حصل موقع مختص بشؤون الأسرى ” فلسطين خلف القضبان ” ، على النص الكامل للوثيقة السرية التي أتاحت تعذيب الأسرى واعتبرت أول من وضع الأساس لقانون فعلي يسمح بتعذيب الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي .
تلك الوثيقة التي كشفت عنها صحيفة ” يديعوت أحرنوت ” الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي ، والتي اشارت في تقريرها أنها أعدت من قبل جهاز المخابرات العامة ( الشاباك ) وتتيح لهم استخدام وسائل تعذيب جسدية ونفسية غير تقليدية .
وينشر ذات الموقع ” فلسطين خلف القضبان ” جزءاً من نص التقرير الذي نشرته الصحيفة الاسرائيلية ” يديعوت أحرنوت ” يوم الجمعة الماضي عن الوثيقة وما تناوله التقرير من نصوص تلك الوثيقة:
( يكشف النقاب هنا عن وثيقة أعدتها أجهزة المخابرات الاسرائيلية وصنفت كـ ” سرية جداً ” تسمح باستخدام أساليب تحقيق غير عادية وغير تقليدية ضد معتقلين أمنيين، وهذه هي الوثيقة التي مكنت المحققينطوال السنوات الماضية من استخدام أساليب الصفع على الوجه والهز العنيف والمستمر، والحرمان من النوم، ومن المأكل والمشرب ، وتغطية الرأس بكيس نتن ذي رائحة كريهة، والشتم والتهديد كأساليب تحقيق مع المعتقلين الامنيين الذين يرفضون التعاون ويعتبرون “معادين ) .
بعد توصيات لجنة لنداو
وصيغت الوثيقة في اعقاب التوصيات السرية للجنة لنداو، التي شكلت عام 1987 ، وحددت الاجراءات الجديدة بناء على ما اكدته لجنة لنداو وتمت المصادقة عليها من قبل الكنيست الإسرائيلي .
ملحقان
ارفق بالتقرير النهائي للجنة لنداو الذي اثار في حينه عاصفة هوجاء ملحقان، الاول تناول بحث تصرفات “شاباك” امام المحاكم، ونشر هذا الملحق الذي تناول الشهادات الكاذبة، التي يدلي بها رجال الشاباك امام المحاكم بصورة دائمة، ونفيهم استخدام التعذيب من اجل الحصول على اعترافات واستنكرت اللجنة بحدة الشهادات الكاذبة لكنها اوصت بعدم اتخاذ اجراءات جنائية ضد رجال “شاباك” المتورطين بذلك.
اما الجزء الثاني من التقرير والذي وصف بـ “سري جدا” فقد عرض على عدد قليل جدا من اعضاء الحكومة و”شاباك”، وقسم الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي، وتضمن هذا الجزء توجيهات اللجنة بخصوص اساليب التحقيق غير العادية التي يستطيع جهاز “شاباك” استخدامها منذ نشر التقرير فصاعدا .
تعريفات
وتعرض الوثيقة تفاصيل حول التعريفات التي يمكن من خلالها تحديد من هو “المحَقق معه – المعادي” وما هي الحالات التي تضفي مصداقية على استخدام الوسائل غير العادية معه والمحقق معه – المعادي” هو الذي يتوفر فيه شرط او اكثر من هذه الشروط:
1- لا يرد على اسئلة المحقق.
2- لا يتعاون مع المحقق.
3- يدلي بمعلومات تقدر ككاذبة او خادعة، او يخفي معلومات او “بلاغات ضرورية” تشير تقديرات المحقق او انطباعاته او تقديرات خبير (رجل ابحاث، عالم نفس، فاحص جهاز الكشف عن الكذب” الى أنه موجودة لديه ) .
معلومات
أو أن المعتقل يخفي واحدة أو أكثر من المعلومات الضرورية التالية حسب ما تناولتها الوثيقة:
1- معلومة تتضمن تحذيرا من نية تنفيذ عملية عسكرية او عملية تخريبية ضد دولة اسرائيل، او ضد منطقة واقعة تحت سيطرتها، بما في ذلك ضد قواتها، مواطنيها او سكانها سواء في البلاد او في الخارج.
