القاتل عربى والمقتول عربى والمستفيد أجنبى
بداية لم أكن أتصور أن يبقى ما سموه الربيع العربى في الدول العربية حديثة الثورات القتل والتدمير وإزهاق الروح الأدمية والبشرية بهذا الحجم والجرأة والإمعان في هدر حياه الألاف
، فقد ثبت يقيناً أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية باتت تحيك اللعبة كما تقول العامية , اللعب على المكشوف ،
فكما جرت العادة إبتعد دعاه الديمقراطية والإنسانية من الساسة الأوروبيين وأصحاب الإمبريالية الأمريكية من الحديث عن الدماء التى سالت كيف لا وهم من عززوا ذلك لإيمانهم المطلق أن مصالحهم باتت اقرب بالكسب في هذه التناقضات لكسر الإرادة العربية ولإشتعال الشرق الأوسط بالنيران والدماء .
كيف لا والإمبريالية الأمريكية التى تتورع بإنها رمانة الميزان وإله العدالة والإنسانية كيف لا وهى من قضت عرقيا على الهنود الحمر وأسست دويلاتها على جماجم هؤلاء وأغرقت الفيتناميين ببحر من الدماء وإقتلعت الإنسان والشجر والثمر في هيروشيما وناجازاكى ، عوضا عن ممارستهم التمييز العنصرى منذ بداية الستينات إلى يومنا هذا.
لم يكن حلف الناتو يومآ ما حليف للخير والحق فإمعانهم في تكريس التقسيم لجغرافية الوطن العربى هو مؤشر خطير لضياع أمة ، فلا تاريخ سيرحم ولاقومية عربية سترد كرامة الخائبين فعندما إستطاع هؤلاء تمكين رجالهم في مختلف بلاد ما يسمى بالثورات بمزيد من أسلحة الفتك وتحويل اليورو لجيوب من أسمتهم مقاتلين باحثين عن حريتهم إستطاعت حسم مسألة حاجز الدم العربى فقد أصبح القتل أسهل ما يكون عندما تجد جثة ضابط وبرأس هذا الضابط 23 طلقة عن قرب فأنه ينامى إلى الأذهان أن ما يحدث هو قتل المعايير الدينية والإسلامية والأخلاقية والإنسانية لهذان المتقاتلان فذاك يبحث عن حماية عرش ويعتقد أن من أمامه هو شخص خارج عن الصف وجاسوس طوعى للإستعمار ، والثانى يرى في هذا الجندى والضابط هو الكفر والإلحاد وأنه غير مؤتمن على شعبه ووجب قتله ،
محوران متعادلان في ثقافتهما ، فكلاهما إنعدم الأفق لديه وإنحسر بشئ واحد وهو القتل ،
فهلا نهضت أمتنا من سباتها العميق ,
ماذا سيسجل التاريخ عن هذه الحقبة ،
ماذا سوف نقول وندعى للأجيال القادمة ،
بقلم الباحث : محمد سعيد جربوع