منذ ان حدثت الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وخسرت فتح ماخسرته , كان ترهل الوضع التنظيمي ونزول الكثيرين من المحسوبين على الحركة بشكل فردي مما ساهم فى تشتت الاصوات وذهابها هنا وهناك سببا في ذلك , واصبح لزاما انذاك وضرورة لعقد المؤتمر السادس للحركة حتى يلملم جراح الحركة ويكون جامع لابنائها سواء فى الداخل او الخارج من اجل النهوض بالمشروع الوطني ومن اجل ان تستعيد فتح عافيتها وكان هناك اصرارا لدي الغيورين بالحركة على ضرورة الاسراع فى التحضير من اجل البدء فعليا بالمؤتمر والوقوف على التجهيزات اللازمة له والوقوف على قضايا هامة منها سقوط غزة ومناقشة عملية السلام المتعثرة انذاك وحول وضع برنامج ورؤية فتحاوية شاملة تحررية يتم فيها الاتفاق على خيار المقاومة الشعبية والعمل على تشكيل حشد اعلامي بدرجة اولى وتكوين وتدريب كادر فتحاوي امني وسياسي واعلامي في الداخل والخارج من اجل دحر الاحتلال وتحرير الارض والانسان .
من هذا المنطلق استعادت الحركة عافيتها من ناحية اعادة بناء الاطر الحركية وتشكيل الاقاليم وتوجت بنصر كبير في احياء انطلاقة الثورة في غزة في شهر يناير 2013 حيث اثبتت الجماهير وجودها ودورها الخلاق في اعادة الاعتبار للحركة والعمل الوطني والتنظيمي وكان للاعلام دور هام وكبير في ذلك .. وتعتبر لجان الاقاليم داخل الوطن وخارجه العمود الفقري الفعال لتماسك الحركة وبالتالي يترتب على اي لجنة اقليم تريد ان تعمل دوراً ديناميكيا وناشطاً بأن يكون لها رأي وموقف ازاء مايحدث في الوطن والساحات والاقاليم الخارجية وضمن الاطار الديمقراطي الذي تؤمن به حركة فتح وبما لا يتعارض مع خطها السياسي .. وضمن هذه الجهود تسائل كل من هو غيور على الحركة الاسئلة الهامة التالية: اين هو اعلام حركة فتح سواء المرئي او المسموع او المكتوب ؟ و اين دورها التعبوي والتثقيفي وبصماتها في الحراك الجماهيري لشعبنا ومن خلال تلك الاسئلة تتضح اهمية الاعلام لأي لجنة اقليم تريد ان تقدم للوطن ويكون لها دور ديناميكي يُشعر شعبنا ان وراءه قيادة مسؤولة هدفها العمل والانجاز
ان اقترح الغيورين على حركة فتح عزمهم إنشاء فضائية تلفزيونية خاصة تكون ناطقة باسم الحركة ليس جديداً وهو بالتأكيد مطلب حركي وجماهيري منذ سنوات طويلة .. بل إنه مطلب سياسي لفصل الخطاب الإعلامي التابع للدوائر السياسية كلياً عن الخطاب الحركي والثوري “المقاوم” لاسيما وأن حركة فتح هي قائدة حركة التحرر الوطني الفلسطيني ولها الباع والخبرة في المجال الإعلامي الذي ترأسه الشهيد القائد “ياسر عرفات” منذ انطلاقة فجر الثورة الفلسطينية، أي قبل نصف قرن من الزمان حيث كان الناطق الإعلامي للحركة، كما عكف الشهيد الرمز ياسر عرفات على أن يكون للإعلام الفلسطيني دور متوازي مع لغة البندقية التي رسمت المشروع الوطني الفلسطيني نحو الدولة الفلسطينية التي وضعنا على أعتابها.. لذلك كان هناك عدد لا بأس منه للإذاعات التابعة للثورة الفلسطينية كصوت فلسطين وبعضها كان ناطق باسم فصائل المقاومة التي يغلبها طابع السرية في العمل خشية من الاستهداف الإسرائيلي لها، كما جند الرئيس عرفات عدد لابأس به من المطبوعات والنشرات “صحف ومجلات” ومراكز للأبحاث جميعها كانت تصب نحو إبراز الهوية الوطنية والتاريخية وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقاومته المشروع ومواجهة الحملة الاسرائيلية المغرضة التي تسعى إلى طمس الحقيقة. لذلك كان اقتراح إنشاء فضائية واعلام ينطق باسمنا فخر لنا جميعاً وإضافة نوعية للثورة الفلسطينية حتى يكتب لها البقاء بمعنى أنه هدف فلسطيني