2- معلومة عن عملية تخريبية او عملية عسكرية نفذت ضد قواتنا او ضد منطقة تحت سيطرتها ولم يكشف النقاب عنها بعد بما في ذلك اسلحة موجودة في منطقة او عنصر معاد تسلل الى منطقة تحت سيطرة قواتنا ولم يكشف عنه النقاب بعد.
3- معلومة قد تؤثر على عمليات او نشاطات للجيش الاسرائيلي.
4- معلومة عن اسرى ومفقودين من الجيش الاسرائيلي او معلومة بخصوص مواطني دولة اسرائيل او سكانها المحتجزين لدى جيش معاد او منظمة ارهابية.
5- معلومة ضرورية للحفاظ على الامن الشخصي لانسان.
6- معلومة عن قضايا اخرى ذات اهمية وفقا لتأكيدات قسم الابحاث في شعبة الاستخبارات واوساط البحث في هيئة الاركان والستخبارات، او ضابط في قيادة الاستخبارات او ضابط في القيادة الميدانية.
الاسلوب النفسي: اهانات، تهديدات وألاعيب
تعرض الوثيقة تفاصيل حول متى يسمح للمحققين باستخدام اساليب ضغط نفسي وألاعيب.
يحق للمحقق وفقاً للوثيقة، اذا وجد أن الضرورة تتطلب تقدم التحقيق او التأكد من صحة رواية المحقق معه استخدام اساليب ضغط نفسي لفظي “شتائم، اهانات، تهديدات وألاعيب” ويستطيع المحقق استخدام اساليب ضغط نفسية غير لفظية “احتجاز المحقق معه في غرفة انتظار، احتجاز المحقق معه في غرفة عزل مغطى الرأس ، منعه من النوم او تقليص ساعات نومه: “استخدمت بصورة عامة اصوات موسيقية بضجيج غير مألوف، من اجل منعهم من النوم، وفضل المحققون استخدام موسيقى كلاسيكية لان الذي يجري التحقيق معهم لم يتعودوا على سماعها” ، و تقديم وعود للمحقق معهم بما في ذلك وعود متعلقة بتحسين ظروف اعتقالهم او منع اجراءات قضائية ضدهم او تخفيف الاحكام التي ستصدر عليهم.
تهديدات
تتضمن الوثيقة التهديدات التي تسمح باستخدامها ضد المحقق معه ومنها:
اتهامه امام اخرين بالتعاون مع السلطات الاسرائيلية او كشف معلومات عنه ، اعتقال افراد عائلته خصوصاً من النساء ، اعتقال اصدقائه ، طرده، اعتقاله ادارياً، هدم منزله او اغلاقه ).
فلسطين خلف القضبان يؤكد بأن كافة الاساليب المذكورة وما يتفرع عنها تمارس ضد المعتقلين
ويؤكد ” فلسطين خلف القضبان ” وهو موقع شخصي للاسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة بأن كافة تلك الأساليب المذكورة ، قد مورست فعلياً بحق الأسرى في أقبية التحقيق وكثيراً ما لجأت سلطات الإحتلال بالفعل الى اعتقال أمهات وزوجات وشقيقات المعتقل بهدف الضغط عليه وابتزازه ، كما أقدمت على اعتقال الآباء والأشقاء والأصدقاء لنفس الغرض ، وأقدمت على اغلاق وهدم بيوت المعتقلين انتقاماً منهم وعقاباً جماعياً لأسرهم ، بالإضافة لإستخدامها عشرات الأساليب الجسدية والنفسية الأخرى والتي تفرعت عن تلك المذكورة في الوثيقة وجميعها حظيت بالغطاء القانوني ، ولهذا قلنا في البداية أن الوثيقة هي أول من وضع الأساس لقانون أقر بالكنيست الإسرائيلي وشرع بموجبه التعذيب ومنح مقترفيه الحصانة القضائية ، مما يشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى عموماً ، تستدعي من المؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرك العاجل.