المثقف في عالم اليوم
بقلم :- محمد صالح يا سين الجبوري
المثقف هو الطرف الخاسرفي معادلة تقودها أطراف مستفيدة من الوضع الذي تعمه الفوضى والفساد والرشوة وضياع الحقوق والبطالة, هذه الاطراف تريد الاستحواذ على المال بكل طريقة ,هدفها جمع ثروة ضخمة عقارات ,سيارات , تجارة , المادة أصبحت كل شيء في هذا العالم .
المثقف يسعى للحصول على لقمة العيش والحاجات الضرورية , الثقافة تعاني من الاهمال لانها سلمت الى أناس ليس أهلها , شتان بين من يبحث عن لقمة الحلال بعرق الجبين ,وبين من يبحث عن لقمة الحرام بأي وسيلة المهم جمع المال,لقمة الحرام تجلب البلاء والسخط ولقمة الحلال تجلب البركة .
السياسة السائدة في بلادنا هي الهجوم على المثقف في حياته ومحاربته بكل ما لديها من سلطان ,لكن تكرمه وتقيم له الندوات وتبكي على فراقه ولاتعرف قيمته الا بعد رحيله, سياستنا (تكريم الراحلين ) ,أما في البلدان الاخرى هناك مؤسسات تبحث عن المبدعين وتقيم أعمالهم , وتقوم بتكريم المثقفين المبدعين وترسل لهم الجوائز وتعلنها في وسائل الاعلام وهم لايعلمون بها الا بعد نشرها .
المثقفون يعشون في المنافي بعيدأ عن الوطن هذا هو قدرهم ,رغم حبهم الكبير للوطن ,وأتذكر هذا البيت الشعري الجميل .
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها @@@@ ولكن أخلاق الرجال تضيق
البلد الغني يعيش المثقفون فيه حالة فقر يرثى لها بلا مأوى ولاسكن ,يبحثون عن لقمة العيش بصعوبة ,كتب على المثقفين أن يعيشوا فقراء في بلاد تهدر الاموال وتنهب وتسرق بلا حساب ,حال المثقف يرثى له, لكنه عفيف لم تتطاول يده على مال او ممتلكات ولم يسرق ولم يزور ولم يبيع شبرأ من أرض الوطن .
الديمقراطية التي يتحدثون عنها هي مجرد كلمات لاأساس لها على أرض الواقع ,والحرية التي يتكلمون عنها هي سراب في عالمنا الذي سادت فيه أفكار ومباديء غريبة.
السياسي في بلدنا هو من يحقق مكاسب شخصية وان يستغل هذه الفرصة التي لاتعوض ,وان يكون شجاعأ على قول المثل (فاز باللذات من كان جسورأ ) , الحياة فرص وأذا ضاعت منك فرصة فانها لاتعوض , أنا أكره السياسة ,وأخالف قول( كاظم الساهر) الذي يقول في اغنيته ( أكرهها واشتهي وصلها ), وأنا أقول عن السياسية ( أكرههاولااشتهي وصلها ).
الشعب مظلوم في ظل هذه الظروف الصعبة ,وكان الله في عونه ,واتمنى للمثقفين الصحة والسلامة لانهم قدموا خدمات جليلة للبلاد .
محمد صالح ياسين الجبوري-كاتب وصحفي- الموصل