يغرّد البلبل فى الرياض السالمة .
قطوفها دانية .
وثمارها خضراء يافعة .
واغصانها تتراقص غضّة ضاحكة .
يرد ماءها الجارى فيرْتوى باسما.
حامدا .
راضيا .
ا~منا .
ينفش ريشه كرافع راية بيضاء .
يغنى مع خرير الماء .
ويرْقص على هزبز الاغصان .
ويرْتع بين اشجارها فى امان .
ينام بالاوْكار .
ويطْعم اولاده الصّغار .
………
على احد الاغصان ظل يقهْقه.
ياتى ويذهب ويفدْفد .
يقْفز .
يرفْرف .
يرْتع .
ثم ثبت تعبا .
ياخذ انفاسه لهثا .
الا ان يطير بطعام اولاده نشطا .
……………..
تسلل اليه ثعبان من قبيلة قابيل جائع حسد ا.
ساخطٌ ابدا .
صاخبٌ مثرثرٌ طغيانا وكبْرا.
اراد ان يستعمر الرياض ويسْفك فى العصفور دما .
فناداه ولده العصفور ان يا ابى تنبه .
وخلفك فاحذر .
ابعد واجرى .
ويا حسرةً ما سمع المسكين دعاء النجاة .
وظلّ يحمْلق فى طعام ولده من الزاد .
فانقضّ الثعبان وفحَّ .
وعلى جسد الامين التفَّ .
وسيطر وتمكن واغترًّ .
…………….
قال العصفور للثعبان ويلك .
لا تبدل الماء بالدماء .
والنماء بالبوار .
والفرحة بالبكاء.
ولا تسنّ فى الرياض الهلاك .
قال الثعبان للعصفور اسمع .
البقاء للاقوياء .
ولاصحاب الحيلة والدهاء .
الا يسرّك ان تحيي فى بطنى ؟
وتكون لى طعْما وطاعة فى امرى .؟
ان القوى رب الضعيف يا هذا .
وهذه سنة رياضك ما دامت على الارض يا هذا .
فسلم واستسلم واقنع يا هذا