لكن يجب ان نسأل انفسنا ما حجم خسارة الارواح والاموال بجق الشعب السورى فى هذه الحرب العقيمة والتى لم تجلب للشعب السورى الا الدمار والقتل
والاغتصاب والتهجير وكل انواع الاذلال .
لا ننكر ضرورة الثورة فى وجه كل نطام استبدادى وطائفى قمعى كنطام اسرة الأسد ابتداء من البعثى حافط الأسد ومرورا بابنه الوارث من والده حكم سوريا بشارالأسد بدون وجه حق متعامين عن حق جميع طوائف الشعب السورى للشراكة فى الحكم, ولكن عندما تنوى شئيا مصيريا كتغيير نطام بلد عريق ك سوريا لابد من التخطيط الدقيق واخد الحساب بكل الاحتمالات والمقارنة بين السلبيات والايجابيات التى تترتب على هذا القرار فى المستقبل , لأن مثل هذه الأمر امور مصيرية وكبيرة جدا جدا ولا يمكن المغامرة عليها بدون تريث وطول نطر وقد تكلف غلطة صغيرة وطنا باكمله يعيش فيه ملايين من الناس حياتهم واموالهم ومستقبلهم دون رجعة !وهذا بالفعل ما حدث فى سوريا.
الثورة السورية بالمقارنة بشقيقاتها فى الربيع العربى , ك تونس, ليبيا , مصر , اليمن الجزائر لم تنجح باسقاط النطام او ربما لم تكن يراد لها ان تنجح ابدا , وقد نجح كل شعوب الربيع باسقاط الدكتاتوريين بمدة قصيرة, على الرغم من ان بعضهم لم يفلحو بثورتهم وفق الحلم المنشود, فليبيا مثلا دخلت حالة من الفوضى والتقاتل الداخلى , واما مصر انتخبت رئيسا مدنيا وقام العسكر بانقلابه والقائه خلف القضبان وتحويله الى مجرم يحاكمه المجرمون !وهذا بمباركة امريكية واقليمية وهذه ليست جزافا وانما حقائق ارتسمت فى ارض الواقع.
قد يجادل البعض ان قوات اقليمية تدخلت فى حرب سوريا ك روسيا ومليشيات طائفية متحالفة مع الرئيس بشار الأسد متكونة من حزب الله اللبنانى( درع ايران فى المنطقة) ومليشيات شيعية من العراق وافغنستان وباكستان ودول اخرى, وهذا وقف عائقا امام الثوار بتحقيق هدف الثورة باسقاط نطام بشار الأسد, ولكن قبل ان تدخل روسيا من كان مع النطام قبل تذخل القوات العالمية فى حربه ضد الثوار؟ بغض النطر عن المساندة الساسية.
رغم ان الثوار نجحو بطرد قوات النطام من مدن عدة , الا ان النظام بات يحكم المدن المحررة من الجو وباتت تحت رحمة طائرات النطام التى تضرب اى شئ يتحرك حتى الحيوانات لم تسلم من ضربات النطام البهلوانية والوحشية ايضا, والنقطة التى يستغلها النظام لاستمرار صموده وتمكنه من تجنيد الشباب للقتال فى صفوفه هو بروز المساندة الاجنبية الواضحة فى جانب الثوار بالاسلحة والمال والرجال, رغم ان هذا ضرورى بالنسبة للثوار ولكنه فشل استراتيجى واضح.
لا شك ان النظام فى سوريا كان قوة بارزة على صعيد المنطقة والعالمى بامتلاكه الاسلحة الكيماوية وطائرات متقدمة ودبابات عصرية اضافة الى كل مقومات الجيش القوى بريا وبحريا وجويا, اختلفنا معهم او نتفق معهم لا يمكن التعامى عن كل هذه الحقائق الوضحة, ولكن القشة التى قصمت طهر البعير ان هذا النظام القوى العربى القومى ركز كل جهوده لتمثيل طائفة معينة وتهميش كل الطوائف الاخرى وبالاخص الطائفة السنية التى هى الغالبية فى سوريا ! والتمسك بعناده بكل مقاليد الحكم بكل صغيرة وكبيرة, وهذا خلق اختناقا وغضبا داخليا للشعب حتى بعض الطائفة العلوية التى ينتمى اليها الرئيس بشار الأسد والذين خرجو للاعلام ليضمو كلمتهم للثوار واوضحو انهم يرفضون دكتاتورية ووحشية بشار الأسد وعائلته الحاكمة, وهذا الغضب الشعبى جعل كثيرا من القوى المتربصة على النظام السورى واكثرها الدول الغربية بقيادة امريكا واخرى فى المنطقة يستغلون الفرصة ليتطاهرو انهم مع الشعب لاسقاط بشار الأسد (لمصلحتهم الخاصة) ولكن السؤال كيف لعدو بلدك ان يحررك ويخلص النية فى ذالك؟ هذا هو السؤال الذى على السوريين ان يتفكرو فى جوابه, واتساءل متى اصبحت امريكا تناصر الشعوب المسلمة والعربية والكل يعرف تدميرها لاكثر القوى البارزة فى الوطن العربى والاسلامى ؟ كيف وهى التى اسقطت صدام حسين رمز العروبة وصقر العرب كما يحلو لمحبيه ان يسموه ؟ والأمر الذى اقنعت الجميع بما فى ذالك الدول العربية المجاورة انه يمتلك اسلحة نووية ولم يلبثو حتى قالو لنا بلسانهم وليس من موقع ويكليكس ان صدام لم يكن يمتلك اسلحة نووية ابدا! يا مسلمين ويا عرب اسألكم ان كان لكم ضمير وحس هل تصدقون امريكا لتحرر السوريين من بطش بشار؟ اتحدى اى واحد يجيب على هذا السؤال ويوضخ السبب.
انا لست مع النظام ابدا ولا يمكن لعاقل ان يرضى عن افعاله ابدا , ولكنى ايضا واكثر من بشار لا يمكننى ان اصدق امريكا وحلفاءها انهم يحررون سوريا ومن يصدق ذالك فاليصدق ايضا ان الذئب يرعى الاغنام , وان الثعلب يدافع عن الارانب.
ان حل سوريا اولا واخير فى يد السوريين ولا يمكن ان يتحقق على يد الاجانب ابذا هذه هى الحقيقة التى يجب ان يعرف الكل وعلى السوريين ان يتواصلو معهم فهم شركاء فى هذا الوطن وان اختلفت أراءهم ومذاهبهم واعراقهم , ولا شك ان نظام بشار فى اشد حالات الوهن وبات يتيقن قوة المعارضة وان جيشه لا يمكنه الصمود امام الملايين من الشعب اكثر ما صمد ويفكر بالتصالح لكيلا يلاقى مصير القدافى , وعلى المعارضة ان تتوخى الحذر من خداعات الغرب الذين ليس لهم هدف الا تدمير سوريا وجعلها نسخة من النظام الطائفى فى العراق وبقاء الأسد خير من خدعة امريكا “بمبدأ اخف الضررين” (وهذه عبرة لمن يعتبر)
كاتب صحفى صومالى