المطلوب رأس المقاومة في غزة
عبد اللطيف أبوضباع
17 -1 -2014
المقاومة هي التعبير الصادق عن آمال وطموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني وهي التجسيد الحقيقي لكل مبادئ و معاني القيم الوطنية وهي التعبير عن إرادة الشعوب وأصالة تقاليده النضالية وهي صمام الأمان وحائط الصد لكل المؤامرات التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وبالتالي المقاومة ليست أسلحة عسكرية فحسب بل هي روح وثقافة وفكر وارادة لايمكن لكل القوى الظالمة أن تنزع أو تنتزع هذه المقاومة المتجذرة والمتأصلة في نفوس وعقول وقلوب الشعب الفلسطيني …..
ليس من باب المبالغة القول ان المقاومة في غزة تتعرض لأخطر مشروع تصفوي ، وأن سلاح المقاومة كما يصنفه البعض عبئ على المشروع الوطني الفلسطيني ، وأن المصالح تتشابك وتترابط وتلتقي لتحقيق الأهداف وللوصول الى الغايات بغض النظر عن الوسائل المستخدمة سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة ، قانونية أم غير قانونية ، وهنا تشابكت مصالح الدول الساعية للتخلص من سلاح المقاومة في غزة ، المصالح المشتركة بين هذه الدول غالبآ لاتقيم وزنآ للأسس والمبادئ الحاكمة والناظمة لهذه العلاقات أو حتى للمعايير الأنسانية والاخلاقية ،وطبقآ للمواقف المتباينة والمختلفة لكل دولة تتبع هذه الدول أو هذه التحالفات سواء كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية مجموعة من الاستراتيجيات والنظريات التي تطوع علاقاتها لمفاهيم محددة مرتبطة بشكل أساسي بالمصالح القومية “المصطنعة” لهذه الدولة أو تلك ، ومن الواضح أن ثقافة “الاعتدال ” ودولها ومن يروج لها ومن سار على خطاها أصبحت هي الثقافة المتداولة في أروقة المؤتمرات …
أعتقد أن ارتفاع أصوات “الاعتدال العربي ” هي محاولة الهروب الى الأمام ،وبالتالي تسعى هذه الدول الى تحقيق “انجاز سياسي” للتغطية على الهزيمة العسكرية وقبل أن تصلها رياح التغيير وثقافة الديمقراطية والتعبير..!! نزع سلاح المقاومة في غزة ليس مطلبآ اسرائيليآ فحسب بل أصبح مطلبآ عربيآ ودوليآ وأقليميآ وللأسف فلسطينيآ….
قبل أيام معدودة صرح عضو المجلس الثوري لحركة فتح ووكيل وزارة الأسرى زياد أبوعين ، وبالتحديد بعد الخطوة التي قامت بها الحكومة الفلسطينية في غزة من اطلاق معتقلين وغيرها من القرارات للتمهيد ولخلق بيئة و مناخ ايجابي “للمصالحة ” ، طالب السيد زياد ابوعين بحل الاجنحة العسكرية والتي وصفها “بالمليشيات المسلحة ” وأضاف أن نزع سلاح “المليشيات ” و حل الاجنحة العسكرية هي مقدمة كأساس لتشكيل الحكومة ….
والحقيقة التي لم يذكرها السيد زياد أبوعين أن هذه المطالب هي من أهم البنود الأساسية لخطة كيري الأمنية والتي تعمل على قدم وساق لتصفية القضية الفلسطينية ، بعد الاتفاق على القدس واللاجئين والحدود والمياه وتبادل الاراضي والمستوطنات، توجد عقبة أساسية ورئيسية لتنفيذ كل ما تم الأتفاق عليه وبدون تخطي هذه العقبة وهذا الحاجز تبقى كل الأمور شكلية غير قابلة للتطبيق ، حل الاجنحة العسكرية ونزع سلاح المقاومة شرط أساسي لتنفيذ خطة كيري الأمنية والسياسية كما أنها شرط أساسي ورئيسي للقبول بدولة فلسطينية “منزوعة السلاح ” للعيش بسلام بجانب جيرانهم ولضمان أمن اسرائيل وأمن باقي الكراسي والمناصب ، ونبذ العنف والارهاب وأن تكون هذه الدولة (محبة للسلام ) بحسب المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ….
وبالتالي وجود هذا السلاح أي- سلاح المقاومة- يخالف ويتعارض مع معايير “محبة السلام ” للدول التي انضمت لهيئة الأمم ومن ضمنها العضو المراقب دولة فلسطين ….
وأما بالنسبة لاسرائيل فقد قدمت أكثر من شكوى لمجلس الأمن تتهم فيها المقاومة في غزة بأطلاق الصواريخ وآخرها في وفاة المجرم الارهابي شارون ، وماهذه الشكاوى إلا مقدمة لعمل أجرامي للتخلص من سلاح المقاومة وبتغطية من هيئة الأمم وباقي المنظمات الدولية وبمشاركة ومساعدة وتواطئ عربي فلسطيني …
وأما الأطراف العربية التي تحرض على المقاومة في غزة اناء الليل واطراف النهار وتسعى لتشويه صورة المقاومة وسلاح المقاومة وتسخر كل الطاقات الاعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة لإلصاق تهمة الارهاب والعنف والإجرام ، إنما هي تسير على نفس النهج التصفوي لتجريد الشعب الفلسطيني من أهم أسلحته المناهضة للاحتلال و للمشروع الصهيوني وتتساوق مع تنفيذ المخطط المرسوم سلفآ لتصفية القضية الفلسطينية بحجج واهية وكاذبة ومختلقة لاتمت للحقيقة بصلة ….
