اشكو اليك قلة الجرذان في بيوتنا؟
بقلم :- الاعلامي محمد صالح ياسين الجبوري
وقفت عجوز في باب (قيس بن سعد) فقالت اشكو اليك قلة الجرذان في بيوتنا ؟
قال ما أحسن هذه الكناية , جهزوا بيتها (خبرأ ولحمأ وسمنأ) .
هذه الحكاية تذكرني بمظاهرات العاطلين عن العمل في العراق الذين يطالبون توفيرفرص عمل لهم وهم يحملون شهاداتهم العلمية وخبراتهم العمليه ,وهدفهم توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم .
يرفع المتظاهرون مطالبهم مكتوبة باللغات الانكليزية والعربية ليوصلوا مطاليبهم الى المسؤولين , لكنهم لايجدون اذانا صاغية لتلك المطالب.
كان الخلفاء والولاة يتفقدون احوال الرعية , ويتنكرون بملابس الفقراء يبحثون عن المحتاجين والفقراء والمسحوقين ويلبون طلباتهم ويحرصون على ذلك .
العجوز التي قابلت (قيس بن سعد) لم يطلب منها ( المربع الذهبي) المستمسكات الاربعة ( بطاقة سكن خضراء, يطاقة تموينية ,هوية الاحوال , جنسيةعراقية) ,ولا شهادة الدراسة مع ( تأييد صحة الصدور ,4 صور ملونة), ولم يحول طلبها الى المكتب الخاص بل كانت الاجابة سريعة ملبية لطلباتها.
اليوم يجلس المسؤول في مكتبة لايهمه سوى التفكير بالرواتب ومخصصات السفر والحمايات وغيرها من المنافع الي تخصه شخصيأ .والامتيازات والمنافع المادية ,وعندما يزور المسؤول دائرة اومدينه فانه لايلتقي بالمواطنين او موظفي تلك الدائرة للتعرف على مشاكلهم واحتيا جاتهم , بل يلتقي بمدير الدائرة, وربما تكون زياراته لاغراض شخصية .
ان العاطلين عن العمل هم أمانة في رقاب المسؤولين , والغريب في الامر أن تصريحات المسوؤلين تتحدث عن زيادة صادرات النفط وعن تأثيرها على دخل الفرد.
ونقول اذا كان العراق يمتلك هذه الامكانيات المادية الضخمة , لماذا يعيش المواطن في حالة فقر وقلة الخدمات بكل انواعها ؟
ارحموا الشعب فانه يعيش حالة مأساوية , وينبغي ان يكون المسؤول خادم للشعب ,واوفوا بوعودكم التي وعدتم الناس فيها قبل الانتخابات .
لماذا لايعالجوا احتياجات الناس كما عالج (قيس بن سعد) مشكلة العجوز الفقيرة ؟ تلك هي اسئلة بحاجة الى اجابات , واجاباتها موجودة عند من يهمه الامر .
تسطيع ان تخدع الناس بعض الوقت ولكنك لاتستطيع ان تخدع الناس كل الوقت .
الانسان العراقي مثقف ويفهم كل الامور التي تحدث خلف الكواليس وقد صبر كثيرأ, وهويدرك انه الخاسر الاكبر في جميع المعادلات .
ان جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة.
الاعلامي محمد صالح ياسين الجبوري -الموصل – العراق
