وعندما أدلو بدلوا في هذه المقدمة البسيطة، فهناك من المضايقات التي قد تضايق كل فرد من هذا الوطن المعطاء، وتوجعه ألاماً أكثر مما هو فيه ويعانيه.
والأكثر من ذلك هو جيرانك الذين تثق فيهم، ويثقوا فيك، وتترك لهم مهمة الأمن والأمان، ولكن دون مبالاة، تفاجأ يوماً ما، من هو يوجعك ويعكر صفوك، وتنخدع فيمن وثقت فيهم وهذا أبشع الصفات الدنيوية.
إن مصر قدمت الكثير للفسطينيين، ومازالت تقدم وستقدم، ويعلم الشعب الفلسطيني ذلك جيداً، لكن عندما توجد فئة أو مجموعة مثل (حماس، الجماعات التكفيرية، كتائب القسام، جيش الإسلام وعرب سيناء الذين يحملون الجوازات المصرية الذين ينتمون إلى إحدى هذه الجماعات)، والموجودين حالياً على أرض سيناء الطاهرة، الأرض التي ضحى جنودنا البواسل من أجلها، والتي عبر من خلالها الكثير من الأنبياء وقصصهم النبيلة، فلا يصح ما يجري هناك، أقصد ما يجرى على أرضنا الحبيبة.
فمصر مهما تكلمنا عنها، لن يكفينا قرناً من الزمان عن فضلها ومواقفها تجاه الأشقاء والجيران.
يا حماس أنت ومن معك من الجماعات سابقة الذكر، من الذي قام بخطف (الضباط الثلاثة وأمين الشرطة)؟ من الذي قتل 21 ضابطاً وجندياً في شهر رمضان الكريم؟ والذي حرم الله فيه القتال أساساً مع الأعداء، ما بالكم وهؤلاء أخوانكم وجيرانكم يقومون بحفظ الأمن هنا وهناك، لنا ولكم. ما ذنب هؤلاء المخطوفين والشهداء الذين هُدرت دماؤهم على أرض سيناء الطاهرة، وتشريد أولادهم وزوجاتهم الباكين ليلاً ونهاراً.
إن أخلاق الإسلام، وتعاليم ديننا الحنيف، لا تحبذ مثل تلك الأفعال والتصرفات الغير مقبولة لنا كمصريين.
نحن المصريين نريد سيناء طاهرة عفيفة، كفى ما جرى على أراضيها في الماضي.
لكن ليس معنى ذلك أن تقوموا بمثل هذه الأفعال. أيضاً عندما قمتم بمهاجمة السجون المصرية، وخاصة سجن رفح والعريش وهربتم المساجين الذين يخصوكم.. نعم.. لقد هربوا، وهذا على لسان حال المساجين المصريين الذين اعترفوا بأن هناك لغة شامية غير مصرية كان يتلفظ بها المهربين. وأيضاً على لسان الفلسطيني (أيمن نوفل) الذي اعترف بكيفية هروبه من السجون المصرية.
وذلك عندما تسللت وحدات خاصة من كتائب القسام لحركة حماس عبر الانفاق المنتشرة على الشريط الحدودي إلى مدينة رفح المصرية، ثم إلى الشيخ زويد والعريش لمساندة بدو سيناء في مهاجمة مراكز الأمن المصرية. وهذه كل القصة على لسان المذكور (أيمن نوفل).
ولا يفوتني في هذا المقام المؤلم عليِّ وعلى كل مصري. أن شهد شاهداً من أهلها وهو مسؤول لجنة فلسطيني، قال بالحرف الواحد: لماذا لم تقتحم قوة حماس سجون الاحتلال بدلاً من السجون المصرية؟.
يا من تسكنون سيناء وهي أمانة وعهده في أعناقكم، لماذا تفعلوا بمثل هذه الأفعال، وغيرها من الأحداث على مر السنين؟.
أيها المجموعات اعلموا جيداً، أن مصر ليست بالهين، حينما تغضب، إنها لا تكبر لأحد إلا الله.
ما ذنب الخطف والقتل لجنودنا الذين هم خير أجناد الأرض ووصى عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
واعلموا جيداً أيها المجموعات أن الله لم يأذن بعد أن يقف أحد أمام العدو الصهيوني. وهذا لم يحدث إلاّ إذا تم التوافق والاتحاد والتراحم بين أطياف الشعب الفلسطيني.
واعلموا أيها المجموعات أن مصر لم تنجرف في معارك مع اسرائيل، إلاّ حينما يأذن رب العزة.
يا حماس أنتِ ومن معك، حاولوا أن تعملوا من أجل وطنكم، من أجل أطفالكم ونسائكم وشيخوكم.
لابد من الحوار فيما بينكم وبين عدوكم وعدوناً جميعاً. إنه أفضل الطرق والسبل إلى النجاح والأمن والأمان.
يقول اللورد البريطاني ولنجتون (لو شهدت يوماً من أيام الحرب لتوسلت إلى الله ألاّ يريك ثانية منها).
نحن نريد سلام.. بلا حروب.. كفانا حروب، مما نحن فيه، إن مشاكلنا الداخلية أكثر منها خارجية.
إن الحروب لا تؤدي إلاّ للخراب والدمار، ومن يقع في الحروب ما هو إلاّ الفقراء والغلابة والمساكين.
حينما يعود الإنسان إلى رشده، فهذا هو السبيل لحياة أمنة له ولشعبه.
يا حماس بحكم العشرة والجيره، اتركوا (الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المصريين)، هذا هو عين العقل والحكمة.
لا تعلموا الحزن الذي يعيشه ويعانيه أهاليهم وأولادهم وجيرانهم.
يا حماس يجب رد الجميل إلى مصر الشقيقة الكبرى لكم وللأشقاء. بل مصر تعطي ولا تأخذ. ولا تنتظر الجميل من أحد على وجه الأرض.
يا حماس إن من عمل معك معروفاً وواجباً وجميلاً، فيجب أن يقابل بالمثل.
يا حماس انشروا الخير والسلام تجدوا السعادة والهناء، حتى تبدأ دولة فلسطين من جديد بسواعد شبابها ورجالها.
حماك الله يا مصر
بقلم: محمد شوارب
كاتب حر