الأدب الإلكتروني : وهو الأدب الذي يتحدث عن عالم الرقيمات وما يحدث في داخله. فيصف كل مناحي الحياة الإلكترونية: الحب، الصداقة, الفن, التسوق,الأدبيات الحياة الالكترونية ..الخ
والأدب الإلكتروني ليس كما يعرفه البعض أنه ” الأدب الذي يكتب بدون قلم وحبر وورقة “, لأن هذا الأخير هو نفسه الأدب الطبيعي أو الحالي ولكن تختلف طريقة كتابته و ونشره ولكن المنتج واحد بالنهاية…
إذاً يجب أن نفرق بين الأدب الإلكتروني, وبين الأدب الذي ينشر إلكترونياً…..
الأدب الإلكتروني : هو الذي يتحدث عن ما يحدث في داخل العالم الإلكتروني, وهو جديد جداً, وقد لا يجد تقبلاً عند الطبقات المختلفة بشكل كبير, أو قد يجد تقبلاً بشكل كبير, وهذا يختلف حسب استخدام المتلقي للانترنت ومعرفته فيه ..
الأدب الذي ينشر بطريقة الإلكترونية: وهو أدب الطبيعي ولكن تختلف طريقة نشره من الورقي إلى الإلكتروني..
الكائن الإلكتروني والأدب الالكتروني ..
لماذا الأدب الإلكتروني؟. أو لماذا علينا أن نكتب عن الحياة الإلكترونية؟. أو لماذا الحياة الإلكترونية بالتحديد؟…
لأننا شهدنا تطور في السنين الأخيرة, أثر على حياتنا بشكل فعلي وسريع جداً, نقلنا من حياتنا الواقعية, ووضعها في العالم الإلكتروني.. وعلى العكس أصبح العالم الإلكتروني هو العالم الأقرب إلينا من العالم الحقيقي, فأصبحنا كائنات إلكترونية …
لماذا أصبحنا كائنات إلكترونية؟ .
لعدة أسباب:
– إمكانية الوصول السهلة وغير المكلفة …
– باب للترويح عن النفس والهروب من الواقع ….
– تشكيل الشخصية التي كنا نتخيلها لنفسنا بسهولة …
– إمكانية الوصول إلى المعلومة بيسر…
– إمكانية التواصل بعد اختصار المسافة الجغرافية…
أسباب أو مغريات كثيرة حوّلت الإنسان إلى إنسان إلكتروني, يسبح في عالم من الرقيمات …
إذاً لماذا علينا أن نكتب أدباً في العالم الإلكتروني؟
باختصار لأن نسبة كبيرة جداً من المجتمعات أصبحت كائنات الكترونية, لا تتعامل مع العالم الواقعي, إلا في المأكل والمشرب والحاجيات اليومية البسيطة ..
ولأن الأدب يكتب للشعوب أو للعامة أو المثقفين أو لكل طبقات الشعب. لذلك يجب على الأدب تطوير نفسه, أو خلق أدب جديد يسمى الأدب الالكتروني ..
أما إذا عدنا إلى السؤال الأول من الفقرة, لماذا الأدب الالكتروني، فلعدة أسباب منها:
– من أجل تهذيب الإنسان الالكتروني..
– من أجل خلق أدبيات إلكترونية فعلية في مجتمع إلكتروني جديد..
– من أجل أن يكون هذا الأدب الوليد قادراً على الوصول إلى مستخدمي الإنترنت بطريقة أسرع وتأثير فيهم..
– وأخيراً من أجل تقليل الحجم الهائل من السلبيات لشبكات الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وزيادة الإيجابيات قدر الإمكان …
اللغة الإلكترونية:
لكي لا نكسر اللغة العربية من جهة, ولكي نواكب التطور الذي حصل والكلمات الجديدة والتي ربما أو أكيد ليس لها كلمات موازية في اللغة العربية. ولكي نطور في الأدب الالكتروني. ولكي يكون الأدب بنفس لسان المتحدثين به. ولكي نكسر القاعدة بطريقة قواعدية .. يجب علينا أن نعمل على تشكيل أو بناء لغة إلكترونية. وهي اللغة العربية وقواعدها, ولكن يجب إضافة مصطلحات من الإنترنت, وهي التي ليس لها تعريب, أو تعريبها غير مفهوم, أو هي كمصطلح أقوى على المتلقي من التعريب بشكل كبير, نتيجة استعمال المتلقي لهذا النوع من المصطلحات بشكل يومي وكثير ….
مجالات الأدب والفن الإلكتروني :
كثيرة هي المجالات التي يمكن الكتابة فيها عن الحياة الإلكترونية, فيمكن كتابة القصص الإلكترونية التي تتحدث عن العالم الإلكتروني, وما يحدث فيه من قصص ومواقف إلكترونية… كما يمكن كتابة الشعر الإلكتروني. هذا المجال يصعب إيجاد بيئة حاضنة له ومساحة واسعة أو مؤثرات جديدة تؤثر فينا… كما يمكن كتابة رواية تكون فيها الحياة الإلكترونية عامل مهم فيها.
