هنا لندن …وبرامجها الثقافية
بقلم :-محمد صالح يا سين الجبوري
تنقلني الذكريات الى مطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كنت طالبأ في الدراسة المتوسطة … شرعت في الاستماع الى الاذاعات العراقية والعربية ومنهااذاعة بغداد … صوت الجماهير … صوت العرب … هنا لندن … صوت امريكا … ومعظم الاذاعات العربية … وكانت هوايتي المراسلة والمشاركة في البرامج الادبية والثقافية عبر الرسائل البريدية … وكانت اذاعة هنا لندن هي الاذاعة المفضلة لي لماتقدمه من برامج مفيدة وممتعة وابرز تلك البرامج (قول على قول … ثمرات المطابع … ندوة المستمعينلكل سؤال جواب … السياسة بين السائل والمجيب … الحصاد)
ومقابلات اذاعية مع شخصيات ادبية وثقافية.وتوطدت علاقات صداقة مع المستمعين من مختلف ارجاء الوطن العربي … ولازلت اتذكر قسم منهم … وتجري الاذاعة قرعة لاختيار الفائز في القرعة للحصول على (قميص تي شيرت )الذي يرسل الى الفائز بواسطة البريد .وتصل شهريا لكل مستمع عدد من مجلةهنا لندن الخاصة ببرامج الاذاعة وفيها مواضيع ادبية وثقافية قيمة … ويمتاز مذيعي( البي البي سي)باصواتهم العذبة وقدراتهم الفنية وقابليتهم على الالقاء وبلاغتهم الادبية ومنهم (سامي حداد … محمدمصطفى رمضان … رشاد رمضان … نور الدين زركي … هدى الرشيد … افتيم قريطم … علي اسعد … نجوى الطامي … فاروق الدمرداش … حسن ابو العلا … حسن معوض … محمد صالح الصيد … عبد الهادي التميمي … سلوى جراح … نجا فرج … ماجد سرحان … سلوى الجراح … ياسين كلاس … مؤتمن جزار … عاطف عبد الجواد … محمود المسلمي … جورج مصري ايوب صديقاكرم صالح فؤاد عبد الرازق. حسام شبلاق … نديم ناص).توجد في الاذاعة لجنة الاستماع وهي لجنة مختارة من المستمعين من مختلف الدول العربيةوكنت أحد اعضاء اللجنة … مهمتها الاجابة على الاستبيان الذي ترسله الاذاعة ويتضمن اكثر من(60) سؤالأ …
ويؤخذ برأي اعضاء اللجنة في كثير من الامور … ويتم تعديل اوقات اذاعة البرامج … وتتميز( هنا لندن )بشعبية واسعة بين المستمعين العرب الذين يتابعون برامجها من مختلف انحاء المعمورة .ومن البرامج التي اشتهرت بهاالاذاعةبرنامج المرحوم الاستاد حسن الكرمي( قول على قول ) الذي نال اعجاب المستمعين ورضاهم … وكان لهذا البرنامج طعم خاص في نفوس المستمعين … ولعبت الاذاعة دورأ مهمافي نشرالادب والثقافة بين المستمعين على مدى فترة طويلة من الزمن … وتابع المستمعون العرب اخبار الحرب العالمية الثانية عن طريق نشرات الاخبار والتغطيات الاعلامية والبرامج السياسية تلك الايام تبقى خالدة في الذاكرة لانها تحمل ذكريات السنيين الجميلة. والسؤال المطروح هل تستطيع الاذاعات والفضائيات ان تقدم برامج بنكة وطعم تلك البرامج القديمة؟كان ذلك زمان جميل وايامايبقى لها تأثير في حياتنا. اطلب من مستمعي (هنالندن) التواصل معي لنعيد تلك الذكريات القديمة الجميلة.لعبت الاذاعات دورأ اعلاميأبارزا في خدمة المستمعين وتقديم البرامج المختلفة … وكان دورالاذاعات كبيرلانها كانت الاكثرانتشارأ في العالم قبل اتساع دور التلفزيون … ويبقى الحنين الى سماع تلك الاذاعات قويألانه مرتبط بأيام الشباب … وكنا نحفظ مواقيت برامج الاذاعات المختلفة ونتابع برامجها … كان ذلك زمان قد رحل وبقت ذكرياته عالقة في الاذهان … لقد كان حقأ الزمان الجميل … زمانأ نحبه حبأكبيرأ … والحنين الى تلك وديار الطفولة والصبا والشباب … وكم بكينا على تلك الايام وعلى ذلك الزمان . الايام لاترجع الى الوراء … فشتان بين اليوم والبارحة. تحية الى جميع الذين شاركونا في الذكريات وهم على قيد الحياة والرحمة والمغفرة لكل من غادرنا الى رب غفور رحيم .ان البرامج المفيدة علمتنا الكثير واضافت معلومات قيمة الى معلوماتنافي وقت كان الاهتمام في القراءة ووسائل الاعلام كبيرأ … ويبقى الانسان بحاجة الى المعلومات وخاصة ان العالم في تطور وتقدم … هذه صورة من الصور التي عشنا احداثهاوتبقى في الذاكرة صورأ كثيرةتحمل عناويين متقاربة يأتي الوقت المناسب للحديث عنها……….. محمد صالح ياسين الجبوري -كاتب وصحفي -الموصل