في المقام الأول لأننا نعي ومعنا كل المؤمنين بالتوعية الفكرية والثقافية والاعلام أهمية دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة الحملات الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية في الخارج الهادفة إلى استمالة العقول وإخفاء الحقيقة وتحريفها في ظل تراجع الإعلام الفلسطيني المحلي “المرئي والمسموع والمقروء” بعضه كرس مجالاً وحيزاً واسعاً في إثارة الفتنة والنعرات الفصائلية والحزبية وقد لمسنا ذلك بالفعل أثناء الانقلاب وما بعده، حيث كان له دور مساعد مع لغة الرصاص والقتل، ولا يزال يؤدي دوراً سيئاً في خطوة منه لغرس ثقافة العنف، وزعزة الاستقرار السياسي والاجتماعي، والنفسي لجماهير شعبنا الفلسطيني من هذه القنوات من يقود حرب إعلامية نفسية داخلية مست وطعنت قيادات فلسطينية ثورية وتاريخية، بل إنها ألحقت الضرر بالمسيرة التاريخية والدينية والمهنية، لذلك نحن بأمس الحاجة إلى إعلام نزيه يحمل همومنا الوطنية وعبئ القضية… إعلام يعيد الثقة لشعبنا بقيادته وقضيته الوطنية ولمشروعنا الوطني برمته وعلى رأسها المقاومة الشعبية والثقافية في مواجهة إعلام العدو الذي أُفرغت الساحة إليه كي يصدح في المحافل الدولية .. وقد كان له دور بارز في تجنيد الرأي العام الإقليمي والدولي في حربه الأخيرة على قطاع غزة وفي تبيين اننا كفلسطينيين اثنان ولسنا واحد المقصود الانقسام الفلسطيني لذلك كان اقتراح إنشاء فضائية فلسطينية وصفحات تواصل اجتماعي فيسبوك وتويتر واذاعات صادقة أمينة تعي مصالح شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية التي تتعرض إلى أشرس هجمة بحقنا تهدد وجودنا وحلمنا، لذلك جميعنا مطالبين بدعم إنشاء هذه القنوات الاعلامية لحركة فتح وناطقة بلسان لجان الاقاليم الداخلية والخارجية حتى تتكاثف الجهود ونشكل لوبي اعلامي يعمل لصالح قضيتنا ولفضح جرائم الاحتلال وكشف زيفه خاصة وأن هناك تراجع وعزوف الشارع الفلسطيني والعربي عن مشاهدة ومتابعة عدد من المحطات المحلية والإقليمية ووسائل الاعلام المأجورة التي أفرزت نفسها وانكشفت على حالها .. وقد صُنفت نتيجة بعض الأحداث المؤسفة لقائمة الإعلام المنحاز بل الإعلام الممنهج والهدام والضيق التابع سواء كان حزبي أو يخدم أهداف خارجية أو أجندة إقليمية… فحركة فتح بأمس الحاجة اليوم إلى إعلام مستقل لها ويكون لها فضائية تلفزيونية مرئية ومسموعة ووسائل وقنوات اعلام عبر فيسبوك وغيرها حتى تدافع عن حقها ووجودها لتتصدى للحملة المغرضة الممنهجة الهادفة إلى شطبها في ظل سياسة السكوت والتقاعس وغض البصر عن مئات الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب في قطاع غزة والضفة الفلسطينية بحق أبنائها وأنصارها من الاحتلال والمختلفين معنا في الرأي للأسف …ويثبت ابناء حركة فتح كلما مر الزمان أن الحركة جديرة وقادرة عبر كوادرها وطاقتها الكامنة وإعلامها البسيط “مواقع الانترنت” في إبراز جزء من الحقيقة وتدعيمها بمشاهد حية وموثقة لدحض ادعاءات الاحتلال وسياسته الممنهجة لطمس هويتنا . وأخيراً نطمئن جماهير شعبنا الفلسطيني وأيضاً المشاهد العربي بأن لو كتب لحركة فتح النجاح في إنشاء فضائية تلفزيونية وقنوات ووسائل اعلام عبر الانترنت وغيرها فنتوقع بأن تكون مميزة هدفها الأول الدفاع والتعبئة الشعبية ولن تندفع وراء حملات التشهير والتخوين الهادفة إلى تفريغ محتوى خطابنا التعبوي أو حرف أثيرنا الوطني الثوري والتحرري المستقل والتاريخ يشهد بصدق نوايانا…….. وإلى الأمام للنهوض بحركة فتح شعلة الثورة ورائدة المشروع الوطني … بقلم : مصطفى ابراهيم الهدهود