدنيا عليه فحسب بل ولا تقعدها أيضاً ” لتكون مفكر حالك روميو والبنات عم بيموتوا عليك ها, ليش مقفل جوالك ”
– “يا صبية يا حلوة وحياة عمرك ما في شحن والكهربا مقطوعة عنا بالبيت ”
– “دحشوا بـ…….. شي بريز”
– “دحشتوا بس ما عطى كهربا ليش ما بعرف ” قالها وضحك وهرب وهي كانت سوف تلحقه بخيالها لولا أنها أوقعت كاسة الكولا على الأرض…
– “يلعن” ذهبت أحضرت المساحة, دلقت الماء على الأرض وأخذت تسحب الماء باتجاه البالوعة..
-” لك هي آخر مرة بشطف المكتب من وراك ”
– “إذا مو معاجبك لاقي مكتب ثاني تعلمي فيه”
– “دخيلك ليش ما بتلاقي أنت ”
– “ولك أنا رجال”
– “شو حبيبي؟ شو عم تعملي رجال ومرة ؟تعال لهون وشطوف الأرض”
– “روحي روحي من هون”
فمسكت كأس الماء ورشته بها على المكتب فلحق بها وهو يرشها بالماء، ولكنها بالفعل شعرت بالماء على رجليها، فتذكرت أنها تسحب الماء. نظرت إلى ساعتها. فبدأ مستوى نبضها يرتفع نتيجة لتسرب بعض الأدرنالين إلى دمها, فشعرت بالخوف. لقد تأخر نصف ساعة ذهبت إلى الشرفة فتحت الباب وخرجت ،عندها شعرت أن الفرحة قد احتلت مساحات جسمها, وأخذت تتطاير من بين مسامها, فقد رأته أسفل المبنى يحمل الأغراض……
– “ليش مكلف حالك يا حلو؟”
– “والله هذول مو إلك …للأستاذ”
– “لعن الله الراشي والمرتشي ”
– “الله يلعنك هذول شوية غراض وصاني الأستاذ عليهن ”
– “لكن عم تشتغل شوفير صنية؟”
– “إيه عم اشتغل بتشتغلي معي؟”
– “إيه بشتغل قديش بدك تعطيني باليوم؟”
– “سهله بعطيكي خمسين بوسة”
– “إيه روح روح لعند أمك خليها تعلمك كيف بكون البوس أول شي”…………
ولكنها أفاقت من حلمها عندما رأته مرة ثانية يخرج من المبنى ” كعادته ينسى الإغراض “….
– ” أكيد ما نسيت شي”
– “وحياة الله يا حبيبتي ما نسيت شي لعما شو بتنقي”
– “هلق أنا بنق وأمك شو عم تعمل”
– “ما الله بلانا بالنسوان شو بدنا نعمل”
– “هلق عن جد كل شي تمام أنا خايفة كثير”
– “والله تمام حفلة صغيرة عند خالي بعد ما نكتب الكتاب, وبعدين منطلع على شقتنا وما حدى بيعرف فينا ”
– “وبلكي أهلي عرفوا؟ ”
– “ولك ما رح يعرفوا حتى الجن الأحمر مدري الأزرق ما بيعرف وين نحنا ”
– “ولك حتى كلماتك الغبية بعشقا ”
رنّة الجرس أيقظتها من ذكرياتها, فطارت إلى الباب مثل العصفور, لقد اشتاقت إليه كثيراً..
فتحت الباب, وإذا بقلبها ينقبض إلى ما لا نهاية, وضغطها يرتفع إلى مالا نهاية, وفي أجزاء من الثانية نمت الندبة بسرعة كبيرة في قلبها, واجتاحتها موجة من الخوف التي كادت أن تشلّ أطرافها ولكن الشلل أصاب بالفعل العضلة العاصرة التي تغلق المثانة.
فقد كان المشهد الذي رأته مرعباً للغاية لدرجة أنها كادت أن يغمى عليها لولا صوت أخيها المرعب الذي عمل دور المنبه, كان واقفاً أمام الباب وهو يحمل بين يديه قدَرها.
– “مرّغتي راسنا بالتراب يا كلبه”
لم تجب لأن الخوف قد أسكتها, وبقي السائل الدافئ يتسرب بين فخذيها..
– ” بدي إقتلك وإشفي غليلي وغليل أهلك ”
وعندما ضغط على الزناد, وبنفس اللحظة التي انفجر فيها البارود داخل المسدس وانفصلت الفراغة عن المقذوف, انفصلت معها روحها عن جسدها, الذي طار بالهواء لأن الجاذبية لا تؤثر على الأرواح الطاهرة, لا تؤثر إلا على البشر الأنجاس فتبقيهم في جحيم الأرض.
بقي أهلها فرحين, وهم يحملون رؤوس ثيران بدل رؤوسهم, ثلاثة أيام على هذا النصر العظيم الذي حققوه..
ومن وقتها تلونت لحى جميع الشيوخ في العالم باللون الأحمر….

By ADMIN

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ÊÍÞíÞÇÊ ÚÇãÉ
ÇáÚÞÇÑÇÊ ÇáãÚÑæÖå
æÙÇÆÝ ÎÇáíÉ
ÕæÊ ÝáÓØíä
ÇÓÑÇÑ ÇáßãÈíæÊÑ
ÃÖÝ ãÞÇáÇ
ãÞÇáÇÊ ÇáÞÑÇÁ
ÔßÇæì æãÞÊÑÍÇÊ
ÝÑíÞ ÇáÚãá
ÈÑÇãÌ ãÚÑÈÉ
ÇÊÕá ÈäÇ