المسرح والسينما والدرما : هي من أوائل الفنون التي يجب أن تكتب عن العالم الإلكتروني , لأن المسرح وباقي الفنون يجب أن يمشي جنباً إلى جنب مع مسيرة الشعوب نقداً وتوضيحاً..
وأخيراً … قدمت في هذا المقال بعض المقترحات والتعاريف عن الأدب الإلكتروني, ولماذا يجب علينا أن نكتب في هذا المجال المهم جداً..
– سأقدم بعض الأمثلة عن القصص التي كتبتها في الأدب الالكتروني .. تحت اسم ” قصص رقمية ” :
” المنتصف ”
” أنتِ سر ابتسامتي ” … كتب لها على الدردشة بعد أن بعث لها الوجه الضاحك ..
فكتبت.. ” وأنت سر تعاستي ” .. وبعثت الوجه الباكي ….
لم يستوعب الفكرة, فكلمة تعاسة صفعته على وجهه بلؤمها. وأصابه الغضب في منتصف قلبه, ثم انتقل بسرعة هائلة إلى باقي أعضاء الجسم, وعندما وصل الغضب إلى أصابعه اقفل الدردشة في وجهها, ورحل بعد أن سجل خروج.
هي…
إقفال الدردشة في وجهها, أصابها بصدمة, مما أدى إلى زيادة تعاستها, وتكاثر نوع من الكره على هذا الحب الالكتروني …
فكتبت له: التعاسة تتعلق بشكل مباشر بالحب … والابتسامة تتعلق بشكل مباشر بالضحك … كمية المواقف, وطريقة أخذها لا تتعلق بالصدق والحق… كانت ردة فعلك أكبر من ردة فعل الإنسان الطبيعي, وأغبى من الإنسان المحب….. ” ثم أكملت ”
المشكلة بالأسلاك، فأسلاك الانترنت باردة, ولا تنقل الصدق وحرارة الحب .. بل على العكس تتحمل كمية كبيرة من الكذب والمشاعر المزيفة…
ابتسامتك تدل على التسلية, وتعاستي تدل على الحب , والتسلية والحب لا يلتقوا لا في الواقع ولا على الإنترنت.
شكراَ على الحب الزائف……
ثم ألغت الصداقة والحب في آن واحد, بعد أن أقفلت باب قلبها مع باب الصفحة وهي تكبح جموح مشاعرها ودموعها, وتطرد برجلي كبريائها بقايا حبه..
هو…
لقد دخلت كلمة تعاسة بشكل صاعق في إذنيه والتقت مع صور الوجه الباكي في مخيلته, وبما أن المخيلة لا تعتمد على العقل في عملها, بل على ردات الفعل السريعة, أعطت أمر بارتفاع سريع للضغط والغضب وانتشاره في كامل أعضاء الجسم , وأخذت ردات الفعل طبيعية تأخذ مفعولها في إقفال الدردشة وخلق حالة من التساؤلات … هل كان حبي لها سبب التعاسة… هل كانت تحبني أم تتسلى ..
الحب يزرع الفرح والبغض يزرع التعاسة .. ثم لماذا لم تقل لي أن هناك شيئاً جديد حصل …بعد كل هذه المشاعر والمحبة والإخلاص تبادرني بهذه التعاسة وهذا الكره…
آخذت هذه التساؤلات تتوالى عليه وتطن في رأسه, وبعد فترة عندما فتح الفيس بوك, ووجد رسالتها, أصابه نوع من تأنيب الضمير فكتب لها : الحب يعتمد على التوافق في المشاعر والوجوه, وكل شخص يفهم الحب على طريقته, وليس في الحب طريق واضح أو قواعد ثابتة, وإنما الجميل في الحب عشوائيته, فالحب بلا قواعد, بل يعتمد أولا وأخيراً على التوافق, والالتقاء في المنتصف …
ثم بعث لها طلب جديد, وحب جديد, وأقترب من المنتصف أكثر ….
……………………………………..
” خلسة ”
دخلت تتسلل على رؤوس أصابع يديها إلى الصفحة
قلبت بخفه أقلامي, كتبي, مقالاتي المفضلة
دخلت تستكشف صوري الشخصية والعامة
بحثت في الملاحظات عن أسماء وصور
ثم خرجت كما دخلت مغلقة باب الصفحة
عندما دخلّت, عرفتُ على الفور أنها دخلت خلسة
الأرض حريره…
الأقلام والكتب معطرة بالياسمين …
والأهم من هذا, وجدت بصمات أصابعها
بين الكلمات تزهر ربيعاً………………