كلنا يعلم أن الأولاد هم نعمة من الله وريحان من الله وعطاء من الله، وهم الثروة في حاضرنا ومستقبلنا ولهذا يقول الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا…)، ومن أجل هذا وذاك خلق الله الأم لتتعهد بما تصنع مع أولادها، فإذا هى حافظت على هذه النعمة والعطاء وضحت بكثير من نفسها ولنفسها، فهى الأم الفاضلة وهى الرحمة والأناة وسعة الصدر بأولادها وبيتها، وهى الزوجة الحانية والأم المربية وربة البيت وزوجة البطل وأم الشهيد وأم اليتيم.
فيختلف حضن الأب عن الأم بمراحل. فالأب لا يستطيع أن يحتضن بين أحضانه لطفله الصغير مثل عواطف وحنان الأم التي تحوطه بالعناية والرعاية وتبسط عليه جناح الرحمة والرأفة في التربية. فهى غريزة أصيلة في الحياة التي تعيش وتسكن الأرض. تعطف وتغذو أولادها وتحميهم من كل سوء قدر استطاعتها، فالأعباء والأحمال كثيرة عليها. والإنسان مهما ويوفىّ حقها فلن يقدر على ذلك مهما طال الزمان، لأنها تعطي ولا تريد، فهي العفة والطهارة وجميع الصفات الجميلة، وهى ملهاة لأنفسنا والمؤنس لوحشتنا، ولهذا فقد كرمها الله تعالى، كما كرمها رسولنا العظيم (صلى الله عليه وسلم).
والأم تضحي بكثير من أجل أبنائها، فقد تحرّم على نفسها الزواج بعد وفاة زوجها، وتعمل بكفاح من أجل تربية أولادها حتى يصبحوا رجال ونساء عظماء في الحياة.
الأم مدرسة الحياة.. وهذه واحدة من الأمهات التي ضحت بأبنائها الأربعة وهى (الخنساء)، فنراها تحارب في معركة القادسية وتقدم أولادها للحرب والذين قضوا نحبهم جميعاً. ولما بلغها خبر استشادهم، لم تفجع، وقالت: الحمدلله الذي شرفني بهم.. وها.. هى قد غابت الشمس بأبنائها، لأنها تعرف أن الشمس سوف تشرق في آفاق الفردوس الأعلى، وأن أولادها سوف يحملونها على بوارق أنهار الجنة، وهى تتفاخر بتربيتهم واستشادهم.. ها .. هى الأم المثالية التي ربت وعلمت وكبرت وضحت وفقدت.
فأمي.. هى أعظم لفظ وأجمل مناداة وهى الطريق إلى الجنة..
ها .. هى أمي كنت دائماً معجباً ومفتخراً بها.. تسحرني كلماتها وتزدهيني توجيهاتها ونصائحها.. هى أولى بالكرم والإحسان، ولها الحمد بعد حَمد الله. رحمها الله ورحم كل أم يتيم وشهيد على وجه الأرض.
محمد شوارب
كـاتب حـر
mohsay64@gmail.com