جلس يفكر ويسرح في خياله بعد ما حسب على الآله الحاسبة حسبة صغيرة: “تفاصيل المولود الجديد + حفاظات + حليب + شامبو + عطر= أوووووووووو … أحتاج إلى عدة أضعاف من راتبي كي أستطيع أن أجلب كل الحاجات… هذا ولم نحسب بعد الجوز والبهار والثوم وما شابه…
فأخذت أفكاره تشطح بعيداً عن التوتر الذي أصابه بعد هذه الحسبة السريعة والمخيفة. ففكر في حلول سريعة أو حلول بطيئة ليس بمهم، المهم الحلول. لم يجد شيئاً. تمنى لو تتأخر زوجته في الحمل وأن يأتي طفله أكبر بثلاث سنين، وبهذه الحال يكون قد وفر على نفسه مصروفاً طويلاً عريضاً… فأخذ يفكر بشكل جدي أن يحقن زوجته هرمون البروجسترون الذي يؤدي إلى الحمل المديد وعدم الولادة في الوقت المناسب.. فإذا حقنها كل شهر حقنة لمدة ثلاث سنين سيولد الطفل بعمر ثلاث سنين. وفي هذه الحال يكون قد وفر على نفسه كل الحسبة الماضية. ثم تذكر أن طفلاً في عمر ثلاث سنين سيحتاج إلى ملابس، وألعاب، وبعد سنة سيحتاج إلى روضة، وإلى كثير من الأمور والمصاريف التي لا يحتملها راتبه أبداً… ” سأحقنها الهرمون لست سنين وبذلك يأتيني طفل بعمر ست سنين جاهزاً للمدرسة والعلم”. ثم تذكر مصاريف المدرسة الباهظة والأقلام والدفاتر واللباس…. ” لا لا لا سأحقنها الهرمون لمدة ثمانية عشرة سنة، وهكذا يأتيني طفل بسرعة إلى الجامعة.. فتذكر مصاريف الجامعة غير المعقولة مقارنة بالراتب الذي يتقاضاه، فقال ” سأحقنها الهرمون خمس وعشرين سنة وهكذا أكون قدر ارتحت من كل المصاريف ويأتيني شاب للزواج ….
عندها أتاه صوت زوجته صارخاً منبهاً ببدء الولادة، فانتشله بسرعة من أحلام أحلامه الطفولية وهذيانه المستمر وهمه الأبدي، إلى واقعه الصعب جداً والجميل رغم صعوبته ……