وأما على الصعيد الدولي والاقليمي فهذه المعركة لم تبدأ من الآن بل منذ سنوات ، معركة أضعاف محاور المقاومة وتجريد هذه المحاور من سلاحها لتخفيف الضغط عن اسرائيل ولاعطاء فرصة لدول “الاعتلال ” العربي للترويج عن المشروع الاستسلامي والانهزامي وتعميمه على كافة بلدان المنطقة ، والجدير بالذكر هنا القرار 1559 الخاص بلبنان ولا أستبعد أن يتم اصدار قرار
(1559 فلسطيني ) لنزع سلاح المقاومة على غرار لبنان ، ألم يظهر لنا شخص من “14 اذار الفلسطيني” يطالب بنزع السلاح وحل الاجنحة العسكرية ، كما أنني لا استبعد هجوم عسكري عربي على غزة ، هي عملية تكاملية لضرب وإضعاف كل من يشكل خطر على أمن اسرائيل …
دول الاعتدال العربي جاهدت وساهمت بكل قوة لضرب هذه المحاور ونجحت في نزع سلاح بعض الدول وبعض الجماعات واستطاعت اعادة فك وتركيب بعض التحالفات لخدمة اهدافها ومصالحها ، لكنهم لم ينجحوا في لبنان وإن استطاعوا تقليل وتخفيف الضغط على اسرائيل عبر اتفاقيات ومعاهدات تضمن الهدوء والاستقرار للجبهة الشمالية( لفلسطين المحتلة) واغراق لبنان في دهاليز الفتنة الطائفية والمذهبية ، لكنهم لن ينجحوا في غزة لأن المقاومة في غزة وسلاحها هي جزء من المنظومة الدفاعية ، ليس فقط لممارسة مبدأ الدفاع عن النفس وانما ايضآ لانها تنسجم مع مبدأ حق تقرير المصير المكفول بجميع القرارات والمواثيق الدولية …
إذن نزع سلاح المقاومة في غزة هي مصلحة وضرورة لكل الاطراف ، الصهيونية والدولية والاقليمية والعربية “المعتدلة ” ومن تبعها ، وما نسمعه عن عقد لقاءات واجتماعات مع بعض الاطراف للتشاور بشأن غزة ماهو إلا جزء من مخطط تأمري للقضاء على المقاومة وتسليم غزة بدون سلاح للسيد كيري وفريقه لاعادة تشكيل القطاع بالشكل الذي يتناسب مع مصطلحات ومفاهيم “السلام الشامل والعادل ” . ..
مشروع الدولة الفلسطينية الوهمي هو السيطرة الأمنية ونزع كل الأسلحة التي تهدد “عملية السلام ” كما حصل في نابلس وجنين وغيرها من مدن الضفة وكما حصل مع كتائب شهداء الاقصى وتنصل هذه القيادة من كتائب شهداء الاقصى وسلاحها ومن كل عمل عسكري موجه ضد الاحتلال ، وبالتالي الحديث عن المصالحة في هذا الوقت هو (مضيعة للوقت ) لأن المطلوب الآن لتنفيذ المصالحة هو رأس المقاومة وسلاحها .
وبالعودة الى خطة” ذيب” السياسة الامريكية كيري وبالنسبة لقضية اللاجئين الفلسطينين نطالب بتوضيح بعض النقاط :
-اجتماع مجلس الاعيان الاردني وعقد جلسة للاستماع للسيد وجيه عزايزه لشرح كل مايتعلق بقضية اللاجئون الفلسطينيون وحقوقهم ماذا تعني …؟؟ وهل لها علاقة “بالحل العادل ”
– زيارة السيد محمد اشتية لمخيم (السايبر ستي )في الاردن وتوزيع مبالغ مالية للاجئين والوعود بعودتهم الى فلسطين قريبآ …ماذا تعني …؟؟
والجدير بالذكر أن الرئيس محمود عباس طالب الحكومة الاسرائيلية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل عام تقريبآ بعودتهم الى فلسطين واسرائيل رفضت واشترطت تخليهم عن حق العودة …!!
فهل من جديد …؟؟
وبالمناسبة أي تفريط في أي شبر من أرض فلسطين 27 ألف كم ، أو التنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني سيتحمل من يدعي تمثيل الشعب الفلسطيني ومن يقف معه أويسانده من فصائل منظمة التحرير سنحملهم المسؤولية التاريخية عن أي توقيع ينتقص من حقوقنا
لأن هذا التوقيع سيقرر مصيرالموقع في الحياة الدنيا “ولوبعد حين “!! رفعت الأقلام وجفت الصحف