هل سنشاهد ألعابا نووية؟
هل العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة؟ بالطبع لا نتمنى ذلك، لأن حجم الدمار سيكون هائلا،ولن تكون بقعة من بقاع الأرض بمنأى عن آثار هذه الحرب سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.لكن ما يحدث فى العالم هذه الأيام يجعل احتمالية الحرب تستعصى على الاستبعاد.
فهذه المناورات العسكرية المتكررة فى منطقة الخليج سواء من جانب ايران او من جانب أمريكا وحلفائها،والمناورات الروسية منذ حوالي شهر أو أكثر في البحر المتوسط،وبقاء الأسطول الروسي فيه،والمناورات الروسية المفاجئة في أواخر مارس الفائت في البحر الأسود،كذلك ارتفاع حدة التوتر بين شطري شبه الجزيرة الكورية،وقطع الخط الهاتفي الساخن بينهما،واستعراض القوة المتبادل بين واشنطن وبيونج يا نج ،كل هذه مؤشرات مقلقة على ارتفاع حدة التوتر بين معسكرين عالميين سنحاول إلقاء الضوء عليهما .
بدأت ملامح الاستقطاب والتوتر تظهر بين هذين المعسكرين،وتتضح رويدا رويدا خلال العقد الماضي.
فالمعسكر الأول :- هو المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، ويمثل حلف الناتو الذراع العسكري له ، وهو معسكر قديم جديد ، وما زال يبسط هيمنته العسكرية والسياسية علي أهم بقاع العالم مثل أوربا وتركيا ومنطقة الخليج وجنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا ويتحالف مع إسرائيل
المعسكر الثاني:- هو الذي بدأ يتكون فعليا خلال العقد الأخير بقوة دافعة من التهديدات الاستراتيجية التي تتعرض لها الدول الفاعلة في هذا المعسكر علي أيدي معسكر حلف الناتو،وكذلك لتحصيل النفوذ والثروة من مناطق العالم المختلفة . بدأت نواة هذا المعسكر تتكون من روسيا والصين وهما الدولتان الأكثر استهدافا من أمريكا وحلفائها ، وسرعان ما تشكل لهذا التحالف ذراع شيعي ضارب في المنطقة العربية ويتكون من إيران-العراق-سوريا-حزب الله اللبناني،وهذا الذراع الشيعي قد أجج بكل تأكيد الصراع الطائفي في منطقة مثخنة بالجراح.ثم بدأ هذا التحالف يستقطب دولا لها وزنها مثل الهند والبرازيل وجنوب افريقيا مع الصين وروسيا فيما يعرف بتحالف دول البيريكس .
ولا يفوتنا التنويه علي أن هناك قوة مستقلة تعمل في مناطق متعددة من العالم الإسلامي،وهي الحركات الجهادية المقاومة الإسلامية في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها.
والواقع أن هذه الحركات الجهادية الإسلامية هي التي أنزلت معسكر الناتو من عرشه،وأوقفت تفرده بالهيمنة على العالم ليصبح اليوم في حلبة الصراع الدولي مع المعسكر الروسي الصيني،ولهذا يشهد العالم حالة عدم استقرار،وفشل في المنظمات الدولية.وتلوح في الأفق نذر حرب عالمية ثالثة لحسم هذا الواقع المتخبط،وار ساء توازن قوى دولي جديد.
ما هي أهم نقاط التماس الساخنة بين المعسكرين؟:
1) منطقة الخليج:حيث الأطماع الإيرانية في دول الخليج،وحيث الاستهداف الأمريكي لإيران لكونها بوابة جغرافية استراتيجية لروسيا،ومصدر أساسي للنفط للصين.
2)شبه الجزيرة الكورية:التواجد الأمريكي في كوريا الجنوبية يهدد الأمن القومي الصيني مباشرة،ولذلك فإن كوريا الشمالية هي في الحقيقة خط الدفاع الأمامي للصين ضد التهديد الأمريكي
3)الدرع الصاروخية ” الدفاعية ” الأمريكية المنصوبة في أوروبا : تري روسيا أن هذه المنظومة العسكرية تهدد أمنها القومي بينما تتجاهل أمريكا هذا القلق الروسي .
4) الحرب السورية : كانت ولازالت حربا بالوكالة بين المعسكرين رغم دخول طرف ثالث فيها وهي الحركات الإسلامية الجهادية ، والتي يتفق المعسكران على عداوتها .
5) الصراع بين الصين واليابان على بعض الجزر .
بقي أن نقول انه إذا نشبت الحرب فلن يستبعد أي سلاح من الاستخدام .وكلا الطرفين يمتلكان ترسانة نووية هائلة يمكن استخدامها برا وبحرا وجوا .
د/ ربيع علي محمد
Doctor_eg22@yahoo.com